تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ذر الرماد!
نشر بتاريخ : 3/15/2024 5:29:52 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران


بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

ها نحن نقترب من الشهر السادس ومازال الاحتلال ومجرميه مستمرون في ارتكاب أبشع المجازر والمذابح اليومية في قطاع غزة والضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم بأسره، دون أن يتمكن أحد من إيقاف هذا الإجرام حتى اليوم، والذي أصبح واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أنه لم ينطلق إلا بنية الانتقام من شعب غزة بأكمله وإبادة أكبر عدد منه لأجل تركيعه واخضاعه بأي ثمن، ومحاولة مسح الخزي والعار الذي لحق بهذا الاحتلال.

 

وكل ما نراه اليوم يؤكد ذلك فها هو عدد الشهداء والجرحى يتجاوز اليوم 100 ألف إنسان معظمهم من النساء والأطفال، وبرغم كل ذلك مازالت الإدارة الأمريكية لم تقتنع بضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة، وهي التي تردد بين حين وآخر أنها لا تريد رؤية ضحايا مدنيين وكأن من سقط حتى الآن هم مخلوقات من المريخ، بل وأكثر من ذلك تقوم بإيقاع اللوم على الفلسطينيين على عدم القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار يستعيد فيه الاحتلال أنفاسه ويعيد ترتيب قواته ليعود بعده لضرب الشعب الفلسطيني بشكل أقسى وأكثر إيلاماً وإجراماً، فعن أي معايير إنسانية مازالت الإدارة الأمريكية تتحدث اليوم!

 

كما نرى اليوم كيف يستخدم الاحتلال في فلسطين كل الوسائل الممكنة لإجبار الفلسطينيين في غزة على التسليم له ورفع الراية البيضاء، أو أن يكون الخيار الآخر هو الموت إن لم يكن بالصواريخ والقنابل، فليكن بالجوع والعطش وانعدام كل سبل الحياة، فما زلنا نرى الاستهداف المتعمد للأبرياء الذين يخرجون للحصول على لقمة عيش لهم ولأولادهم من شاحنات المساعدات، لتكون عودتهم جثثاً محمولين على الأكتاف بعد تعمد الاحتلال المجرم استهدافهم وهم يبحثون عن أمل لهم في الحياة في هذه المساعدات.

 

وقد رأينا قبل فترة المساعدات التي قامت القوات الأردنية في البداية بإنزالها لأهالي غزة من الجو، كبادرة تشكر عليها الجهود الأردنية التي لم يبقى لها خيار آخر لنصرة أهل غزة، وقد ذكر ذلك الملك عبدالله الثاني صراحة كيف أن الاحتلال المجرم لم يوافق إلا على عدد محدود جداً من الطائرات التي ستقوم بإنزال المساعدات من الجو، وقام بتغيير أوقاتها أكثر من مرة في محاولة واضحة لإفشال الأمر، ونحن هنا عندما نشكر الحكومة الأردنية على هذه البادرة لعلمنا بحدود قدرات الحكومة الأردنية ومحاولاتها التي وصلت حد اليأس من قدرة الدول الكبرى في هذا العالم على لجم إجرام هذا الاحتلال وايقافه، إلا أننا في الوقت ذاته نقف مستغربين مندهشين من مهزلة أكبر دولة في العالم عندما تخرج هي الأخرى لإسقاط المساعدات جواً على أهل غزة، بل وتعمل على إنشاء ميناء بحري اليوم بحجة إيصال المساعدات بحراً لغزة وهي التي لم يبقى أحد في العالم من المسؤولين المعنيين بأمور المساعدات إلا وصرح بأنها لا تغني شيئاً عن المساعدات عبر المنافذ البرية، وكأنها تريد اقناع العالم بأن العجز وصل بها إلى حد عدم القدرة على إجبار الاحتلال على فتح ولو معبر بري واحد من أصل 7 معابر لإدخال المساعدات إلى غزة، وهي التي زودته وتزوده بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وملايين الدولارات وهي ذاتها التي خرجت تصريحات قادة وزارة دفاعها قبل أيام بأنها لا تحتاج لوجود قوات أمريكية على الأرض في غزة حتى الآن، ونضع عشر خطوط حمراء تحت (حتى الآن) !!

 

ومن هنا يتضح لنا بأن كل هذه المسرحيات الأمريكية ليس لها علاقة بمساعدة الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هي للسماح للاحتلال لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة بأريحية تامة بعيداً عن الضغوط الدولية، بحجة أن المساعدات باتت تصل للشعب الفلسطيني في غزة، إضافة إلى العمل على زرع الفتن بين أهل غزة من خلال انتقاء من يقف مع الأمريكان والاحتلال وتقديمه إلى الصفوف الأولى لتسليمه رقاب أهل غزة كأداة لهم لقتل الشعب الفلسطيني وتركيعه، تماماً كما تعود الأمريكان فعله في فيتنام وأفغانستان والعراق قبل ذلك، وهي السياسة التي لم تعد تنطلي على أحد، فمسرحية إسقاط المساعدات جواً والتي رأينا كيف دفع بعض أهل غزة حياته بسبب سقوطها على رأسه أو إدخالها بحراً من خلال ميناء لا نعلم إن كان لإدخال المساعدات لأهل غزة أم لنقلهم إلى خارج غزة بحراً كأكبر مساعدة للاحتلال، وبكل الأحوال ليس لكل ذلك وصف أنسب من أنه تماماً كمن يقوم بعملية (ذر الرماد) في العيون لإطالة أمد جريمة الإبادة الجماعية لكل إنسان يقول للاحتلال وداعميه الأمريكان "لا" في غزة، سواء بقتله أو تركيعه فيها أو حتى نفيه خارجها، لكن من يعرف الشعب الفلسطيني يعرف بأنه شعب لم يترك هذا الاحتلال المجرم ومؤيديه وعلى رأسهم الأمريكان وسيلة إلا واستخدموها من أجل إبادته ومحوه عن الخريطة منذ أكثر من 70 عاماً، ولم ينجح في ذلك ولن ينجح بإذن الله، فها نحن نرى هذا الاحتلال يكتب سطور دماره ونهايته اليوم بيديه، وهو لا يترك بيتاً في غزة ولا في كل فلسطين بل وربما في معظم العالم العربي والإسلامي والعالم الحر إلا ويخلق له عداوة معه، بل وحتى مع أحجار فلسطين من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، فهم يصرون اليوم على الاستمرار في طريق خراب بيوتهم بأيديهم وقريباً سيرون حصاد إجرامهم بإذن الله، وما نور الصباح ببعيد.

 

نصر الله أهلنا في غزة وفي كل فلسطين وثبتهم وداوى جراحهم، وجعل شهر رمضان المبارك شهراً تضمد فيه جراحهم، وتمسح فيه دموعهم، وتستبدل بابتسامات وضحكات الانتصار والفرج والفرح، وعوض صبرهم من خيري الدنيا والآخرة، فلكم الله يا أهل غزة، يا من علمتم العالم كيف يكون الإيمان والصبر والثبات واليقين والتضحية لأجل الأوطان.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023