تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
هل يتنازل ترامب عن الأحادية القطبية ؟
نشر بتاريخ : 1/28/2017 4:10:05 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

تقلبات وتغيرات نوعية وكبيرة طرأت على السياسة الخارجية الأميركية في السنوات الاخيرة ، كان لها تأثيراتها وتداعياتها وانعكاساتها على المنظومة الدولية برمتها ، خاصة في عهد أخر ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة . فمن الرئيس الأسبق بوش الابن الذي رفع شعار الحرب الوقائية او الاستباقية في محاربة الإرهاب على وقع مقولته الشهيرة من ليس معنا فهو ضدنا ، بطريقة قادته لغزو كل من العراق وأفغانستان وما رافق ذلك من فوضى واضطرابات وحروب وانتشار واسع للارهاب ، الى الرئيس السابق باراك أوباما الذي تبنى سياسة أخرى مغايرة لسياسة سلفه  تقوم على أساس عدم الانخراط في مشاكل المنطقة ، واختياره التوجه نحو منطقة أسيا ـ المحيط الهادي لمواجهة العملاق الصيني هناك . وصولا الى الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي طرح شعار ( أميركا أولا ) بالتزامن مع طرحه لشعار ( أميركا عظمى مرة أخرى ) . الامر الذي ينطوي على تناقض ، إذ كيف له ان يوفق بين تخليه عن الأحادية القطبية وتفرد بلاده بالنظام الدولي من خلال استدارته الى الداخل والانكفاء على الذات بإعطاء الأولوية الى المصالح الوطنية ترجمة لشعاره الأول ، وبين مسعاه لاستعادة نفوذ الولايات المتحدة وهيبتها وعظمتها في الساحة العالمية ترجمة لشعاره الثاني في ظل استعداده للتخلي عن محطات خارجية تمثل مراكز ثقل وقوة لبلاده ، كحلف الناتو واتفاقيات الشراكة عبر المحيط الهادي والتجارة والاستثمار عبر الأطلسي والتبادل الحر مع كندا والمكسيك واتفاقية باريس للمناخ وغيرها . وبنفس الوقت عدم ممانعته بان تصبح روسيا دولة عظمى ، مبديا استعداده لتعزيز العلاقات والتقارب معها ، وربما الدخول في مفاوضات حول تقاسم مناطق النفوذ معها ايضا ، ما يفتح المجال امامها لاستعادة مكانتها الدولية من خلال التفكير بالتوسع في المناطق والدول التي تقع في دائرة نفوذها ضمن الفضاء السوفياتي السابق ، ودول أوروبا الشرقية التي نالت عضوية الناتو ، والتي تعول كثيرا على المظلة الأمنية الاميركية في حمايتها والدفاع عنها من أخطار سياسة روسيا التوسعية التي تسعى الى تعزيز حضورها الإقليمي والدولي في ظل تنامي قدراتها العسكرية واستخدامها في ضم القرم وغزو جورجيا وشرق أوكرانيا وسوريا . عزز من هذه المخاوف الاوروبية تهديد ترامب بإعادة النظر بالالتزامات الأميركية حيال الامن في أوروبا والعالم ، والتفكير بسحب بلاده من حلف الناتو الذي يرى بانه قد عفا عليه الزمن . الامر الذي بات يقلق دول أوروبا التي قد تلجأ الى اتخاذ تدابير أمنية من خلال رفع قدراتها العسكرية وانشاء جيش موحد ، لتعزز من اعتمادها على نفسها أمنيا ودفاعيا .

كذلك فان الرئيس ترامب قد وعد باتخاذ إجراءات اقتصادية يرى انها تصب في خدمة المصالح الوطنية ، كأتخاذ تدابير حماية تجارية وفرض رسوم جمركية على الواردات من الصين واليابان والمكسيك وغيرها لتشجيع المنتجات المحلية ، وإلغاء بناء المصانع الأميركية في الخارج لتوظيف الاميركيين وحماية مصالحهم ، وهي الإجراءات التي اعتبرت معادية للعولمة ومعرقلة للتجارة وحركة العمل ورأس المال . إضافة الى عزمه القيام بإعادة النظر بالاتفاقيات الاقتصادية ، وهو ما تجلى بتوقيعه امرا تنفيذيا يقضي بإلغاء اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تضم 12 دولة ، رغم ما تمثله هذه المنطقة من بيئة اقتصادية غنية وضخمة للولايات المتحدة ، التي هدفت من وراء توقيعها توسيع نفوذها في أسيا لمواجهة العملاق الصيني وكبح تطلعاته التنافسية الاقتصادية ، واقامة علاقات نوعية مع أكبر اقتصادات العالم في هذه المنطقة الحيوية ، كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها . في حين تسعى الصين الى تعزيز روابطها الاقتصادية في أسيا والمحيط الهادي ، حيث قامت بابرام اتفاقية موازية للتجارة الإقليمية مع 15 دولة أخرى بما فيها اليابان . ما يعطيها نفوذا كبيرا لفرض حضورها في هذه المنطقة وفي الأسواق العالمية .

ان هذه السياسات والتوجهات الجديدة قد تدفع بالولايات المتحدة نحو الانعزالية والتنازل عن الأحادية القطبية من خلال اتاحة المجال امام قوى عالمية منافسة كروسيا والصين واليابان وربما دول أوروبا لملء هذا الفراغ في ظل ما تمتلكه من مقومات مالية واقتصادية وتقنية وعسكرية وبشرية هائلة تجعلها قادرة على التحكم بالمنظومة الدولية وإعادة تشكيل النظام الدولي من الأحادية القطبية الى الثنائية او المتعدد الأقطاب ، حيث أبدت الصين استعدادها لزعامة العالم وقيادته إن أجبرت على ذلك إذا تراجع الاخرون . دون ان نغفل ان اميركا بتخليها عن حلفائها في أوروبا واسيا والشرق الأوسط على أساس الدفع مقابل الحماية ، قد تدفع بهؤلاء الحلفاء للدخول في تحالفات واحلاف واتفاقيات أقليمية ودولية جديدة ، وربما التفكير بامتلاك أسلحة الدمار الشامل للدفاع عن أمنها وحدودها من أعداء الامس وربما المستقبل . بصورة قد تفتح المجال امام سباق التسلح ، وبما يهدد الامن والاستقرار في مختلف انحاء العالم .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023