تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
تحديات تهدد مستقبل اوروبا
نشر بتاريخ : 10/28/2017 11:37:49 AM
د هايل ودعان الدعجة



بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

في ظل التطورات والمستجدات التي باتت تشهدها الساحة الغربية والأوروبية تحديدا في هذه الاوقات ، بطريقة أخذت تهدد وحدتها الجغرافية والسياسية ومنظومتها القيمية ، على وقع وجود تحديات تلوح بالافق ، يتوقع ان تأخذ شكل التهديدات والمخاطر الحقيقية التي قد تنال من خصوصيتها وهويتها ( ووحدتها ) ، وبما يشبه العدوى من المنطقة الشرق أوسطية ، التي كان لها النصيب الأكبر من هذه التحديات والتهديدات ، وغيرت ملامح العديد من دولها الجغرافية والديمغرافية ، كنتاج لسيناريوها غربية استهدفتها ووضعتها على أجنداتها السياسية ، التقسيمية ( والاختلافية ) ، لاضعافها وتجريدها من عناصر قوتها ، ليسهل الانقضاض عليها ونهب خيراتها وتوزيعها الى مناطق نفوذ بما يتوافق وتحقيق مصالحها ، ومنها بطبيعة الحال اقامة بؤر حدودية خلافية بين دولها تجسيدا لسياسة ( فرق تسد ) الاستعمارية ، التي ما تزال الكثير من دول المنطقة تدفع ثمنها من أمنها واستقرارها . ومع ذلك فان دول أوروبا على ما يبدو لم تأخذ الجراعات والمضادات الوقائية الكفيلة بحمايتها وتحصينها من خطر الإصابة بالعدوى ، التي انتقلت الى بيئتها السياسية والجغرافية والاجتماعية ، ولكن ( بأمراض ) مختلفة عن تلك التي أصابت المنطقة . وبدا ان الساحة الأوروبية تعاني في هذه الأيام من مشاكل داخلية ذات ابعاد قومية وعرقية ودينية وسياسية وجغرافية واجتماعية وديموغرافية ، ممثلة بالحركات الانفصالية ، وتصاعد التيارات اليمينية المتطرفة ، وبالشيخوخة ( القنبلة ) الديموغرافية ، والتي يتوقع ان تؤثر وتغير في معالمها التاريخية والحضارية والديمقراطية والوحدوية .

فمع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وإعلان برلمان كتالونيا الانفصال عن اسبانيا ترجمة للاستفتاء الذي جاءت نتائجه لصالح هذا الانفصال ، سادت موجه من القلق والتوتر أوساط  دول الاتحاد الاوروبي ، نتيجة التداعيات المحتملة لحمى الاستفتاءات على هذه الدول في ظل ظهور حركات ودعوات انفصالية في العديد من المناطق والاقاليم الموجودة فيها ، والتي تطالب بالحصول على الاستقلال والمزيد من الحكم الذاتي والسلطات والصلاحيات والموارد المالية والايرادات الضريبية والمزايا في مجالات البنى التحتية من تعليم وصحة ، وإدارة شؤونها بعيدا عن الحكومات المركزية مثل ، إقليم الباسك في اسبانيا ، واقليمي لومبارديا وفينيتو في إيطاليا ، وإقليم الفلاندر في بلجيكا ، وجزر فارو في الدنمارك ، وجزيرة كورسيكا في فرنسا ، ، وإقليم بافاريا الألماني ، واسكتلندا (الراغبة في البقاء في الاتحاد الأوروبي) عن المملكة المتحدة، وغيرها من المناطق التي تنشط بها الحركات الانفصالية وسط مناخ يعزز من النزعة القومية والسيادة الوطنية والاستقلال ، خاصة مع تصاعد الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة في المشهد السياسي الحكومي والبرلماني في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا ( حزب الجبهة الوطنية ) وألمانيا ( حزب البديل ) والنمسا ( حزب الحرية ) وغيرها ، والتي تطالب بانسحاب دولها من الاتحاد الأوروبي وانفكاكها عن منطقة اليورو . واذا ما اضفنا الى ذلك موقف هذه التيارات المتطرفة المناهض للهجرة واللاجئين والأجانب ، الذين يمكن ان تعول عليهم دول أوروبا في حل مشكلتها الديموغرافية وتعويض الانخفاض الملموس في عدد سكانها ، الناتج عن تراجع معدلات نمو المواليد وارتفاع نسبة المسنين وتدني نسبة الخصوبة فيها ،ادركنا حجم المخاطر التي تتهدد مستقبل القارة الأوروبية ، التي يتوقع انخفاض عدد سكانها حوالي من 50 الى 100 مليون نسمة خلال الخمسين او الستين سنة القادمة . مع الإشارة الى ان دول اوروبا تحتاج الى حوالي 90 مليون مهاجر حتى عام 2050 لتتدارك معضلتها الديموغرافية ( الشيخوخة ) ، والا فانها ستدفع ثمنا اقتصاديا باهظا بسبب الاثار السلبية التي ستترتب على هذه المعضلة من حيث استنزاف الموارد المالية ، نتيجة ارتفاع نفقات التقاعد والتأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية ، وتحويل المواطن من منتج الى مستهلك .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023