وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 29 -4 – 2024 وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية يوم الاثنين فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب الواحد نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات

القسم : مقالات مختاره
ماذا لو ...!
نشر بتاريخ : 10/20/2017 10:54:19 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران




بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

تابعنا قبل فترة قصيرة نتائج المنتخبات العربية التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد سنوات من الغياب، أو تلك التي بلغت المراحل الأخيرة في التصفيات المؤهلة ولم يحالفها الحظ بالتأهل بعد أن أبهرتنا بما قدمته.

وربما كانت هذه المرة من المرات النادرة التي لم نستطع ونحن نشاهد تألق المنتخبات العربية أن نفصل الأمر عن الواقع السياسي للدول التي تمثلها هذه المنتخبات، ربما لميولنا الرياضية والسياسة المجتمعة في آن واحد.

فقد قفز لذهننا سؤال خلال مشاهدة تلك المباريات، ترى هل هذه الشعوب التي يوحدها الشوق والتعطش للفرح والانتصار بأي طريقة ولو من خلال كرة جلدية بحاجة أحياناً لبحار من الدم وسنوات من الفرقة والعداء والانقسام للاقتناع بأن دمها واحد ومصيرها واحد وعدوها واحد.

ولعل صورة المشجع المصري الذي لم يمنعه عجزه من القفز بعكازته لأرض الملعب ومشاركة أبناء بلده فرحتهم في لحظة فرح إنتظرها سنوات طويلة من أكثر ما أثار هذا التساؤل وأرغم دمع العين على التحرك حزناً على ما وصل إليه حالنا.

فماذا لو كانت حكومات بلادنا قادرة على النهوض من عجزها كهذا المشجع لتصحيح مسارها مع شعوبها ورسم مستقبل أجمل من أجل أجيال المستقبل، ولأن "لو" تفتح عمل الشيطان في حال استخدامها للاعتراض على القدر والتلهف على الدنيا فقط، ولأننا نحب النظر للأمام دائماً فمن المنطقي هنا السؤال ترى ماذا لو وضعنا جراحنا جانباً ونظرنا لحبة الرمل في أوطاننا التي جمع حبها قلوبنا يوماً لنرويها بماء محبتنا من جديد، لعلها تغسل أنهار الدماء التي سالت فوقها.

وماذا لو نجح أشقاءنا في فلسطين في دفن سنوات الانقسام العشر العجاف وإعلاء المصالحة وتوحيد الصفوف من جديد، لتعود فلسطين كما كانت دائماً مرسومة ومحفورة في قلوب وعقول أحرار العالم، شعب واحد ومصير واحد وقوة واحدة لا ينجح أحد باختراقها.

وقد رأينا بضعة كلمات من رئيس الوفد الكويتي لوفد دولة الاحتلال في البرلمان الدولي كيف هزت العالم قبل أيام، فماذا لو توحدت الجهود والكلمات العربية لحل قضية فلسطين مثلاً كيف ستكون ردود الأفعال يا ترى؟  

ولعلنا نجزم بأن ما ترجوه قلوب معظم شباب أوطاننا العربية أن يستيقظوا يوماً ليجدوا أنفسهم قلباً وعقلاً واحداً يعمل لتشريف بلادهم في كل الميادين، ويداً واحدة تدافع عنها أمام أي عدوان.

فماذا لو تسامينا على الجراح في قادم الأيام لأجل ما بقي من أعمارنا، ولأجل أجيال تحمل بين جنباتها قلوباً مازالت غضة طرية لم تعرف الألم والوجع والكراهية والدم الذي عايشناه، لعلها تنجح في رسم لوحة جديدة لأوطانها تنبض جمالاً وإبداعاً وتميزاً خالية من الأوجاع والآلام.

أوطان نحفظ فيها ما بقي من محبة بيننا في قلوبنا، ولا يكون فيها مكان للكراهية والتطرف والارهاب الذي زرعه الأعداء فيما بيننا لنوغل في دم بعضنا البعض وننشغل عنه بالتنكيل ببعضنا وتكسير عظمنا وقوتنا بأيدينا ويكون بأسنا بيننا شديد، لعلنا نتذكر أننا جميعاً ولدنا في وطن واحد بقلب يحمل المشاعر ذاتها التي كانت دائماً تتمنى للوطن وأهله المحبة والأمان والسلام، ونرسم مستقبل جميل يحترم فيه كل منا اختلاف الآخر ويتقبله كما هو كما أمرنا خالقنا عزوجل، ونضع أيدينا معاً لبناء أوطاننا والحفاظ عليها، فعدونا لا ينظر إلينا إلا بعين واحدة مسلمين كنا أو مسيحيين، سنة أو شيعة، معارضة أو موالاة، ولا يرتضي منا جميعاً أيا كان شكلنا أو لوننا أو عقيدتنا أو فكرنا إلا شئ واحد هو الارتماء في حضنه والتسليم بصوابه وتقدمه وتميزه في كل الأحوال هو فقط، ليبقى السؤال هنا: ماذا لو؟

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023