محافظة: قرار تأنيث الكوادر التعليمية لا رجعة عنه الإحتلال يعدم 16 فلسطينيًا بالرصاص قرب مراكز مساعدات غزة بني مصطفى: تعزيز الوعي بمخاطر العنف أولوية ولي العهد يعيد نشر صورة تعبر عن رسالة الجيش العربي ولي العهد يترأس اجتماع المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل مرعي ولي العهد: أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه فوق أي اعتبار الملك: الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه إيران تعلن إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ نحو "إسرائيل" إطلاق صافرات الإنذار لتحذير المواطنين من التصعيد العسكري في الإقليم 65 شهيدًا و615 مصابًا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية "الكهرباء الوطنية": جاهزون للتعامل مع أي طارئ بعد انقطاع الغاز من حقل ليفياثان مركز الأزمات: مراكز الإيواء ضمن الخطط الوطنية والاحتماء في المنازل كاف جريمة بشعة تهز الأردن ... أب ينهي حياة طفله طعنًا في العقبة الخيرية الهاشمية": مستمرون بتقديم الدعم في مستشفى الرنتيسي شمال القطاع

القسم : بوابة الحقيقة
أرض المستحيل!
نشر بتاريخ : 5/24/2025 2:08:02 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

بقلم: م. عبدالرحمن "محمد وليد" بدران

 

الشجعان الثلاثة، طرزان، سبايدر مان، جرندايزر، بيونك مان، سلاحف النينجا، بل وحتى الكابتن ماجد وقصصه الأسطورية في كرة القدم، مسلسلات كرتونية عايشها كثير من أجيال الثمانينات والتسعينات، وكانوا ينتظرونها بلهفة لمتابعة قصص أبطالها الخارقين وقواهم الخيالية اللامحدودة، وكانوا يعلمون في قرارة نفوسهم أنها ليست أكثر من مجرد قصص لا تمت للواقع بصلة، لكنهم كانوا يبحثون بينها عن أبطال خارقين وانتصارات وهمية ولو كانت سراباً لا وجود له، لعلها تشبع رغبتهم في وجود أبطالاً وبطولات ولو في المخيلات والأحلام فقط!

 

لكن أحداً من هؤلاء لم يكن يتوقع أن يأتي عليه يوم يرى فيه أبطالاً حقيقين يفوقون هؤلاء عزيمة وإصراراً وتحدياً وثباتاً، وهم يشاهدون صمود شعب غزة لأكثر من عام ونصف أمام قوة عسكرية تعد من الأكثر تطوراً في العالم مدعومة من أكبر دول العالم وأقواها، بل ونرى أبطال غزة يزدادون إصراراً وثباتاً في كل يوم أكثر من الذي قبله مع كل زيادة في حجم الألم والقهر والظلم الذي يتعرضون له، في مقابل احتلال يزداد وحشية وإجراماً ويفضح ويخنق نفسه كل يوم أكثر من الذي قبله، وهو يواجه شعب فلسطين الذي يزداد كرامة وعزة وإباء وهو يمر بذكرى مرور 77 عاماً على نكبته الكبرى يوم 15 من شهر آيار الحالي، وبرغم ذلك أثبت شعب غزة ومعه الأحرار من شعب فلسطين في الضفة وكل شبر من أرضها بأنها ستبقى أرض المستحيل على المحتل الإسرائيلي المحتال، ذلك الذي يحتل الأرض ويحتال على العالم بنسبة كل تراث فلسطيني إليه.

 

وليس فقط أرض فلسطين ستبقى أرض المستحيل على الاحتلال وأعوانه، والأرض التي تنبض بكل ما يمكن أن يكون مستحيلاً في خيالات الكثير من المنطق ذاته، بل ومعها أرض الأردن الأبي وشعبه شعب الكرامة توأم أرض الرباط الذي يمر بذكرى مرور 79 عاماً على استقلاله الذي أعلن في الخامس والعشرين من آيار في العام 1946، والذي سيبقى وطناً للعز والكرامة والبطولة والإباء، وسيبقى شعبه مع شعب فلسطين يشاركه نبضات آلامه وهمومه مهما حاول الاحتلال وأعوانه فصلهما وإبعادهما عن بعضهما البعض، لتبقى أرض الرباط عصية منيعة ضد كل خطط الاحتلال ومؤامراته وهو الذي يعمل ليل نهار وأمام مرأى العالم أجمع على إبادة شعب غزة الصامد وتدمير كل جميل فيها وفي كل أنحاء الضفة الغربية، بل ويجاهر علناً بخططه الدنيئة لمحو هوية الشعب الفلسطيني واستهداف الأردن وشعبه العزيز، لكن شعب الأردن سيبقى سداً منيعاً في وجه هذا الاحتلال وكل أعوانه، وسيبقى الكتف القوي والظهر والسند الصادق لأهل فلسطين مهما حاول بعض المغرضين تشويه الدور الأردني أو النيل منه.

 

ذلك الأردن الذي يحتفل شعبه بذكرى الاستقلال كحق طبيعي لشعب وبلد واجه أعتى الأعاصير وأشد العواصف على مدى سنوات طوال، وصمد في وجهها ليبقى بلداً للعزم والفخر والأمل والكرم، وهو الذي لا ينقطع الأمل فيه بمستقبل أفضل بإذن الله، يحتفل اليوم برغم الغصة الموجودة في قلب كل أردني مخلص حر ينبض قلبه مع كل نبضة وجع وألم لأهلنا وأحبابنا في فلسطين، ويلهج لسانه بالدعاء لهم بالفرج القريب ويتحرك بكل ما يستطيع لتقديم كل عون لهم.

 

وهاهو الاحتلال يجد نفسه أمام صورة أصبحت مفضوحة أمام العالم بأسره لجرائمه وانتهاكاته التي لا يتصورها عقل بحق أهل فلسطين في غزة والضفة، بل وفي كل مكان يعارض هذا الاحتلال أو يقف في وجهه، وفي المقابل يصيبه إجرامه بالعمى عن حقيقة زراعته وخلقه بكل جريمة يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني لمن سيرى منهم صموداً وثباتاً أشد وأقسى بكثير مما يواجه اليوم من الشعب الفلسطيني البطل الحر، وسيبقى الأردن باستقلاله وأمنه وأمانه وشعبه الأبي المعطاء خير السند لشعب فلسطين كل فلسطين، خصوصاً في غزة التي مازال شعبها منذ أكثر من عام ونصف يسطر أروع الملاحم برغم كل الأهوال التي يمر بها، والتي لم يكن الكثيرون منا يتخيل أن يرى مثل هذا الصمود والتحدي حقيقة في يوم من الأيام، وستبقى حروف الأردن وفلسطين قطرات دم تدور في شرايين شعبهما الحر الكريم مهما طال الزمن، ومهما تمادى الاحتلال في إجرامه وأفعاله ودسائسه.

 

حفظ الله الأردن عزيزاً شامخاً كبيراً ثابتاً على مواقفه بقيادته وشعبه وتضحياته، وفرج كرب أحبابنا في فلسطين في غزة والضفة وفي كل شبر من فلسطين وعوضهم أجمل العوض عن صبرهم وألمهم وثباتهم وحفاظهم على بقاء قضية اسمها فلسطين حية بيننا ولو كان مقابل دماءهم وبيوتهم وأهلهم وكل ما يملكون في هذه الحياة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023