تواصل قوات الاحتلال عدوانها الهمجي على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 106 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ 93، وسط تصعيد ميداني خطير يتمثل في مداهمات واعتقالات وإجبار السكان على إخلاء منازلهم.

فجر اليوم، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت ثلاثة مواطنين، هم عصام عودة وفادي السلمان ومحمد البسطامي، بعد اقتحام منازلهم في الحي الجنوبي للمدينة وتخريب محتوياتها. ويُذكر أن عصام عودة، وهو أمين سر التجمع الوطني لأسر الشهداء في طولكرم، كان قد تعرض للاعتقال والتنكيل في وقت سابق من هذا الشهر للضغط عليه لتسليم أحد أبنائه، وهو والد المعتقلين محمد وإسماعيل عودة القابعين في سجون الاحتلال بموجب أوامر اعتقال إداري تعسفية.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية متواصلة على مدار الساعة، تشمل الآليات العسكرية وفرق المشاة، نحو مدينة طولكرم، حيث تجوب هذه القوات شوارع المدينة الرئيسية، وتعترض حركة تنقل المواطنين والمركبات بشكل تعسفي. كما تتعمد قوات الاحتلال إطلاق أبواق مركباتها بشكل استفزازي والمرور بعكس اتجاه السير، ما يزيد من عرقلة حركة المدنيين.

وتزامن هذا التصعيد مع إجبار عدد من سكان الحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتحديدًا المنطقة المحاذية لحارة أبو الفول في مخيم طولكرم، على إخلاء منازلهم بشكل فوري وقسري. ويشمل هذا الإجراء التعسفي عائلتي أبو صفية وطربية، علمًا بأن هذه المنطقة بالذات تتعرض لعمليات إخلاء متكررة لسكانها بين الحين والآخر.

وفي سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال المباني السكنية المحيطة بمقبرة ذنابة شرق مدينة طولكرم، وعاثت فيها تخريبًا لمحتوياتها، وقامت باستجواب سكانها في محاولة لترهيبهم.

على صعيد آخر، يواصل جيش الاحتلال تصعيده الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث يفرض حصارًا مطبقًا عليهما، يترافق مع سماع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء المنطقة وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان، ما يشير إلى استمرار عمليات التدمير والقصف العشوائي.

وكان مخيم نور شمس قد شهد خلال الأيام القليلة الماضية عمليات هدم ونسف واسعة النطاق للمباني السكنية في حارات المنشية والمسلخ والجامع والعيادة والشهداء، وذلك ضمن مخطط الاحتلال لهدم 106 منازل ومبان سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس. ولا يزال التوتر الشديد يسود المخيم وسط حالة من الترقب والقلق بين الأهالي خشية موجة جديدة من عمليات الهدم والتدمير.

وبحسب تقديرات محلية، فقد بلغ عدد المباني التي هدمتها جرافات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي 15 مبنى بما تضمه من شقق سكنية، حيث تم إخلاء هذه المباني قسرًا من سكانها بعد حصولهم على مهلة قصيرة للإخلاء، ليتم تهجيرهم قسرًا من منازلهم خلال هذا العدوان المتواصل.

كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية تقع في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا، مع تمركز آليات الاحتلال في محيط هذه المباني. ويشير الأهالي إلى أن بعض هذه المباني لا تزال تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين.

وقد أسفر العدوان المستمر وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات من المدنيين، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة على يد قوات الاحتلال.

كما تسبب هذا العدوان الإجرامي في حركة نزوح قسري واسعة النطاق لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد عن 25 ألف مواطن، يعيشون الآن ظروفًا إنسانية قاسية. وقد تم تدمير ما يزيد عن 400 منزل بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي، بالإضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حولهما إلى مناطق معزولة تمامًا وخالية من مظاهر الحياة الطبيعية.

الحقيقة الدولية - وكالات