تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
«خَرْجَك»!
نشر بتاريخ : 2/23/2018 5:41:20 PM
حلمي الاسمر
حلمي الأسمر

منذ أشهر كانت تبادره كل صباح بتحية عطرة، فيها دعاء طيب أو صورة جميلة أو مشهد يشرح الصدر، وكان يرد عليها التحية بأحسن منها، ما يربطه بها لم يكن علاقة «تواصل اجتماعي» من جنس تلك العلاقات التي تربط ملايين الناشطين على منصات الإعلام الجديد، إنها علاقات افتراضية، لكنها تتيح قدرا كبيرا من تبادل الأفراح والأتراح والمعلومات، وذات يوم بادرته بتحية الصباح، كما هي عادتها، مع صورة جميلة لفنجان قهوة، فرد عليها بكلمتين فقط: مساء الحب، وكان الفراق!

لم تعد تحييه كالسابق، اختفت فجأة، كأنه أرسل لها «شتيمة» من العيار الثقيل، حب؟ هل أنت مجنون؟ كان حريا بك والحالة هذه أن ترسل لها» صباح الكراهية، أما الحب؟ فذاك يعني انتهاكا لحرمة المحرمات، وقدسية العلاقات! كيف سولت لك نفسك أن تضع كلمة «حب» في سياق «طاهر» بريء؟ أي دنس هذا؟

هو لم يكن يحبها، ولا يكرهها، علاقة افتراضية بلا معنى حقيقي، علاقة «صداقة» خالية من أي نوايا سيئة أو حسنة حتى، ومع هذا لم تحتمل كلمة «حب» كأنها رجس من عمل الشيطان!

حب! هل جننت يا رجل؟ حب! بلى، حب، على رسلك قبل أن تلقي بسوء النية في وجوه الخلق، تريث قليلا، وجد لها عذرا، ألم يرتبط الحب بالانحلال وقلة الحياء والابتذال لدى كثير ممن يطلبه؟ لم تلوم أنثى عربية تشعر أنها مشروع ضحية بمجرد أن يحدثها رجل عن «الحب»؟ أليس من الحرص على العفة والبراءة والترفع أن تبعث كلمة «حب» في نفس أنثى الشرق ما تبعثه لسعة نحلة أو ثعبان حتى في جسدها؟ ثم ما أدراك ما عانت هي من «الحب» على طريقة الانتهازيين وطلاب الانحلال؟ 

ومع هذا، ليس مبررا أن «تجفل» أنثى الشرق من هذه الكلمة، ثمة متسع  المصارحة، لا الهرب والاختباء!
-2-
قريب من هذا الموقف العجيب، رد الفعل المفاجىء الذي بادرني به أحدهم، حين سألني عن طبيعة عملي، قلت له أنني اعمل كاتبا صحفيا في الدستور، فلم يثر في نفسه الجواب أي فعل جيد، بل شعرت أنه يعيش حالة ما من الامتعاض، ما دفعني لسؤاله عما إذا كان يقرأ الصحف عموما، هنا تحديدا شعرت أن الرجل كان كمن لسعه دبور وليس نحلة، فرد علي بشيء من الغضب: وما حاجتي للصحف ولدي القرآن والسنة؟

الجواب المفاجىء ألجمني لوهلة، فما علاقة مقاطعة الصحف بالاكتفاء بالقرآن والسنة؟ 

تماسكت قليلا، ودون أي رغبة في الدخول في حوار عبثي مع رؤية عبثية أصلا، قلت له، أنني درست القرآن والسنة واقرأ الصحف، لم يعجبه جوابي، أشاح بوجهه عني، وصمت، وصمتّ!

ثمة مئات التعليقات التي يمكن أن تقال هنا، ولكنني سأتركها للقارىء العزيز.

هذا الموقف ذكرني بموقفين مرا في حياتي، في السياق نفسه، الأول حينما سألني زميل دراسة متدين افترقنا بعد تخرجنا في الجامعة، فقلت له إنني أعمل في وكالة الأنباء الأردنية، فما كان منه إلا أن قال: «خَرْجَك» أي بتستاهل، وكان يود أن يكمل: ألله لا يردك، كأن العمل في الإعلام عقوبة! أما الموقف الثاني فقول مأثور لأحد الدعاة الكبار، حين كان يصف العمل الإعلامي بأنه «علم لا ينفع»، مع أنه بعد فترة اشتغل به!

-3-
العلاقة بين الموقفين وطيدة، سواء من خافت من كلمة حب، أو من استاء من كلمة صحف وإعلام، باختصار، كثير منا لا يعرف كيف يعيش، وبحاجة للتدريب على الحياة!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023