أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم اندلاع حريق بسفينة حربية أمريكية قبالة سواحل أوكيناوا اليابانية الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي استحداث عيادة لمتابعة مرضى قصور القلب في مستشفيات البشير ضحايا الثراء الرقمي.. منصات وهمية تبتلع عشرات الملايين من أموال الأردنيين وزير الطاقة: غاز المركبات يوفر 50% من كلفة البنزين والديزل "رئيس لجنة جرش" يتفقد عدداً من المواقع الخدمية والرقابية بالمحافظة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في جرش القوات المسلحة تنزل 62 طن مساعدات جديدة إلى غزة مكتبة درب المعرفة بـ"شومان" تنظم مهرجان "العودة إلى المدارس" الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
القسم : مقالات مختاره
قوة الروح في زمن الانهيار
نشر بتاريخ : 8/4/2025 9:42:52 PM
د ناديا محمد نصير

في زمنٍ تمطر فيه الأخبار على رؤوسنا لا يكون هناك وقت لالتقاط الأنفاس، زلزال هنا، حرب هناك، خسارة مفاجئة، انهيار علاقة، أو حتى صباح عادي يُبدأ بخبر سيء فلم تعد الحياة تُمهل أحدًا ، ومَن تضربه يسقط أرضًا لكنه يقوم ذلك هو  السرّ الذي يجعل البعض يواصل رغم الجراح ، انها الصلابة النفسية التي يمكن اعتبارها درعًا ضد الألم، ومرونة ذكية تجعل الإنسان ينثني دون أن ينكسر، وهي القدرة على احتواء الصدمة، وإعادة بناء الذات، في كل مرة نظن فيها أن الأمرانتهى.

 

وفقًا لنموذج "كوباسا"، تتكوّن الصلابة من ثلاث ركائز: الالتزام بالمسؤوليات، التحكم فيما يمكن السيطرة عليه، والتحدي الذي يرى الأزمات كمحفز للنمو لا كتهديد.

 

لكن الصلابة لا تعني إنكار المشاعر أو ادعاء القوة بل تعني أن تعترف بكسرك، وتقرّ بألمك دون أن تستسلم أو ترضى به !

 

تنبت بذور الصلابة غالبًا في الطفولة، حين يُسمح للطفل بالخوف، بالمحاولة، بالسقوط والنهوض. لكنّها تُبنى أيضًا عند النضوج من التجارب القاسية التي يمر بها الفرد ، ومن كل لحظة قررنا بعدها ألا ننكسر مجددًا.

 

نساء خرجن من علاقات سامة، مرضى حوّلوا الألم إلى رسالة، شباب ضاعت  أحلامهم لكنهم صمدوا وأثبتوا  أن الصلابة تُصنع ولا تُولد .

 

فالشخص الصلب لا يُكذّب مشاعره، لكنه لا يتركها تبتلعه فيطلب الدعم دون خجل، يتعلم من ألمه، يواجه قدر استطاعته دون أن يستسلم .

 

صحيح أننا  لا نرث الصلابة تلقائيًا ولكن علينا مسؤوليّة تربيّة أطفالنا عليها ،  نمتدح صمودهم في مواجهة الخوف نساعدهم بذكاء على حلّ مشاكلهم بدلًا من حلّها عنهم نحاول أن نكون قدوة لهم في الصبر والثبات، لأن الأطفال لا يسمعون بل يقلّدون.

 

أما نحن الكبار، فنبني صلابتنا بالصدق مع الذات، بإعادة كتابة قصتنا، بابتداع طقوس صغيرة تمنحنا السيطرة، والأهم  من ذلك إحسان اختيار من يحيطون بنا!

 

علينا رفع شعار  أن الفشل ليس نهاية، بل بداية فهم أعمق للنفس.

 

في الختام

الصلابة النفسية لا تعني أنك بخير دائمًا، بل أنك تملك شيئًا في داخلك ينهض في كل مرة تسقط فيها.

قد لا نوقف العواصف، لكننا نعمل عل جعل أشرعتنا تصمد.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025