عرقوب: هو رجل من العماليق كان يعد الناس و يخلف الوعد ، و لا يفي بوعده يزوق الكلام ويسامر الخلان (حكواتي على سن ورمح)
كان له أخ ذهب إليه يوما يطلب منه شيئاً . فقال له عرقوب : إذا اطلعت هذه النخلة فلك حملها . فلما أخرجت " طلعها " أتاه ، فقال له : دعها حتى تصير " بلحاً " . فلما أبلحت أتاه فقال له : دعها حتى تصير " زهواً " . فلما أزهدت قال له : دعها حتى تصير "رُطباً ". فلما أرطبت قال له : دعها حتى تصير "تمراً ". فلما أتمرت ، قام عرقوب بجذّها بالليل قبل أن يأتي أخوه في الصباح . فلما جاء أخوه في الصباح ليأخذ التمر لم يجد شيئاً. فأصبح عرقوب - ولايزال - مَضرِبَ المثل بعدم الوفاء والصدق..
قال كعب بن زهير فيه
صارت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلا الأباطيل
فليس تنجز ميعادا إذا وعدت
إلا كما يمسك الماء الغرابيل.....
اليوم وبعد ان تداخلتِ الأمورُ اصبحنا نبحث عن مركبًا نمتطيه هربًا من تكاليف الحياة ودجالين هذا الزمن الاغبر.. اصبحنا لا نجد سوى الظلام، نتوارى خلف جدرانه، هربًا من واقعٍ يرفض كل حلم نراه جميلاً..
اليوم وبعد أن تبدلت سماء الطامحين للعلى و تناثرت أحلام الطيبين , و تعالت أصوات الرويبضة و أفلتت الغنم و أستاسد الذئب ، بعد ان اختلط الحابل بالنابل.. بعد ان اهترئت آذاننا لشهور وشهور بنعيق المطبلين ونسجهم لقصص الأساطير والخرافات الإغريقية..
اليوم وبعد ان تحول الحكواتي الى قائد ورمز، بعد ان إمتهن البعض كذبة العمل الوطني والدفاع عنه ،
بعد هذا إلارتجاج الفكري، والاسهال السياسي،بعد ان اصبح المختل يرمي بنفسه الى الصفوف الامامية ليهتف له البعض بالتهليل والتمجيد...
بعد هذا التجاسر و التطاول على الوطن..بعد هذا الحجم من المتناقضات و غيرها مما يندى له الجبين و تقشعر له الأبدان..
اليوم انتقل الوجع من القلوب الى الحروف فحالي كحال الغيورين من ابناء هذا الوطن لا نجد سببا مقنعا لهذا الصمت الرهيب من اجهزة الدولة ومؤسساتها على هذا الهراء ، فكلما اطل علينا مهرج بقصة المغارة العجيبة نستشهر ان زلزالا بقوة (9 ) درجات يصيب قلوب اصحاب القرار فلا تقوى على الرد أوالتفنيد...
اليوم أصبح لزاما علينا إزاء هذا التهكم أن نعلنها مدوّية بأن هذا التصور القبيح لوطننا الغالي لا يقبل به اي اردني شريف....اليوم وجب على الحكومة فتح ابوابها لعقلاء الوطن وقادتة الحقيقيين ،عليها أن ترفع الحجر اللغوي على المواطنين الصادقين الغيورين فبهم يكتمل البناء والانجاز.. فقد سئمت شهريار من صياح الديك المخبول وقصص ألف ليلة وليلة.. اليوم وحتى لا يقال أن أصحاب العفو قد ولوا..وان المكارم اوشكت على الاندثار.. سنبقى نردّدُ ما بقي في أجسادنا روح ما زال على ارض الاردن الطهور ما يستحق العمل والبناء...