تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
الأسود لا يليق بمنظارك
نشر بتاريخ : 7/16/2022 8:56:27 AM
كامل النصيرات

وأنت تمشي على أطراف أصابعك كي يشعر الكون بأنك تمشي ؛ كي لا يلتفتوا لبقايا أحلامك التي تخبّئها وراء ظهرك ..كي لا ينتبهوا أنك تلبسُ حزاماً تلفّه على رغيفين يابسين لأبنائك كوجبة قبل النوم ..كي لا يضعوا رؤوسهم برؤوس بعض و (يوتوتوا) عليك و (ينمّوا) نمّاً سافلاً يمسخرون فيه وجودك كلّه..!

وأنت تغمضُ عينيك في وجه حبيبتك و تقول لها : اتركيني احلم قليلاً ؛ قليلاً فقط ..سأحلم بك ..أعدك بأن أحلم بك ..وأحلف لك بكل مقدس لديّ بأنني لن اتجاوز في حلمي سوى رؤية ابتسامة على شفتيك ..فمثلي أيتها الشقية يخبّئ أحلامه خلف ظهره ولا يخرجها حتى وقت التفتيش ..لأنه يعيش على قلقٍ و القلق يعيش عليه ..!

وأنت تنظر حولك في منتصف الشارع ..و تقنع المارّين فيه أنك مثلهم (من شحم ولحم و دم ) وأنك (ابن تسعة) وأنك (تغضب و تعصّب و ترضى) و أنك (تشتهي و تتمنى) و أنك ( تحب و تنحب ) وأنك (ليس على راسك ريشة) ولكنك أيضاً : تمرض و تتشرشح في طابور الانتظار..وأنك يلتعن (أبو فاطسك) في اقناعهم بأنك (بني آدم) ..و أنك لا تريد سوى أن تحافظ على كمشة الاحلام الصغيرة التي تخبّئها خلف ظهرك خوفاً عليها من التلف أو الضياع أو السرقة أو حتى الاستهزاء بها..!

وأنت تنظر للدنيا الآن من منظارك الأسود ..هو منظارك ولكنّ السواد ليس منك ..هناك من سلب منه بقيّة الألوان ..حينما رأيت كل الدم حولك مسكوباً في بلادك العربية ..في كل خطوة كانوا يسرقون لوناً ..وفي كل دقيقة كانوا يدهنون لوناً بالأسود ..لهذا صار منظارك بلونٍ يتيم ..ومن عجيبهم أن يطلبوا منك أن ترى كل شيء بغير هذا اللون وهم من وضعوه في عينيك ..!

لا تستسلم رغم المنظار ..وتمسّكْ بكمشة أحلام صغيرة تخبّئها خلف ظهرك ..وإيّاك أن تعرضها للتفتيش..!!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023