الأردن يشارك في أعمال قمة عربية إسلامية طارئة بقطر لبحث العدوان "الإسرائيلي" النائب فريحات : قوى شد عكسي تسعى لإفشال التحديث السياسي - فيديو وزير الإدارة المحلية يطلع على خطط ومشاريع بلدية جرش الكبرى وفاة عامل وافد بصعقة كهربائية داخل معمل طوب بالأغوار الشمالية مادبا .. وفاة شاب سقط من مرتفع بمنطقة ماعين أمير قطر الشيخ تميم يزور الأردن نهاية الاسبوع الحالي التعادل يحسم قمة الحسين والفيصلي في إربد الصين تفتح تحقيقين بشأن التمييز والإغراق فيما يتعلق بالرقائق الأميركية أرسنال يكرّم وفادة ضيفه نوتنغهام فورست بثلاثية بعشرة لاعبين.. ريال مدريد يخرج من عنق الزجاجة أمام ريال سوسييداد "الخيرية الهاشمية": أكثر من 8664 شاحنة مساعدات مرسلة لقطاع غزة رغم المعيقات الصفدي وفيدان: أهمية قمة الدوحة لبلورة موقف موحد ضد عدوان الإحتلال إحباط محاولة تسلل شخص بعد تطبيق قواعد الاشتباك اندلاع حريق في شاحنة بسحم الكفارات والأهالي يهرعون للمساعدة (فيديو) إتلاف 5 أطنان أجبان فاسدة وإغلاق مصنع غير مرخّص بعمّان
القسم : بوابة الحقيقة
كيف يمكن لبياناتك الشخصية أنْ تخدم الآخرين.. ؟
نشر بتاريخ : 11/10/2019 10:55:05 AM
أ. د. صلحي الشحاتيت

كُلّنا لاحظنا أنّ بعض  المواقع الترفيهية يظهر لنا وبصورة فجأئية أثناء تصفحنا اليومي لمواقع التواصل الإجتماعي المنتشرة؛ وهي تحمل عناوين متنوعة تجعلنا ندخل لتجربتها دون تفكير منّا وبدافع التسلية ليس إلاّ، فعلى سبيل المثال نجد العناوين الآتية: كيف سيصبح شكلك عندما تشيخ؟ ما هي الوظيفة التي تناسبك في المستقبل؟ في أيّ بلدٍ ستعيش حياتك؟ كيف سيكون شكل عروسك المستقبليّة؟ وغيرها الكثير من الروابط والعناوين التي لا نمتلك عنها أدنى حكم سوى أنها للترفيه والتسلية فقط، لكن هل فكرنا للحظه ما الهدف منها، ولصالح منْ؟ وعلى ماذا يعتمد مصمموها للإجابة على تساؤلاتنا؟ وهل ندرك حقًا حجم الخطورة التي تنبثق منها؟ والمضحك هنا أننا عندما نبدأ بالدخول لتلك المواقع تبعث لنا برسالة قصيرة؛ تقول: "هل تسمح لهذا الموقع بالدخول لبياناتك الشخصية؟" ونحن للأسف ودون أدنى تفكير نسمح بذلك ظناً منا أننا ما زلنا نتسلى، لكن ما لا نعلمه أنّ القصة تكمن بتلك الرسالة القصيرة المهملة بالنسبة لنا، فالهدف منها جمع  معلومات وبيانات خاصة بنا وليس الإجابة عن هذه التساؤلات بذريعة التسلية، فالإجابة النهائية حتماً ستكون غير حقيقة، ولكن ما لا يعلمه الجميع أنّ تلك المواقع تساهم في أكبر اقتصاد بالعالم دون علمنا ودون أن نكسب فلساً واحداً! والاقتصاد الذي نعنيه هنا هو اقتصاد البيانات، والسلعة هنا هي معلوماتنا!.

 

    قد تكون هذه القصة أكبر غزو في حياتنا، وهذا ما يسمى بمصطلح البيانات الضخمة " Big Data " السوق الأغلى في عالم اليوم؛ والذي يتصف بحجم المعلومات الضخمة التي يتم جمعها عن البشر من مصادر مختلفة تشمل: "Like" ،"Shares"، والتنقلات عبر "GPS"، والرسائل الخاصة، وكل ما نكتبه في النشر أو التعليق ونمط شرائنا عبر الإنترنت، كل هذه المعلومات يتم جمعها لمعرفة أبرز صفات شخصياتنا، ما نحبه، ما نكرهه، وما الذي يلفت انتباهنا وفضولنا، وما لا نعلمه أنّ هذه المواقع عبارة عن استبيان لتحليل الشخصيات وهو مربوط بشكل مباشر مع الفيسبوك، حيث يقوم بجمع بيانات الأشخاص الذين شاركوا به وليس هم فقط؛ بل وبيانات أصدقائهم أيضاً،  وبدأت هذه الفكرة من تطبيق صممه البروفيسور من جامعة كامبريدج "ألكساندر كوغان".

 

    استعانت شركة بريطانية سميت "كامبريدج اناليتيكا"  تأسست عام  2013  كفرع من شركة "SCL" والتي تقدم خدمات لوزارة الدفاع الأمريكية، بهذه الفكرة البسيطة والخطيرة جداً في الوقت نفسه، حيث تقوم بجمع المعلومات التي يقدمها الناس عن أنفسهم بسهولة ويسر فتعرف سمات شخصياتهم، ثم تقوم بتوجيه محتوى رقمي إليهم لإقناعهم بأمور كثيرة، وهذه البيانات يتم بيعها لدول وحكومات وحملات انتخابية وأحزاب، وقد تم استخدامها بشكل أساسي لأكثر من 100 حملة انتخابية في دول عديدة في القارات الخمس، وأشهرها: الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولمصلحة المنادين بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، فقد تم الكشف عن 270 ألف مواطن أميركي شاركو بهذا التطبيق، وهؤلاء كانوا منصة "كامبريدج أناليتيكا" لإختراق حسابات أصدقائهم ليصل حجم المخترقين إلى 87 مليون شخص في أميركا وحدها، والأمر مشابه لقضية المنادين بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي؛ فقد ساهمت شركة كامبريدج انتاليتيكا بكل هذا، ولغيرهم  من الدول. وبالنهاية هي شركة ربحية تخدم من يدفع أكثر، إلى أن تم إيقافها ومحاسبتها عام 2015 بعد اكتشاف إدارة فيسبوك اختراقاتها للحسابات الشخصية.

 

    قد تكون كامريدج أناليتيكا قد أوقفت، لكننا لا نعلم حجم الشركات الأخرى المشابهة لها والتي تتاجر بمعلوماتنا وبياناتنا الشخصية دون علمنا وخاصة بعالمنا العربي، ففي أميركا وبريطانيا تم محاسبة هذه الشركة؛ لكن بعالمنا العربي هل نستطيع  كشف ومحاسبة مثل هذه الشركات؟

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025