تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
حول استفتاء إقليم كردستان
نشر بتاريخ : 9/30/2017 4:38:07 PM
د هايل ودعان الدعجة




بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

تؤكد الاحداث التي تشهدها المنطقة من حين الى اخر ، بانها مرشحة للبقاء أسيرة سيناريوهات خارجية تستهدف اضعافها وتقسيمها وتوزيعها الى مناطق نفوذ بين القائمين على اعداد هذه السيناريوهات من الاطراف الدولية المؤثرة والفاعلة في الساحة العالمية ، والتي على ما يبدو انها تستغل نقاط الضعف التي فرضت نفسها في المشهد الإقليمي ، ممثلة بالتعقيدات الجغرافية والحدودية والسكانية والمذهبية والطائفية والقومية والعرقية ، المسؤولة عن حالة الفوضى وعدم الاستقرار السائدة في المنطقة القابلة للانفجار في أي لحظة في ظل ما تختزنه من عوامل وأسباب كامنة كفيلة باثارة الصراعات البينية وتأجيجها . وما الحالة المأساوية التي تشهدها كل من سورية والعراق الا المثال الحي على لعنة هذه السيناريوهات الخبيثة التي تهدد امن المنطقة واستقرارها بحجة محاربة الإرهاب ، الذي مثل الأداة الشيطانية التي تم توظيفها بعناية لمواصلة استهداف دول المنطقة لحسابات مصلحية إقليمية ودولية . حتى اذا ما اقتربت ورقة الإرهاب من الحسم على وقع ما يشاع عن محاصرته وقرب هزيمته ، بدأ الاعداد للتعاطي مع الورقة الكردية ممثلة بالاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي ، تمهيدا للانفصال والاستقلال عن الدولة العراقية لتبقى المنطقة ـ كما يرى البعض ـ غارقة في الفوضى والاضطرابات الى ابعد حد ممكن ، وبطريقة تتوافق مع ما خطط  لها من ترتيبات في دوائر خارجية . ما قد يفسر او يوضع في اطار مشاريع التقسيم والفدرلة للمنطقة من خلال اثارة النزعات الانفصالية لدى القوميات المختلفة .

وبغض النظر عن الموقف من الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان ، فقد كان اللافت إصرار زعيم الإقليم مسعود بارزاني على الذهاب الى هذه الخطوة رغم الاعتراضات الداخلية والإقليمية والدولية ، بما في ذلك الولايات المتحدة المتهمة بانها حرضت الاكراد على الانفصال باعتبارة امرا واقعا ، وانها باركت انتزاع الاكراد لمنطقة كركوك النفطية ، مكافأة لهم في محاربة تنظيم داعش . حيث كانت تميل هذه الجهات المعارضة للاستفتاء الى الحوار ما بين بغداد واربيل . فقد تم طرح مبادرة دولية تقضي العدول عن الاستفتاء وتشجيع الوصول الى اتفاق لاجراء مفاوضات حول الملفات العالقة مثل الانفصال ، والمناطق المتنازع عليها ، وحصة الإقليم في الموازنة الاتحادية وتصدير النفط مباشرة دون الرجوع الى الحكومة المركزية ، وصولا لتحديد شكل العلاقة المستقبلية بين الطرفين . وهو ما رفضه بارزاني الذي كان يمسك بالاستفتاء حفاظا على حقوق الاكراد ، وكونه يرى بان العراق اصبح دولة طائفية مذهبية ، وكتفويض شرعي لتعزيز موقفه التفاوضي وتقويته ( بعد الاستفتاء) حيال تلك الملفات وغيرها ، خاصة موضوع انفصال المنطقة الواقعة تحت سيطرة الإقليم والمناطق المتنازع عليها . إضافة الى من يعتقد بان البارزاني يريد من اجراء الاستفتاء البقاء في السلطة وتكريس نفسه زعيما كرديا قاد الإقليم الى الاستقلال ، وان الاستفتاء بمثابة ورقة كردية لإقامة دولة كونفدرالية ديمقراطية ، وبنفس الوقت لفت انظار العالم الى ضرورة حل المسألة الكردية .

الامر الذي تمت معارضته بشده من قبل الدولة العراقية ، التي رفضت الاعتراف بالاستفتاء لعدم شرعيته ، والذي قد يجرها الى التقسيم ويهدد العملية السياسية فيها . ما دفعها للتهديد بفرض سلطاتها على كافة مناطق الإقليم بحكم الدستور والقانون ، وباستعادة السيطرة على المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط خاصة في شمال كركوك ، وحصر الصفقات النفطية مع الحكومة العراقية ومنع التعامل التجاري مع إقليم كردستان ، ونشر قوات في المناطق المتنازع عليها لمنعها من الانضمام الى الإقليم . إضافة الى معارضة دول الإقليم كتركيا وايران وسورية اجراء الاستفتاء الذي يمهد للانفصال خشية ان يؤدي الى اثارة النزاعات الانفصالية لدى الأقلية الكردية فيها ، بصورة قد تهدد امنها القومي ، او ان يتحول الإقليم الى بؤرة نفوذ بيد اطراف خارجية عدوة كأسرائيل مثلا واستخدامها في تهديد امن دول الإقليم واستقرارها . كذلك فقد عمدت هذه الدول الى اجراء مناورات عسكرية مشتركة ، وهددت بشن عمليات عسكرية مشتركة أيضا ، وباغلاق حدودها والمعابر التجارية ومنع مرور النفط من اراضيها وتعليق حركة الطيران مع الإقليم ومحاصرته وعزله وغيرها من الإجراءات الصارمة .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023