أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم اندلاع حريق بسفينة حربية أمريكية قبالة سواحل أوكيناوا اليابانية الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي استحداث عيادة لمتابعة مرضى قصور القلب في مستشفيات البشير ضحايا الثراء الرقمي.. منصات وهمية تبتلع عشرات الملايين من أموال الأردنيين وزير الطاقة: غاز المركبات يوفر 50% من كلفة البنزين والديزل "رئيس لجنة جرش" يتفقد عدداً من المواقع الخدمية والرقابية بالمحافظة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في جرش القوات المسلحة تنزل 62 طن مساعدات جديدة إلى غزة مكتبة درب المعرفة بـ"شومان" تنظم مهرجان "العودة إلى المدارس" الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
القسم : بوابة الحقيقة
تحديات تهدد مستقبل اوروبا
نشر بتاريخ : 10/28/2017 11:37:49 AM
د هايل ودعان الدعجة



بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

في ظل التطورات والمستجدات التي باتت تشهدها الساحة الغربية والأوروبية تحديدا في هذه الاوقات ، بطريقة أخذت تهدد وحدتها الجغرافية والسياسية ومنظومتها القيمية ، على وقع وجود تحديات تلوح بالافق ، يتوقع ان تأخذ شكل التهديدات والمخاطر الحقيقية التي قد تنال من خصوصيتها وهويتها ( ووحدتها ) ، وبما يشبه العدوى من المنطقة الشرق أوسطية ، التي كان لها النصيب الأكبر من هذه التحديات والتهديدات ، وغيرت ملامح العديد من دولها الجغرافية والديمغرافية ، كنتاج لسيناريوها غربية استهدفتها ووضعتها على أجنداتها السياسية ، التقسيمية ( والاختلافية ) ، لاضعافها وتجريدها من عناصر قوتها ، ليسهل الانقضاض عليها ونهب خيراتها وتوزيعها الى مناطق نفوذ بما يتوافق وتحقيق مصالحها ، ومنها بطبيعة الحال اقامة بؤر حدودية خلافية بين دولها تجسيدا لسياسة ( فرق تسد ) الاستعمارية ، التي ما تزال الكثير من دول المنطقة تدفع ثمنها من أمنها واستقرارها . ومع ذلك فان دول أوروبا على ما يبدو لم تأخذ الجراعات والمضادات الوقائية الكفيلة بحمايتها وتحصينها من خطر الإصابة بالعدوى ، التي انتقلت الى بيئتها السياسية والجغرافية والاجتماعية ، ولكن ( بأمراض ) مختلفة عن تلك التي أصابت المنطقة . وبدا ان الساحة الأوروبية تعاني في هذه الأيام من مشاكل داخلية ذات ابعاد قومية وعرقية ودينية وسياسية وجغرافية واجتماعية وديموغرافية ، ممثلة بالحركات الانفصالية ، وتصاعد التيارات اليمينية المتطرفة ، وبالشيخوخة ( القنبلة ) الديموغرافية ، والتي يتوقع ان تؤثر وتغير في معالمها التاريخية والحضارية والديمقراطية والوحدوية .

فمع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وإعلان برلمان كتالونيا الانفصال عن اسبانيا ترجمة للاستفتاء الذي جاءت نتائجه لصالح هذا الانفصال ، سادت موجه من القلق والتوتر أوساط  دول الاتحاد الاوروبي ، نتيجة التداعيات المحتملة لحمى الاستفتاءات على هذه الدول في ظل ظهور حركات ودعوات انفصالية في العديد من المناطق والاقاليم الموجودة فيها ، والتي تطالب بالحصول على الاستقلال والمزيد من الحكم الذاتي والسلطات والصلاحيات والموارد المالية والايرادات الضريبية والمزايا في مجالات البنى التحتية من تعليم وصحة ، وإدارة شؤونها بعيدا عن الحكومات المركزية مثل ، إقليم الباسك في اسبانيا ، واقليمي لومبارديا وفينيتو في إيطاليا ، وإقليم الفلاندر في بلجيكا ، وجزر فارو في الدنمارك ، وجزيرة كورسيكا في فرنسا ، ، وإقليم بافاريا الألماني ، واسكتلندا (الراغبة في البقاء في الاتحاد الأوروبي) عن المملكة المتحدة، وغيرها من المناطق التي تنشط بها الحركات الانفصالية وسط مناخ يعزز من النزعة القومية والسيادة الوطنية والاستقلال ، خاصة مع تصاعد الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة في المشهد السياسي الحكومي والبرلماني في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا ( حزب الجبهة الوطنية ) وألمانيا ( حزب البديل ) والنمسا ( حزب الحرية ) وغيرها ، والتي تطالب بانسحاب دولها من الاتحاد الأوروبي وانفكاكها عن منطقة اليورو . واذا ما اضفنا الى ذلك موقف هذه التيارات المتطرفة المناهض للهجرة واللاجئين والأجانب ، الذين يمكن ان تعول عليهم دول أوروبا في حل مشكلتها الديموغرافية وتعويض الانخفاض الملموس في عدد سكانها ، الناتج عن تراجع معدلات نمو المواليد وارتفاع نسبة المسنين وتدني نسبة الخصوبة فيها ،ادركنا حجم المخاطر التي تتهدد مستقبل القارة الأوروبية ، التي يتوقع انخفاض عدد سكانها حوالي من 50 الى 100 مليون نسمة خلال الخمسين او الستين سنة القادمة . مع الإشارة الى ان دول اوروبا تحتاج الى حوالي 90 مليون مهاجر حتى عام 2050 لتتدارك معضلتها الديموغرافية ( الشيخوخة ) ، والا فانها ستدفع ثمنا اقتصاديا باهظا بسبب الاثار السلبية التي ستترتب على هذه المعضلة من حيث استنزاف الموارد المالية ، نتيجة ارتفاع نفقات التقاعد والتأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية ، وتحويل المواطن من منتج الى مستهلك .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025