تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
أن تكون محاصراً في غزة
نشر بتاريخ : 9/11/2017 6:41:07 PM
نبيل الزيناتي
 
بقلم: نبيل الزيناتي

 تبتعد عنها فتشعر بحنين جارف يسيطر علي قلبك وعقلك، تشعر كما لو كان سحراً عاطفياً يتملكك، إنها مدينتي/ حبيبتي المظلومة غزة، إنها من تتربع علي عرش الحب، المدينة الجميلة العنيدة الصاخبة بأحداثها، غمرتني بوفائها حين كانت قادرة متمكنة، أعطتني بلا حدود، ومنحتني زيادة عما أستحق. تتزين بسماء زرقاء صافية، وأرض خصبة بهية، بنخيلها الشامخ، وابتسامتها الواسعة كمن يرحب بضيف عزيز، حسن الضيافة عادة أصيلة لا تغيرها الأيام أو ضيق الحال في غزة، إنها عروس بحرنا وزماننا، تري بمدينتنا البنت الطاهرة والأخت الوفية العفيفة عزيزة النفس الكريمة بعطائها، حينما لم تذكرها كأنها تبعث إليك نسائم الشوق والحنين، تتزين وتقدم لك وجبات عشقك لتفاصيل الذكريات. لقد زرت كثيراً من المدن، وكنت دائم التمني بأن تصبح معشوقتي أجملهم، وكذلك أن تتخلص من همومها، أعبائها وقهرها، وأسأل نفسي مرة ثانية هل الانقسام انعكس على جمال مدينتنا فأضحت قبيحة الشكل والمضمون؟، أصبحت مهمشة ليس لها وزن، جعلوا منها مدينة للحطابين، تستجدي الشفقة والرعاية، شبابها ينتظرون أمل يبعث من جديد. في المستشفى الرئيسي هنا في غزة تري مآسي لا حدود لها، تري المرأة المريضة تستجدي العلاج، الناس هنا يتألمون من كل شيء يحاول أطباء وممرضي المشفى التخفيف من آلامهم قدر المستطاع، الحاجة إلي الحياة يظهر علي وجوه الناس، شاهدت قلوباً شاخت قبل أوانها، أطفال يتألمون ويصرخون باكين لشعورهم بالألم. بحر غزة الجميل الرائع كانت تأتيه جحافل المصطافين من المدن الأخرى في فلسطين، ماذا أصابك يا بحرنا؟ لقد رأيت بحراً عجوزاً شاحب الوجه يعاني أمراضاً خبيثة. إن رمال بحرنا هي الأجمل في العالم الذي رأيت، لم أتخيل يوماً أن لا نستطيع السباحة في بحر مدينتنا. أجد صعوبة في وصف مأساة الناس المضطرة للسفر، إنه الوجه الحقيقي للانقسام الفلسطيني البغيض، بالفعل إنه التعبير الحقيقي علي صعوبة الحال لدي الراغبين بالسفر لظروف اضطرارية صحية كانت أو غير ذلك. كثيراً هم الذين تألموا وفقدوا أرواحهم انتظاراً لفتح معبر رفح ليذهبوا للعلاج ولم يستطيعوا، أو الذين حاولوا الحصول علي تصريح عبر معبر ايرز وفشلوا، تجد في غزة امرأة علاجها الوحيد زراعة كلية بتبرع من ابنها ولم يبقي لها أمل سوي السفر لمصر ولم تستطع فتوفت أمام أعين أبناءها العاجزين عن فعل أي شيء لإنقاذها، أو رجل انتظر فتح المعبر كي يعود للسويد المقيم فيها فانتهت إقامته بسبب عدم التجديد في الموعد القانوني المحدد لذلك، وينتهي حلمه ويتحطم الأمل علي عتبات الحصار، وكذلك تري شابة قد تحقق حلمها بالحصول علي منحة لندنية لتدرس بها الموسيقي ولم تستطيع السفر في الموعد المحدد فقُتل حلمها وقُهرت. ولازلت أتذكر كيف اقتحم رجل بسيط جلستي فجأة يصرخ باكياً متوسلاً إياي للحصول علي يوم عمل كي يحصل علي عشرين شيكلاً، ليشتري لولده قميص العيد، بكي الرجل الأربعيني بقهر، لم أتعرض لمثل هذا الموقف من قبل، ساد الصمت علي الحاضرين، شعرت بالخجل، تمنيت لو أنني لم أكن علي هذه البسيطة، تحديت خجلي ونظرت إلى وجهه فوجدته يشعر بالكمد وقهر الرجال، حصل الرجل علي ما يريد وفرح كطفل مدلل وذهب؛ لكن هذا الصراخ والتوسل أصبح يقض مضجعي كل ليلة، إنه حال الوضع الاقتصادي والإنساني الذي أوصلوا الناس إليه في غزة. رغم معاناة الشعب العربي الفلسطيني في غزة لا تجد فيها من يعزز الكراهية والتحريض علي الاقتتال، بل تجد من يسعون للتسامح وإنهاء ما خلفه الانقسام البغيظ.

 حفظ الله غزة وفلسطين من كل سوء.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023