فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا في العثور على جثامين أحبائهم المفقودين زفيريف يودع بطولة ميونخ للتنس ساعدت الحوثيين.. عودة سفينة تجسس إيرانية إلى البلاد بعد 3 سنوات من إرسالها مقتل شخص شمال العراق بهجوم نفذته مسيرة تركية إطلاق عاصفة الكترونية رافضة تمديد بيع الخمور بعد منتصف الليل هنية يصل إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء "القدس الدولية": منظمات متطرفة ترصد 50 ألف شيكل لمن يقدم "القربان" في الأقصى استشهاد طفل برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم الصفدي في اتصال مع نظيره الإيراني: الأردن لن يسمح بخرق اجوائه من قبل ايران او (إسرائيل) نائب محافظ البنك المركزي المصري: ملتزمون بسعر صرف مرن روسيا.. أكبر مورد للنفط إلى الهند للعام الثاني على التوالي منغوليا تدفن 7 ملايين رأس ماشية مصر تعتزم خفض أسعار الخبز غير المدعم بما يصل إلى 40% "الاتحاد للطيران" تعلن عودة رحلاتها إلى العمل بصورة طبيعية

القسم : بوابة الحقيقة
اختيـــار الطلبـــة لدراســـة الطــــب
نشر بتاريخ : 1/20/2018 3:09:29 PM
الدكتور فايز أبو حميدان

بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

من المتعارف عليه ان اختيار طلبة التوجيهي لدراسة الطب يتم في أكثر الأحيان وفق معيار واحد وهو المعدل العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) وهو ما يسمى باللاتينية " Numerus clausus "، وبعض الحالات يتم ذلك بحصولهم على مِنَح دراسية لها علاقة بالديوان الملكي الهاشمي العامر أو مهنة الابوين التي لها علاقة بالوظائف الحكومية فمن خلالها يحصل الأبناء على مكارم الجيش والمعلمين وهناك منح دراسة مرتبطة بمناطق السكن النائية أو الأقل حظاً كمكارم المخيمات، وأحياناً أخرى قد يلتحق الطلبة بدراسة الطب وفق النظام الموازي أي ان أهل الشاب يتكفلون بدفع نفقات التعليم الباهظة الثمن والتي تتعدى في بلادنا الكثير من دول العالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أسس الاختيار والقبول الجامعي صحيحة وتكفل تخريج أطباء ذو كفاءة علمية ويتحلون بأخلاقيات طبية حسنة وملائمة لمهنة إنسانية ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ كهذه؟ أم انه يتوجب علينا مراعاة عوامل وضوابط وأسس أخرى فيما يخص مسألة القبول الجامعي لطلبة الطب ؟؟!

نحن نعترف بوجود أطباء بكفاءة عالية في بلادنا ويتحلون بأخلاق حميدة، ولكن يجب أن لا يكون التحصيل العلمي في شهادة الدراسة الثانوية العامة هو العامل الحاسم لاختيار طلبــــة الطب واعتباره شرطاً اساسياً لقبـــولهم الجامعي.

ونظراً لأهمية هذا الموضوع فإنه لا يزال يُناقش في دول كثيرة من العالم والسبب في ذلك هو حرمان بعض الناس من دراسة الطب علماً بوجود مؤشرات تُنبئ بمستقبل طبي وانساني زاهر لهم، ولكن ثمة عوامل مختلفة شكلت عائقاً لالتحاقهم بالجامعات لدراسة الطب وعدم قبولهم منها معدل التوجيهي أو الوضع المالي أو أسس الاختيار الغير مناسبة لوضع الطالب، وبمراجعة تجارب بعض الدول في هذا المجال نجد في ألمانيا والنمسا مثلاً لا يتم اتخاذ معدل التوجيهي معياراً للقبول الجامعي لدراسة الطب العام فحسب بل يتم اجراء اختبارات تحريرية و شفوية، واجراء مقابلات مع الطلبة لمعرفة اسباب اختيارهم لدراسة الطب ومزاولة هذه المهنة، حيث تتم هذه المقابلات بقصد التعرف على المستوى المعرفي لديهم حول هذه المهنة وتقييم شخصياتهم ومناقشتهم في خبراتهم ومهاراتهم المكتسبة من أعمال سابقة ومدى ملائمتهم لدراسة هذا الاختصاص ومزاولة هذه المهنة مستقبلاً، وبعد الاختيار يتوجب على هؤلاء الطلبة في ألمانيا مثلاً العمل التطوعي لعدة أشهر والذي قد يستمر لمدة سنة كاملة، وذلك من خلال العمل كمساعد ممرض في مستشفى أو مركز صحي أو العمل على رعاية كبار السن في دور المسنين أو الانتظار لمدة سنتين أو ثلاثة ودخول معهد لتعلم التمريض أو الإنقاذ والاسعاف إذا كان معدل التوجيهي متدني، فمثل هذا الاجراء يساعد على تحسين وتنمية المعرفة الاكاديمية، الى جانب التعرف على طبيعة المهنة التي سيختارها الطالب والصعوبات والعقبات التي قد يواجهها خلال مسيرة حياته العملية والمهنية، كما ويزرع بداخله روح التواضع وينمي المعاني الإنسانية النبيلة التي يجسدها في رعاية المرضى ومساعدتهم، كما وتجعله يرتقي في أسلوب تعامله مع الناس سواءً كان مع المرضى أو مع زملائه من الأطباء أو غيرهم من العاملين في الحقل الصحي.

هذا وقد اجبرت المحكمة الالمانية العليا الجامعات على اعطاء مقاعد دراسية حسب معدل التوجيهي فقط لــــ 40% من الطلبة و50% وفق أسس تنافسية واضحة والمتبعة بنظام المقابلات والامتحان الطبي، و10% للطلبة الاجانب دون رسوم جامعية. أما في فرنسا فيستطيع أي طالب توجيهي دراسة الطب لكن بعد قيامه بدراسة تدعي PACES لمدة سنة كاملة تشمل الطب وطب الاسنان والصيدلة، ومن ينجح في هذا الاختبار يتم قبوله في كلية الطب ويتخطى هذا الفحص حوالي 20% من الطلبة فقط.

ان المطلوب هنا السعي لإيجاد حوار مسؤول بهدف تطوير اسس اختيار الطلبة للالتحاق بدارسة الطب وذلك بمشاركة الفئات المعنية والمتخصصة من الجامعات والمؤسسات الطبية والحكومية والتعليمية ووضع خطط جديدة أكثر عدلاً في اختيار الطلبة الأـكثر كفاءة للدخول في هذا الاختصاص العلمي الحساس.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023