الحقيقة
الدولية - في كل شتاء، تجرف السيول الطرق، وفي كل عدوان، تجرف القنابل الأرواح.
لكن في غزة، لا فصل للكارثة، ولا وقت للهدنة. أطفالها لا يعرفون متى آخر مرة شربوا
ماءً نقيًا، ونساؤها لا ينتظرن الأمن بل فقط ألّا يسقط..."
في كل شتاء،
تجرف السيول الطرق، وفي كل عدوان، تجرف القنابل الأرواح. لكن في غزة، لا فصل
للكارثة، ولا وقت للهدنة.
أطفالها لا
يعرفون متى آخر مرة شربوا ماءً نقيًا، ونساؤها لا ينتظرن الأمن بل فقط ألّا يسقط
سقف البيت فوق رؤوسهن.
إنها غزة التي
تحاصرها إسرائيل بالنار والحديد، وتحاصرها بعض الضمائر بالصمت والخذلان. فمن يطعم
غزة؟ ومن يضمد جراحها؟
في هذا المشهد
الإنساني المأساوي، ينهض الأردن مجددًا ليس بالكلام، بل بالفعل والميدان.
قوافل إغاثة
أردنية لا تتوقف، تحمل الغذاء والدواء، وتشق طريقها رغم كل المعيقات، تؤكد أن هذا
الوطن الصغير في الجغرافيا، كبير في المواقف، عظيم في وفائه للقضية الفلسطينية.
مساعدات إنسانية
وطبية تصل تباعًا إلى مستشفى غزة الميداني الأردني، الذي لم يغلق أبوابه يومًا،
حتى في أشد الأوقات قصفًا وخطرًا. فرق طبية أردنية تعمل وسط الحصار، تداوي، تُسعف،
وتخيط ما تبقى من أجساد أطفال شوهتها آلة الحرب.
لكن رغم هذا، لا
تزال غزة تصرخ، لا تزال تبحث عمّن يشهر صوته في وجه التجويع الممنهج، والقتل
البطيء. فيا أحرار العالم... لا تصمتوا. لا تكتفوا بالمشاهدة.
غزة لا تريد
بيانات الشجب ولا صلوات المؤتمرات ولا تحليلات سياسية وجغرافية. غزة تريد خبزًا،
حليبًا، دواءً، وضميرًا لا يتواطأ. الأردن فعل، فهل تفعلون؟.