القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
14/08/2025
توقيت عمان - القدس
9:27:50 PM
"العجارمه والخوالدة": مشروع "إسرائيل الكبرى" تهديد مباشر للأردن .. وتمتين الجبهة الداخلية سلاح ردع
الحقيقة الدولية – خاص - حذّر اللواء المتقاعد محمود العجارمة
والعميد المتقاعد رزق الخوالدة من خطورة تصاعد المشروع الصهيوني المسمّى
بـ"إسرائيل الكبرى" وما يحمله من تهديدات مباشرة للأردن والمنطقة
العربية، مؤكدين أن هذا المشروع ليس مجرد فكرة نظرية بل مخطط قائم تُظهره المؤشرات
الميدانية والتصريحات "الإسرائيلية" الرسمية.
وفي حديثه لــ برنامج واجه الحقيقة ، أوضح العجارمه أن مفهوم
"إسرائيل الكبرى" يعني السيطرة على فلسطين التاريخية وأجزاء من سوريا
ولبنان والأردن وسيناء المصرية، وفق ما جاء في ما يعتبره قادة الكيان "نبوءة
توراتية". واستعرض تسلسلا تاريخيا لطرح هذا المفهوم منذ هرتزل عام 1908 مرورا
ببن غوريون عام 1948 وخطط حزب الليكود في السبعينيات، وصولا إلى تصريحات رئيس
وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة أمام الأمم المتحدة وعرضه لخريطة توسعية.
وأشار العجارمه إلى مؤشرات فعلية على الأرض، أبرزها: احتلال
غزة والسعي لضم الضفة الغربية بالكامل، واحتلال أجزاء من جنوب لبنان وصولا إلى نهر
الليطاني، وأجزاء من الأراضي السورية، وهو ما ينعكس خطره على الأردن ومصر.
وبيّن أن الدعم الأمريكي لهذا المشروع يستند إلى بُعد ديني
واستراتيجي، مشيرا إلى تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي دعا فيها لتوسيع إسرائيل،
وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي عن "البقرات الحمر"، إضافة إلى مواقف
السفير الأمريكي في تل أبيب الذي يتحدث وكأنه ممثل للاحتلال الإسرائيلي لا لواشنطن.
من جانبه، شدّد العميد المتقاعد الخوالدة على أن الولايات
المتحدة تدعم الكيان لكنها تتحرك وفق منطق المصالح، حيث تركز على أمن الطاقة في
الخليج العربي، ما جعل القضية الفلسطينية خارج أولوياتها. واعتبر أن الأردن يشكّل،
باتفاقياته وموقعه، حاجزا أمام تحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى".
وفي سياق مواجهة هذه التهديدات، دعا العجارمي إلى استثمار
"الثروة الوطنية" المتمثلة في أكثر من ربع مليون متقاعد عسكري، بينهم
آلاف ما زالوا في سن الاحتياط ويمكن إعادة تأهيلهم ودمجهم في القوات المسلحة. وأكد
أن هؤلاء يتمتعون بالولاء والخبرة، وأن تأطير دورهم ضمن خطط واضحة سيرسل رسالة ردع
مباشرة للعدو.
كما شدد على أهمية الاستفادة من دروس الحروب الحديثة، لافتا
إلى تجربة المقاومة في غزة واعتمادها على الأنفاق وتكتيك الأرض، ما مكّنها من
الصمود لعامين أمام قوة عسكرية كبرى، داعيا إلى التخلي عن الاعتقاد بأن
التكنولوجيا وحدها تحسم المعارك.
وأشاد العجارمي بدور القيادة الهاشمية في "صناعة الموقف
الدولي" من خلال تحركات وخطابات جلالة الملك عبدالله الثاني التي دفعت العديد
من القادة الأوروبيين للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرا أن هذا من أسباب حقد
قادة الاحتلال على الأردن.
وأكد الضيفان أن الوحدة الوطنية الأردنية صلبة وتزداد تماسكا
في الأزمات، وأن الأردن سيكون "مقبرة لكل من يحاول المساس بكرامته"، مع
الدعوة لتفعيل العمل العربي المشترك في ظل غياب فاعلية الجامعة العربية، وطرح خطاب
موحد يطالب بفلسطين من النهر إلى البحر في مواجهة المشروع الصهيوني.
وحول السيناريوهات المحتملة، استبعد الخوالدة اندلاع حرب
إقليمية مباشرة حاليا، مرجحا لجوء الاحتلال إلى "القضم التدريجي"
للأراضي، بدءا من غزة فالضفة فلبنان فسوريا فالأردن ومصر، على غرار ما فعله التتار
في التاريخ.
ووجّه الخوالدة رسالة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
مفادها: "لا شرعية لمحتل… هذه أرض عربية ستبقى عربية من النهر إلى
البحر"، فيما قال العجارمة: "أنت تلهث وراء نبوءة كاذبة… تركض خلف
السراب ولن تتحقق أحلامك التوراتية".
واختتمت الحلقة بالتأكيد على أن مواجهة هذا الخطر تتطلب
استعدادا شاملا على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية، مع التعويل على وعي
الشعب الأردني، وقوة قواته المسلحة، ودور متقاعديه العسكريين، وقيادته الحكيمة،
وتحالف عربي صادق يواجه تهديد الاحتلال الإسرائيلي المتصاعد.