شاب أمريكي يعلن إسلامه في مسجد بسحاب (فيديو) الأردن وروسيا يوقعان اتفاقية لإلغاء متطلبات التأشيرة بين مواطني البلدين "بن غفير" يعلق صور دمار غزة في المعتقلات لإرغام الأسرى على مشاهدتها (فيديو) الأردن يحصد المركز الثالث عالميًا في مسابقة "النحال الصغير" بموسكو أمانة عمان تبدأ حملة لإزالة الاعتداءات على الشوارع والأرصفة "شركة الكهرباء": تقسيط فواتير المشتركين المتأخرة حتى 15 شهرًا تفاصيل خطة "احتلال غزة": 5 ألوية و130 ألف جندي احتياط و12 كتيبة قتالية السعايدة: لا زيادة على أسعار الكهرباء القبول الموحد: 78047 طلبا في مرحلة البكالوريوس للعام الجامعي 2025-2026 رئيس لجنة بلدية إربد لـ "الحقيقة الدولية": 40 مليون دينار ديون البلدية الحكومة توافق على الأسباب الموجبة لمعدل قانون خدمة العلم إصابات بمشاجرة في البادية الشمالية الشرقية أكثر من عشرين قتيلا في أمطار موسمية جديدة في باكستان القبض على 3 أشخاص حاولوا التسلل عبر الحدود الشمالية عجلون .. اصطدام حافلة عمومية صغيرة بعمود كهرباء
القسم : بوابة الحقيقة
حين يصبح الجيش في المشهد..
نشر بتاريخ : 8/19/2025 2:08:10 PM
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
بشكل أو بآخر، لو تم تقريب وتحليل الشخصية الأردنية «على اختلاف منابع وأصول مواطنيها»، فالأردني الذي نما لحم جسده من خيرات تراب الأردن الغالي الغني، والجسد الذي ترعرع تحت سمائه واستشق هواءه، وعاش ظروفه، وتشكل وعيه ضمن الحياة الأردنية، فهو بهذه الشخصية تقريبا «عسكري»، لا يحتاج الكثير من الجهد ليصبح عسكريا حقيقيا ملتزما منتميا لهذا التراب الطهور، يقدم روحه ذودا عن ترابه وسمائه وهوائه.. وسمعته.

إذا فالجيش في المشهد أصلا، يفكر ويخطط، ويعمل، وهذا بالضبط ما فهمته حين تابعت ما تناقلته وسائل الإعلام حول إعلان تفاصيل خدمة العلم «التجنيد الإجباري» بشكله الجديد، حيث الجيش حاضر في المشهد الأردني وفي كل تفاصيل التحديات التي تواجه الوطن العزيز، وذلك قبل أن يجري تسريب تصريحات سياسية من مجرمي الحرب، فالجيش يعمل، ويفكر، وبشكل موضوعي، متناسق مع الدولة وإمكانياتها وتحدياتها، فبعد إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله قرار الدولة، بإعادة خدمة العلم، وخلال أقل من 24 ساعة، قامت الحكومة من خلال ناطقها الرسمي د محمد المومني، والقوات المسلحة «الجيش العربي»، ومن خلال ناطقها العميد مصطفى الحياري، بعقد مؤتمر صحفي، أظهروا فيها تفاصيل تناقلتها وسائل الإعلام، وبعد هذا المؤتمر الصحفي  الذي تلا إعلان سمو ولي العهد، يمكنني القول مطمئنا، إن الدولة ومؤسسة الجيش على وجه التحديد، تسبقنا جميعا، ومستعدة أكثر منا جميعا، وكلنا في عين رعايتها، وكل أعمال الجيش تشبه أعمال الأم الحانية على أبنائها، لا تنسى أحدهم، ولا تتخلى عن واجبها، بمتابعة أدق التفاصيل الخاصة بأبنائها وحمايتهم.

ستكثر «السواليف المدنية والسياسية» حول القرار وتفاصيله، وغالبا ستصدر عن الناس الأكثر جهلا بالعسكرية، وغاياتها وواجباتها المقدسة الكبيرة، وهذا أمر طبيعي لا يزعجني، فتحديات إعادة «التجنيد الإجباري» بعد انقطاع امتد لحوالي 30 عاما، ليس بالأمر السهل، سيما ونحن نعرف إمكانيات دولتنا الاقتصادية والسياسية، وإعادة هذه الخدمة العسكرية بغض النظر عن شكلها الجديد، هي أهم الرسائل السياسية الأردنية للداخل والخارج، فحماية الوطن أولا في عهدة العسكر، الذين لم يخونوا عهدا، ولم يتقاعسوا في تنفيذ واجب، وحين يكون هؤلاء البواسل في المشهد، فاطمئنوا.. ولا تفكروا بالنتائج السريعة، لكن فكروا بحماية ودعم هذه المؤسسة الوطنية المقدسة، واستثنائها من انتقاداتكم، فالجيش يتخذ قراراته، وينفذها، ولا تسمح قوانينه بمساءلة ولا يطلب منه تبريرات، سيما والانتقادات تدور في افلاك خارج المصالح الوطنية الأردنية المقدسة العليا، وكلها عليا ما دامت عسكرية.

ثمة فرصة استثنائية في موضوع التجنيد الإجباري، أجزم بأن فكرتها موجودة في ذهن كل من يفكر بطريقة نقية، وهي المتعلقة باستثمار الفرص، واكتساب المزيد من الفوائد الوطنية، والفكرة متعلقة هذه المرة بجهاز الأمن العام، والقضاء العسكري «أمن الدولة»، حيث هناك عشرات الآلاف من الشباب، القابعين في عتمات مراكز الإصلاح، والمحكومين بقضايا مختلفة، لا سيما قضايا المخدرات، فهؤلاء ضحايا من شبابنا الأردني، وهم فئة لا يستهان بهان، ويسهل على دولة عقلانية حريصة كدولتنا، أن تتخذ قرارات جريئة، وإخراجهم من ظلمات التيه إلى نور العسكرية وخدمة الوطن، بدلا من أن تخدمهم مديرية الأمن العام، وتنفق عليهم، وتسهر على راحتهم، فلتكن عقوباتهم القضائية «ذكية»، إنسانية، وطنية، تعيدهم إلى حياة الشرف والرجولة، بدلا من تسليمهم تسليما لعالم الجريمة، فكل الأرقام تقول بأن مشكلتهم تزداد، والعقوبات لا تقدم حلولا فعلية.. يجب التفكير بإنقاذهم فعلا، من خلال «تكريمهم» بعقوبات من نوع التدريب والتجنيد الخاص، ورصد النتائج، فأن أجزم بأنها ستكون نتائج «إبداعية» وطنية.. تنقذهم، وتحولهم إلى شباب أردني فاعل.

هذا كلام يمكن فهمه حين يكون الجيش في المشهد، فهو أم الوطن الرؤوم.

وللحديث بقية.. وشجون.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025