الأردن يشارك في أعمال قمة عربية إسلامية طارئة بقطر لبحث العدوان "الإسرائيلي" النائب فريحات : قوى شد عكسي تسعى لإفشال التحديث السياسي - فيديو وزير الإدارة المحلية يطلع على خطط ومشاريع بلدية جرش الكبرى وفاة عامل وافد بصعقة كهربائية داخل معمل طوب بالأغوار الشمالية مادبا .. وفاة شاب سقط من مرتفع بمنطقة ماعين أمير قطر الشيخ تميم يزور الأردن نهاية الاسبوع الحالي التعادل يحسم قمة الحسين والفيصلي في إربد الصين تفتح تحقيقين بشأن التمييز والإغراق فيما يتعلق بالرقائق الأميركية أرسنال يكرّم وفادة ضيفه نوتنغهام فورست بثلاثية بعشرة لاعبين.. ريال مدريد يخرج من عنق الزجاجة أمام ريال سوسييداد "الخيرية الهاشمية": أكثر من 8664 شاحنة مساعدات مرسلة لقطاع غزة رغم المعيقات الصفدي وفيدان: أهمية قمة الدوحة لبلورة موقف موحد ضد عدوان الإحتلال إحباط محاولة تسلل شخص بعد تطبيق قواعد الاشتباك اندلاع حريق في شاحنة بسحم الكفارات والأهالي يهرعون للمساعدة (فيديو) إتلاف 5 أطنان أجبان فاسدة وإغلاق مصنع غير مرخّص بعمّان
القسم : بوابة الحقيقة
أنْهِ اللعبة؛ تعلم كيف ترحل
نشر بتاريخ : 10/22/2019 12:09:56 PM
أ. د. صلحي الشحاتيت

عندما ينتهي دورك، وعندما تضطر لتكرار نفسك، عندما يكون وجودك مساوي لعدمك، وعندما لا تجد الإحتواء الذي يلائم قلبك، عندما تشعر أنك في الحكاية الخاطئة وفي المكان الخاطئ ...! عندها حتى تكسب نفسك، يجب أن تتعلم كيف ترحل .

 

   أكبر التحديات التي تواجهنا في حياتنا وفي علاقاتنا مع الآخرين، أننا لا نعرف موعد الانسحاب، والقدرة على الترك، لأن قرار الانسحاب من المكان وترك الأشياء عادةً يحتاج منا إلى إرادة، يحتاج إلى مهارة يجب أن نتعلمها، يجب أن نتعلم كيف ندرك أن دورنا قد انتهى في هذا المكان، يجب أن نتعلم أن نقول للأمور توقفي هنا، يجب أن نتعلم أن نصنع قراراتنا الحاسمة ونرحل من دون التفات ولا عودة، متيقنين أن الرحيل عند هذه اللحظة أقل ضرراً من البقاء.

 

   ولا شك أننا نكره الفشل، نكره الاستسلام، نفضل التحدي ومجابهة التحديات لنصل إلى الانتصارات العظيمة التي تعزز ثقتنا بأنفسنا، ولكن أحياناً لا يتحقق ذلك، فنقع في فخ المحاولات البائسة محاولين النجاح مراراً وتكراراً لكن دون فائدة، فهنا يجب أن نتعلم كيف نتعرف على هذه الأوقات، قبل أن ترفضنا الأماكن والأشياء، قبل أن تنتهي الفرص لدينا، يجب أن نتعلم كيف ندير ظهرنا ونغادر ونحن مرفوعي الرأس وبكامل شموخنا، فأغلبنا يستصعب الرحيل ولكننا لا نعلم أنه أحياناً يكون قوة، وعزة، وانتصار.

 

   وليس من الذكاء أيضاً أن نواجه كل شيء، لا بأس أحياناً أن نتوقف ونصمت، فالحياة عبارة عن مسرح يكثر فيها الأبطال، وليس من المهم أن نلعب دائماً دور البطل، فلا بأس أن نختفي من المشهد ونكون من المتفرجين أحياناً، وليس من الذكاء أيضاً أن نجادل في كل شيء، لا بد وأن نتوقف أحياناً، لأن كثرة الجدال توصلك لطرق مسدودة، فهنا يجب أن نقول رأينا ونصمت، وان ننصح ونسكت، وأن نتعلم متى نرحل.

 

  وفي مقولة "إن لم تشعر بالإنتماء، فلا تطل البقاء"، فإذا لم تشعر بقيمتك في المكان الذي أنت فيه فلا تطيل البقاء لا تكمل وفي يدك خيار الرحيل، فإذا بقيت تكون قد استنزفت وقتك وهمتك ونفسك بالمجان، وستتحول بالمدى البعيد إلى ألم يسيطر على مجريات حياتك، فنأى بنفسك بعيداً عن كل هذا وتعلم كيف ترحل، تعلم كيف تبدأ من جديد في المكان المناسب وبوجود الأشخاص المناسبين الذين يقدرون وجودك، ولا شك أن هذا الأمر ينطبق على العمل والوظيقة، فإذا شعرت بنفسك عاجزة عن الاستمرار في مكان عملك، لا تمتلك المزيد من الطاقة للاستمرار، لا ترى المزيد من التطور والنجاح ، لا يوجد من يقدرك فيها ويقدر عملك، فارحل! لا تصبح هامش وعشوائي لا تعلم ماذا تريد، وإلى أين ستصل، في المقابل هناك الكثير من المناصب والوظائف التي لويعلم أصحابها أن وجودهم فيها غير مفيد، يكون الرحيل لهم أفضل.

 

     الرحيل مهارة يجب أن نتعلمها لنحافظ على أنفسنا وسعادتنا وعلاقاتنا الشخصية من دون أن نؤذي أنفسنا أو غيرنا، وأن نتغاضى ونسامح، فالحياة ما هي إلا خسائر متتالية، من آلام وقصص لا تنتهي، لكنها تمضي وتسير بنا ولا شيء يتوقف، لذلك يجب أن نمضي مع الحياة ولا نضيع الوقت ونتعلم متى نحضر، ومتى نرحل .!

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025