تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
اليمين المتطرف الأوروبي مجددا
نشر بتاريخ : 4/23/2022 12:22:16 PM
خالد دلال

ها هم مجددا، يهدد أحدهم بحرق أو يحرق فعلا نسخا من القرآن الكريم، لفتا للأنظار ونيلا للشهرة الزائفة، في حوادث لا تنم إلا عن إفلاس وشذوذ أخلاقي، لا يمت إلى حرية التعبير والرأي بصلة، بقدر ما ينم عن خلل فكري أو كراهية مبيتة لافتعال حوادث لن تسهم إلا في تأجيج العداوة بين شعوب العالم، وتبعات ذلك الخطيرة.

فما قام به قبل أيام معدودة زعيم حزب “النهج المتشدد”، المناهض للهجرة العنصري الدنماركي – السويدي راسموس بالودان، بحرق نسخة من القرآن الكريم في إحدى المدن السويدية هو عمل مدان أرعن غير مسؤول لا يجب أن يمر إلا بمثول هذا الشخص، ومن عاونه على ذلك، أمام القضاء، لينال ما يستحقه من عقاب بقوة القانون الذي تتغنى به الشعوب الأوروبية تاريخيا.

والأمر لا يقف عند مطالبة المجتمعات لذلك حفظا، أولا وأخيرا، على سلمها الأهلي، بل على الحكومات الأوروبية سن القوانين التي تحمي مشاعر الملايين من أتباع الأديان من جنون بعض السياسيين، الذين يرون فيما قام به بالودان، ومن هم على شاكلته، أسهل الطرق للفت الأنظار وكسب الشعبية لتحقيق مآرب سياسية من فوز في الانتخابات وغير ذلك.

والطامة الكبرى أن ما حدث ويحدث يأتي في بعض الأحيان تحت حماية أجهزة الشرطة، كما تم في السويد مؤخرا، وهذا بحد ذاته أمر يثير الامتعاض والقلق كون أن على الدول حماية ما يصب في دعم الوئام والتعايش داخل المجتمعات، لا ما يقوم على تأجيج مشاعر الحقد وصناعة الكراهية، خصوصا في شهر رمضان الفضيل، وهذا موضوع على نخب المجتمعات والعقلاء في أوروبا تدارسه قبل فوات الأوان.

المشكلة أيضا أن ما قام به بالودان يأتي، عامدا متعمدا، في مدينة سويدية يقطن فيها مجتمعات مسلمة، وهو ما يؤشر على اللامبالاة تجاه مشاعر الناس والحقد ضد العقيدة الإسلامية، ما قد يؤدي إلى ردات فعل لا تحمد عقباها. وكل ذلك يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان وحرية العبادة.

أما إسلاميا وعربيا، فلا يجب أن يقف الأمر، دفاعا عن قرآننا الكريم، عند محاولات تذهب أدراج الرياح من مقاطعة للمنتوجات الأوروبية واستدعاء للسفراء للاحتجاج وغير ذلك، بل على الأمة العربية الإسلامية تبني موقف جماعي صارم يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار أممي يتصدى لمحاولات ازدراء الأديان، مهما كانت طبيعة هذه الأديان، فالأصل احترام عقول ومشاعر الناس أولا وأخيرا. أما سياسة الصمت والتغاضي فلن تزيدنا إلا هوانا على هوان. ولو قام مسلم في أوروبا ضد دين الغالبية في دولة ما هناك بما قام به العنصري الدنماركي – السويدي ضد الإسلام، لتم اعتقاله بتهم الإضرار بمصالح المجتمع. وهذا بحد ذاته ينطوي على نفاق ومعايير مزدوجة فاضحة في تطبيق القانون.

ويبقى أن خير رد على الحاقد بالودان، هو قول الله، عز وجل في محكم التنزيل، “يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ”. وهذا ما لا يستطع كل من في نفسه غل وفي قلبه مرض ضد كتاب الله ونحو ملياري مسلم من تحقيقه. ويكفي قرآننا الكريم أن تعهد الله، سبحانه وتعالى، بحفظه بقوله: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”. وكفى بالله وكيلا، وهو خير الحافظين رغم أنوف الحاقدين.

 

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023