نشر بتاريخ :
19/08/2025
توقيت عمان - القدس
12:20:37 PM
رد "حماس" صفعة لنتنياهو.. و"ديرمر" يلوح بالاستقالة بعد فشله في إبرام صفقة تبادل
الحقيقة
الدولية - فلسطين المحتلة - كشفت وسائل إعلام عبرية، أن وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة
الاحتلال رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأحد أبرز مهندسي
المفاوضات غير المباشرة مع حركة “حماس”، يعتزم تقديم استقالته من منصبه، على خلفية
ما وصف بـ”فشله” في إبرام صفقة تبادل الأسرى والتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
ويأتي هذا الكشف
بعد ساعات قليلة من إعلان حركة “حماس” ردها الإيجابي على الورقة التي طرحها
الوسطاء للفصائل الفلسطينية، والتي تضمنت صياغة معدلة من المقترح الأمريكي الذي
قدمه المبعوث ستيف ويتكوف في أيار/ مايو الماضي.
صدمة داخل
الحكومة
وذكرت /القناة
12/ العبرية أن ديرمر أبلغ مقربين منه في حزب “الليكود” نيته الاستقالة من رئاسة
وفد التفاوض تمهيدا لاعتزال الحياة السياسية، الأمر الذي اعتبر “صفعة غير متوقعة”
لنتنياهو في توقيت حساس، خاصة أن الأخير لطالما اعتمد عليه في ملفات استراتيجية،
أبرزها حشد الدعم الأمريكي والدولي للحرب على غزة.
خيبة أمل من
تعثر المفاوضات
وبحسب رسالة
مسربة، عبر ديرمر عن خيبة أمله من “تباطؤ” مسار المفاوضات، محملا نتنياهو مسؤولية
التعطيل؛ بسبب “تعنته” في إبرام صفقة تنهي الحرب، مرجحا أن دوافع رئيس الوزراء
“مرتبطة بحسابات سياسية شخصية”.
من جهتها، نقلت
صحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ عن مصادر مطلعة أن نهج ديرمر في إدارة المفاوضات “فشل
في دفع المرحلة الأولى من الصفقة”، ما أدى إلى استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس
الماضي بدعم أمريكي، محذرة من أن هذا التعثر قد يقود إلى حرب إقليمية واسعة كانت
دولة الاحتلال في غنى عنها. وفق زعم المصدر.
ضغط من
عائلات الأسرى
وشكل الضغط
الشعبي من عائلات الأسرى نقطة تحول في موقف ديرمر، إذ نفذ العشرات منهم اعتصاما
أمام منزله في القدس، مطالبين إياه بإعادة 59 أسيرا في صفقة واحدة.
ورفع المحتجون
لافتات حملت عبارة: “ديرمر – 59 أو استقل”، والتي تصدرت صفحات بعض الصحف العبرية،
وأكد ممثلو العائلات أنهم طلبوا مرارا لقاء ديرمر دون استجابة، مشيرين إلى أنه
اكتفى بلقاء أربع عائلات فقط منذ بداية الحرب.
اعتراف
بالفشل
ووفق تسريبات
إعلامية، اعترف ديرمر الذي يقود مسار التفاوض منذ كانون الثاني/ يناير الماضي
خلفًا لرئيس “الموساد” ديدي برنيع، بأنه قدم للوسطاء عرضا لوقف مؤقت لإطلاق النار
لمدة ثلاثة أسابيع، لكن المقترح قوبل بالرفض، بعد أن كانت “إسرائيل” رفضت في وقت
سابق صيغة مشابهة قدمها الوسطاء لهدنة مدتها شهران، وهو ما اعتبره “فشلا دبلوماسيا”.
من هو رون
ديرمر؟
ولد ديرمر عام
1971 في مدينة ميامي الأمريكية لعائلة يهودية مهاجرة، وحصل على درجات أكاديمية في
الاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية من جامعات أمريكية وبريطانية، بدأ نشاطه
السياسي من خلال حزب “يسرائيل بعليا”، قبل أن يتقلد مناصب دبلوماسية أبرزها وزير
الشؤون الاقتصادية في السفارة الإسرائيلية بواشنطن عام 2005، ثم سفيرا لدى
الولايات المتحدة (2013-2021)، حيث لعب دورا محوريا في تعزيز العلاقات مع التيار
المحافظ الأمريكي، وفي بلورة اتفاقات التطبيع المعروفة بـ”أبراهام”.
ويشغل حاليا
منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، وعضوية “كابينت الحرب”، ويعد أحد أكثر الشخصيات
تأثيرا في دوائر صنع القرار الإسرائيلي، وقد وصفته /القناة 13/ العبرية بأنه “رجل
الظل” في حكومة نتنياهو، الذي لا يتخذ خطوات كبيرة دون مشاورته، سواء في ملفات
التعديلات القضائية أو العلاقات الخارجية أو إدارة الحرب على غزة.