ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : بوابة الحقيقة
العالم أمام فيروس!
نشر بتاريخ : 3/18/2020 11:47:37 AM
د. منصور محمد الهزايمة

في حال غير معهود لم تمر به البشرية من قبل، يقف العالم اليوم بكل أركانه وأممه ومجتمعاته على قدم وساق، يؤرقّه همٌ واحد، تمثل بفيروس لم يميز بين الناس من حيث الجنس أو العرق أو الدين أو بين الفقراء والأغنياء، ولا بين البسطاء أو الزعماء، ولم يحابِ أحدا أو دولا، فنجد أن أقوى وأغنى الدول قد اُبتليت به، بل وأُصيبت به شخصيات بارزة حد الهلاك، وشكلّ أزمة عالمية استدعت من الجميع دق ناقوس الخطر.

 

أمّا ما يُقدم من تفسيرات لما يحدث، فقد تراوحت بين أن يكون رسالةً ربانية تجسدت بهذا الفيروس المبالغ في صغره، لتُعيد العالم إلى توازنه ورشده، وأن الله وحده هو الذي يتحكم بمصير هذا الكوكب والكون، وأن قوة الدول مهما بلغت أو امتدت تخضع لنواميسه، وبين من ادّعى أن المسالة لا تعدو أن تكون مؤامرات بين الدول، لتحقيق أطماع مادّية أو اقتصادية، لكنّا لم نر أحدا ينجو من هذا الواقع، وهناك أيضا من أراد أن يُلبس هذا الفيروس لباسا قوميا، أو قناعا طائفيا، أو يُعلق في رقبته رمزا فئويا من أي نوع، وبطبيعة الحال يقع ذلك كله خارج دائرة اليقين.

 

يبدو العالم اليوم أشبه ما يكون في حرب عالمية ليست بين طرفين، أو محورين، بل هي واحدة بعالم واحد ضد طرف أخر غير بشري يتمثل بكائن غير مرئي، لكنّ أثاره أرعبت الجميع، وتكمن خطورته ليست في الأرقام، بقدر ما تكمن في سرعة الانتشار، حتى تخال العالم كأنه أصيب بحمّى وعصبية مرعبة، مما جعل الإجراءات المتخذة في كل دولة متلاحقة، وبدا أن العالم بحاله يخضع لحالة طوارئ، حيث قامت دول-فعلا- بالاستعانة بجيشها أو أجهزتها الأمنية لضبط الأمور، ولا يستبعد أن تنحو كثير من الدول هذا المنحى، كما أُغلقت الحدود بين الدول، وكذلك المطارات، لتحاول كل أمة أو دولة أن تحمي نفسها وغيرها من الفيروس المرعب.

 

اليوم تتحمل كل دولة على حدة، أو بالتنسيق مع غيرها إقليميا أو دوليا مسئولية عظيمة، بالمساهمة في انتشال العالم من أزمة طاحنة، قلّ نظيرها، وذلك من خلال تسخير إمكانياتها، وتشديد إجراءاتها، بكل وضوح وشفافية، لكي يكون الوضع العالمي برمته صحيحا، لا لبس فيه، ليتسنى اتخاذ إجراءات موحدة، تمكّن منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية التابعة لها مثل منظمة الصحة العربية قادرة على تتبع أو تدبر الإجراءات، أو توفير العقارات، أو تقديم المساعدات اللوجستية التي يمكن أن تساهم بها، خاصةً للدول الأكثر فقرا، مما يحد من انتشار المرض، أو يمنع ما يترتب على ذلك من مآس أخرى.

 

وفي كل دولة أيضا ينبغي على المواطنين والمقيمين على أرضها، أن يستشعروا المسئولية الإنسانية والمجتمعية والأخلاقية العظيمة التي يجب أن يتحلوا بها تجاه مجتمعهم الصغير، بل والمجتمع الدولي، ليتم ذلك بطريقين؛ اتباع ما يصدر عن السلطات من إجراءات، وبنفس الوقت مبادرات شخصية تتمثل بالمحافظة على النظافة، وعدم الاختلاط قدر الإمكان، والابتعاد عن المناسبات الاجتماعية، وأماكن التزاحم.

 

لا احد يعرف كم من الزمن يمكن لهذه الأزمة أن تستمر؟، وكيف يمكن للعالم أن يخلص أو يتعلم منها، فكما هو معلوم، فإن البداية كانت في الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان، وحجم الإنتاج على مستوى العالم، نسبةً لتوفر الأيدي العاملة، ورخصها، بل أن الافراد كانوا يتعاملون معها بكثافة في التجارة الالكترونية التي صار لها شأن عظيم، فماذا لو كان السيناريو أن المرض استمر لفترة طويلة، وأُغلق صنبور غزير أو أكثر للإنتاج، فهذا قد يوقع كثيرا من الدول بأزمات متلاحقة ومترابطة، لا نهاية لها، وربما كان أخطرها عدم قدرتها على توفير أمنها الغذائي ومتطلبات أسواقها، لذا ينبغي أن يكون الدرس الأهم المستفاد أن تعمد كل أمة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي قدر المستطاع، ولا تخضع لظروف عالمية متقلبة لا يعلمها الا الله جلّ وعلا.

أسأل الله العافية للجميع.

الدوحة - قطر

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025