تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
صراع المصالح في دير الزور
نشر بتاريخ : 10/21/2017 4:23:51 PM
د هايل ودعان الدعجة


بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

مع اقتراب هزيمة التنظيمات الإرهابية في سورية ، والانعطاف بالازمة السورية الى مسار الحلول السياسية ، بعد طرد تنظيم داعش من الرقة من قبل قوات سورية الديمقراطية ( قسد ) ، ومحاصرته وتشديد الخناق عليه في أخر معاقله  في دير الزور من قبل قسد وقوات النظام السوري والفصائل الحليفة ، ومحاصرة هيئة تحرير الشام ( ومنها جبهة فتح الشام / النصرة سابقا ) في ادلب من قبل فصائل المعارضة ، يلاحظ بان هذه الأطراف السورية التي تقوم بالعمليات العسكرية ، أنما تسير وفق خطوط عملياتية مرسومة لها من قبل أطراف دولية ( وإقليمية أحيانا ) لها مصالحها التي تسعى لتحقيقها بهذه الأدوات الداخلية . مع التمهيد لذلك بتسهيل مهمة التنظيمات الإرهابية بالسيطرة على المناطق المستهدفة ، وانتقالها من منطقة الى أخرى من خلال ممرات أمنة يتم تأمينها عبر عقد اتفاقات وصفقات ، حيث جرى تسهيل انتقالها من الحدود السورية اللبنانية الى أدلب ودير الزور ، ومن العراق الى سورية ، ومن جنوب دمشق الى الرقة ، ومنها الى دير الزور وهكذا . في إشارة الى وجود تفاهمات بين الأطراف الدولية ممثلة بروسيا والولايات المتحدة على تقاسم النفوذ في سورية ، والاتفاق على مستقبلها السياسي ، كما تعكسه تحركات القوى والفصائل السورية العسكرية حسب ما هو مخطط لها . الامر الذي يمكن ان يستدل عليه في اتفاق الطرفين على توزيع مناطق النفوذ على جانبي نهر الفرات ، بحيث تكون سيطرة قوات سورية الديمقراطية المدعومة من اميركا على منطقة الجزيرة شرق النهر ، وان تكون سيطرة قوات النظام السوري المدعومة من روسيا على منطقة الشامية غرب النهر .

 الامر الذي يمكن اسقاط نتائجه على ما يحدث هذه الأيام من صراع روسي أميركي ، وبادوات سورية داخلية في أخر معاقل تنظيم داعش في محافظة دير الزور ، لتحقيق مصالح استراتيجية وخلق وقائع سياسية وميدانية كأوراق تفاوضية على مستقبل سورية في هذه المحافظة ، الاغنى في انتاج النفط والغاز ( تمتلك 40% من الثروة النفطية) وبالثروات الطبيعية والمحاصيل الزراعية ، حيث تعتبر سلة الغذاء السورية . اضافة الى موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين سورية والعراق ، وتحديدا على طريق مشروع ايران البري الذي تسعى من خلاله الى ربط حدودها بلبنان والبحر المتوسط عبر الأراضي السورية والعراقية ، وهو ما تحاول أميركا منعه وعرقلته من خلال تثبيت قواعدها العسكرية والتموضع في المناطق الشرقية لدير الزور وصولا الى الميادين والبوكمال . كذلك فانها تحرص على التواجد في منطقة الجزيرة الفراتية لثرواتها ومتاخمتها لمناطق الاكراد ، الذين تسعى الى دعمهم ومساعدتهم في إقامة دويلة كردية للضغط على تركيا وتعزيز تواجدها في شمال سورية . وهو ما تحاول روسيا أفشاله انتصارا لحليفها النظام السوري ، ولتفاهماتها مع تركيا لمنع تواجد العناصر الكردية في المنطقة الشمالية .

 كذلك فان روسيا تسعى من وراء تعزيز حضورها ونفوذها في دير الزور من خلال قوات النظام السوري الى وضع موطئ قدم لها في المياه الدافئة ، وتحقيق مكاسب اقتصادية والسيطرة على حقول النفط ، الى جانب تحقيق مكاسب جيو سياسية وجيو استراتيجية لتقوية موقفها التفاوضي على مستقبل سورية لصالح النظام السوري . في إشارة الى ان ما تقوم به القوات المحلية والإقليمية والدولية من عمليات عسكرية في دير الزور ، ان كانت في ظاهرها تهدف الى محاربة داعش ، الا انها في الواقع تنطوي على تحقيق مصالح ومكاسب اقتصادية وسياسية وميدانية تهدف الى تعزيز مناطق النفوذ الأميركية والروسية في المنطقة .
 
 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023