المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة إسناد تهم القتل والشروع بالقتل والتدخل بالقتل لـ 25 متهما بقضية التسمم الكحولي النصف الأول من عام 2025.. تغيرات خطيرة في الأقصى والقدس استشهاد 27 فلسطينيا بنيران الاحتلال في غزة بينهم 12 من منتظري المساعدات العيسوي: الأردن ثابت أمام العواصف والرؤية الملكية تصنع من التحديات فرصًا سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا تزور غرفة تجارة الكرك قرار خفض جمرك المركبات - تصحيح بنية مشوهة طالما اشتكى منها الأردنيون – تقرير تلفزيوني بدء تسجيل طلبة الصف الأول الأساسي المنصة الإلكترونية - رابط ترقيات في وزارة التربية والتعليم شملت 2070 معلماً وإدارياً الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول تحذير صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأمن يعلن أسماء المشروبات الكحولية التي تم سحبها من الأسواق المياه: ضبط اعتداءات في الحلابات والضليل وحفارات مخالفة بجرش والمفرق الأمن:إحالة قضية التسمم بـ ( الميثانول) إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى ارتفاع مقلق بإصابات السحايا في قطاع غزة

القسم : بوابة الحقيقة
فتنة الشام
نشر بتاريخ : 10/27/2016 7:33:03 PM
الدكتور منصور أبوشريعة العبادي

بقلم: الدكتور منصور أبوشريعة العبادي

ذكر الإِمام أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عروة عن ثابت، حدثنا عليان بن أحمد البكري، حدثنا أبو زيد الأنصاري قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى العصر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وما هو كائن فأعلمنا أحفظنا". وقال أبو داود في أول كتاب الفتن من سننه: حدثنا عثمان عن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً" "فما تَرَكَ شيئاً يكونُ في مقَامِهِ ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حَفِظَه من حفظه ونسيَه من نَسِيه قد عَلمَه أصحابي هؤلاء وإِنَّهُ ليكون الشيءُ فأذكُرة كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجل إذا غَابَ عَنْهُ ثم إذا رَآهُ عَرَفَه".

لقد حدثت فتن كثيرة في البلاد الإسلامية بدأت بمقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ولكن هذه الفتن كانت محصورة في مناطق محددة من بلاد المسلمين  ولم تدم إلا لسنوات معدودة. أما الفتن التي ستصيب المسلمين وخاصة العرب منهم فإن الأحاديث توحي بأنها شاملة وتدوم لفترات زمنية طويلة وأنها من أشد الفتن التي سيتعرض لها المسلمون على مر العصور وكذلك أشارت إلى أن حدوثها مرتبط بعلامات ظهور المهدي. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " الْفِتْنَةُ الرَّابِعَةُ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ تَمُورُ مَوْرَ الْبَحْرِ، لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا مَلَأَتْهُ ذُلًّا وَخَوْفًا، تُطِيفُ بِالشَّامِ، وَتَغْشَى بِالْعِرَاقِ، وَتَخْبِطُ بِالْجَزِيرَةِ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا، تُعْرَكُ الْأُمَّةُ فِيهَا عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشْتَدُّ فِيهَا الْبَلَاءُ حَتَّى يُنْكَرَ فِيهَا الْمَعْرُوفُ، وَيُعْرَفَ فِيهَا الْمُنْكَرُ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ يَقُولُ: مَهْ مَهْ، وَلَا يَرْقَعُونَهَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا تَفَتَّقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا مِنْ دَعَا كَدُعَاءِ الْغَرَقِ فِي الْبَحْرِ، تَدُومُ اثْنَيْ عَشَرَ عَامًا، تَنْجَلِي حِينَ تَنْجَلِي وَقَدِ انْحَسَرَتِ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ سَبْعَةٌ " الفتن لنعيم بن حماد. وعَنِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَيُوشِكَنَّ الْعِرَاقُ يُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشُقُّ الشَّامُ شَقَّ الشَّعْرِ، وَتُفَتُّ مِصْرُ فَتَّ الْبَعْرَةِ، فَعِنْدَهَا يَنْزِلُ الْأَمْرُ» الفتن لنعيم بن حماد. وقد يكون المقصود بالأمر الذي ينزل بعد هذه الفتن هو ظهور المهدي عليه السلام.

وقد أكدت أحاديث كثيرة على أن فتنة الشام هي أشد هذه الفتن وستكون بداية فتن كثيرة تمتد لمعظم بلاد المسلمين  فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا الْتَقَتْ فِتْنَةٌ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَأُخْرَى مِنَ الْمَشْرِقِ، فَالْتَقَوْا بِبَطْنِ الشَّامِ، فَبَطْنُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنْ ظَهْرِهَا» وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كُلُّ فِتْنَةٍ شَوًى حَتَّى تَكُونَ بِالشَّامِ، فَإِذَا كَانَتْ بِالشَّامِ فَهِيَ الصَّيْلَمُ، وَهِيَ الظُّلْمَةُ» وعَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَا تَزَالُ الْفِتْنَةُ نَوَامٌ بِهَا مَا لَمْ تَبْدُ مِنَ الشَّامِ» وعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَعُدُّوا الْفِتَنَ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ وَهِيَ الْعَمْيَاءُ» وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَاطِبٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: «لَيَكُونَنَّ بِالشَّامِ فِتْنَةٌ تَرَدَّدُ فِيهَا كَمَا تَرَدَّدُ الْمَاءُ فِي السِّقَاءِ، تُكْشَفُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ نَادِمُونَ عَنْ جُوعٍ شَدِيدٍ، فَيَكُونُ رِيحُ الْخُبْزِ فِيهَا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» وعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " تَكُونُ بِالشَّامِ فِتْنَةٌ كُلَّمَا سَكَنَتْ مِنْ جَانِبٍ طَمَتْ مِنْ جَانِبٍ، فَلَا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: إِنَّ أَمِيرَكُمْ فُلَانٌ " وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : "تَكُونُ فِتْنَةٌ كَانَ أَوَّلُهَا لَعِبُ الصِّبْيَانِ ، كُلَّمَا سَكَنَتْ مِنْ جَانِبٍ طَمَتْ مِنْ جَانِبٍ ، فَلا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَلا إِنَّ الأَمِيرَ فُلانٌ، وَفَتَلَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ يَدَيْهِ حَتَّى أَنَّهُمَا لَتَنْقُصَانِ ، فَقَالَ : ذَلِكُمُ الأَمِيرُ حَقًّا ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ"  وعَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «تَكُونُ بَعْدَ فِتْنَةِ الشَّامِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ هَلَاكُ الْمُلُوكِ وَذُلُّ الْعَرَبِ، حَتَّى يَخْرُجَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ» وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَاطِبٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً سَمِعَ كَعْبًا، يَقُولُ: «إِذَا ثَارَتْ فِتْنَةُ فِلَسْطِينَ تَرَدَّدُ فِي الشَّامِ تَرَدُّدَ الْمَاءِ فِي الْقِرْبَةِ، ثُمَّ تَنْجَلِي حِينَ تَنْجَلِي وَأَنْتُمْ قَلِيلٌ نَادِمُونَ» الفتن لنعيم بن حماد. ومن المحتمل أن فتنة فلسطين هي إحتلال اليهود لها وغني عن القول أن الفتن التي ستظهر في الدول العربية ناتجة عن إحتلال اليهود لفلسطين والمسجد الأقصى كما أشار إلى ذلك الحديث الأخير.    

ومن الواضح والله أعلم من وصف الأحاديث النبوية الشريفة أنها تنطبق بشكل كبير على ما يجري في سوريا الآن. فلم يحدث في أي فتنة على مدى التاريخ الإسلامي  أن قتل في سوريا هذا العدد من الناس والذي وصل إلى ما يزيد عن ثلاثمائة ألف إنسان ومئات الآلاف من الجرحى وعدة ملايين من المشردين. وتتميز هذه الفتنة كذلك بطولها فقد حدد الحديث مدة هذه الفتنة بإثني عشر عاما مضى منها إلى الآن خمس سنوات.  وتتميز كذلك بكثرة الأطراف المشاركة فيها فكلما سكنت في منطقة ثارت في منطقة أخرى بسبب تدخل الدول المختلفة في هذه الفتنة وإمداد الأطراف المتقاتلة بالسلاح.  ومن نتائج هذه الفتنة هلاك الملوك والحكام وذل يصيب العرب ومجاعات وسيصيب الخوف العرب والعجم من هذه الفتنة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023