نشر بتاريخ :
09/08/2025
توقيت عمان - القدس
9:11:20 PM
الحقيقة الدولية - يرى مراقبون أن خطة رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
بنيامين نتنياهو المتعلقة بمستقبل قطاع غزة تكشف عن حالة من التشتت والارتباك داخل
الحكومة "الإسرائيلية"، حيث تتداخل الانقسامات السياسية والعسكرية مع
واقع ميداني معقد يصعب التعامل معه بوضوح.
وأوضح المراقبون أن الخطة جاءت وسط ضغوط داخلية وخارجية
متزايدة، وتتضمن إشراك قوات عربية حليفة لتولي دور أمني يهدف لإزاحة حركة حماس عن
السلطة. ومع ذلك، تبدو هذه الخطة عاجزة عن مواجهة تحديات الواقع، خصوصًا مع
استمرار المقاومة الفلسطينية ووجود رفض عربي وإقليمي واسع.
المحلل السياسي حازم عياد أشار إلى أن التخبط الذي يعيشه
نتنياهو يعكس غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع في غزة. وأضاف أن هناك فجوة
بين الطموحات التي يروج لها نتنياهو والواقع العملي والإمكانات المتاحة، مما يجعل
خططه مجرد أهداف بعيدة المنال. وأوضح أن الرؤية الحالية تستهدف تحسين مكانة
نتنياهو أمام اليمين "الإسرائيلي" من خلال إقصاء السلطة الفلسطينية
والمقاومة، وتأسيس سياسات تهدف لتهجير الفلسطينيين وإقامة مستوطنات، مما يهيئ لضم
القطاع إلى إسرائيل.
عياد لفت إلى التناقضات العميقة بين أهداف الخطة وإمكاناتها،
مؤكداً أنها لن تحقق النجاح في الظروف الحالية. وأضاف أنها مرشحة لتلقى مصير مشابه
لخطة الجنرالات وعملية عربات جدعون. وحذر من التداعيات الدولية السلبية لهذه
السياسات التي ستزيد عزلة "إسرائيل" على الساحة العالمية وتفضي إلى
خسائر متتالية.
وأكد أن الاحتلال يواجه مقاومة فلسطينية فعالة على الأرض وسط
نقص كبير في الإمكانات وفجوة بين الأهداف والقدرات العسكرية المتاحة، مما يجعل هذه
الخطط وصفة لاستنزاف جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة وتأثيرها
الدولي.
من جهته، اعتبر الكاتب الفلسطيني ماجد الزبدة أن خطة نتنياهو
تأتي في ظل ضغوطات داخلية وخارجية تدفع حكومة الاحتلال لوضع رؤية واضحة لما بعد
الحرب على غزة. لكنه لفت إلى أن الخطة تبدو غير محكمة وملتبسة بفعل الانقسامات
العميقة بين مكونات المجتمع "الإسرائيلي" وتضارب الرؤى بين جيش الاحتلال
وحكومة نتنياهو حول مسار الحرب ومستقبل القطاع. هذا إلى جانب تراجع الدعم الدولي ل"إسرائيل"
بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية التي نتجت عن سياساتها في غزة.
وبين الزبدة أن خطة نتنياهو تشمل استقدام قوات عربية حليفة
وتشكيل إدارة محلية تستبعد حركة حماس، لكنها لا ترتبط بالسلطة الفلسطينية في رام
الله. وأضاف أن هذه الرؤية تستجيب للمطالب الغربية والأمريكية لكنها تفتقد
الواقعية، لأنها تفترض استسلام المقاومة وقبول سكان غزة لخيارات الاحتلال، وهو أمر
بعيد عن الحقيقة.
وأشار إلى أن أي تدخل عسكري من قبل قوات عربية دون تنسيق مع
المقاومة الفلسطينية سيكون مرفوضاً وسيُشكل تهديداً لأهداف السكان ومصالحهم
الوطنية. وتوقع أن الدول العربية لن تتجاوب مع مخططات نتنياهو إذا لم تكن مستندة
إلى رؤية سياسية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وفق المبادرة العربية للسلام.
وختم الزبدة بالقول إن أهداف نتنياهو التي عجز عن تحقيقها
بالقوة خلال أكثر من عامين لن تتحقق في المستقبل القريب. وأكد أن الحل الوحيد يكمن
في إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة ومنح أهلها الحرية لبناء مستقبلهم ضمن إطار
وطني شامل يجمع كل الفلسطينيين، مشدداً على أن محاولات فرض حلول أمنية وعسكرية
لصالح "إسرائيل" ستنتهي بالفشل كما حدث مع خطط سابقة مثل عربات جدعون
وخطة الجنرالات.