تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
بين فلسفة الإبهار وواقعية الإشهار
نشر بتاريخ : 9/14/2021 1:31:08 PM
د. فراس السليتي


التحليل المنطقي لأي واقع يعطيك دلالة واضحة على موجودات الواقع، والمدخلات السليمة في علم الإدارة تقودك إلى المخرجات السليمة، ولعل من أهم مخرجات قراءة واقع الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين اليوم أنه لم يقدم للمسؤولين رؤية واضحة تتفق وترسيخ مبادئ اللجنة البارالمبية الدولية، وذلك من خلال الدعوة إلى الحركة البارالمبية الدولية وتنميتها تبعاً للميثاق البارالمبي الدولي، مثلما سبقتنا إلى ذلك العديد من الدول العربية كالعراق وليبيا واليمن وتونس والإمارات والكويت والبحرين والسعودية وغيرها، إذ اكتفت اللجنة المؤقتة المنتهية شرعيتها بتقديم مشروع "لقانون اللجنة البارالمبية الأردنية" منذ عدة سنوات تقديماً لا هوية له، وبات حبيس أدراج الهيئات الحكومية المعنية نظراً لوجود جهة مماثلة متمثلة باللجنة الأولمبية المسؤولة عن الاتحادات الرياضية الأردنية جميعها. وهنا من حقنا أن نضرب أخماسًا بأسداس، جراء تلك المحاولة العقيمة البائسة التي أسست لمرحلة غامضة غررت بكل ما يمكن من الهواجس والتمنيات التي كانت ستضمن الموازنة التي تخدم مستقبل الاتحاد وعنوان استقراره، والذي هو المظلة التي يتفيأ ظلالها الرياضيون ذوو الإعاقة جميعاً .

 

نتفق جميعاً على اختلاف توجهاتنا الفكرية ورؤانا التطويرية؛ أن صيغ العمل الفردي التي جربت سابقاً وعلى مدار عقود خلت؛ عجزت عن إثراء الهيكل الرياضي العام وتطويره وتوافقه مع المنظومة الرياضية الدولية، وإنشاء اتحادات رياضية - تقودها شخصيات رياضية وازنة-  مستقلة إدارياً ومالياً، ولديها برامج شاملة وواقعية واستراتيجية عملية تطويرية متنوعة ومختلفة  تستجيب لهموم الرياضيين وتطلعاتهم، وتكون قادرة على إحداث فرق جوهري، مع الأخذ بالاعتبار إفراد فقرات في مشروع اللجنة البارالمبية الأردنية القادم، الذي من شأنه إيجاد اتحادات خاصة لكل رياضة على حدا ودعمها دعماً مادياً ومعنوياً، مع عدم إغفال أمر إشراك ذوي الإعاقة الخبراء والأكفياء وزيادة عددهم فيها، كي تحقق الهدف الأهم الذي وجدت من أجله.

 

 لذلك جاءت - واستجابة لهذا التشخيص ورغبة قاطعة بالتغيير- المطالبة بتحديث المنظومة الرياضية برمتها لتكون منجزاً كبيراً واستثنائياً يؤسس لمرحلة جديدة لاتحادنا، وبدعم وضمانة ملكية، وبرعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد حفظهما الله ورعاهما.

 

هي صرخة نوجهها للعقلاء المعنيين بالتغيير الحقيقي الملموس، وبتغيير منهجيات فهم وتحليل وخطاب جيل الرياضيين ذوي الإعاقة المعاصر، فهذا جيل خاص، بمواصفات خاصة، بعقلية خاصة تمامًا، يفهم ما يشاء وكما يريد، وحجم الهيمنة على عقله وسلوكه أمرٌ بات من الماضي. فخلف هدوء هذا الجيل بركان من النفور من الواقع، وطوفان من التشكيك في الكثير من القرارات التي يجدها بعيدة عن ميوله وتوجهاته، ولا يمكن تحديد توجهه المستقبلي إلا لمن يملك خطابه الناضج العقلاني، لا من خلال الجهل والعشوائية والخطاب العام، بل من خلال الخطابات الموجهة مباشرة لهم بأسلوبهم ولغتهم ومنهجيتهم المعاصرة.

 

وهنا يمكن لحوار واسع أن يتم بين النخب الرياضية والإعلامية والأكاديمية والمؤسسات والهيئات الرياضية المعنية على اختلافها حول أعمال الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين لتحديث منظومته وفقاً لمنظومة اللجنة البارالمبية الدولية، والذي يمكن تفهمه في الإطار الإيجابي على أنه دلالة واضحة على حيوية الرياضيين وتفاعلهم واشتباكهم مع القضايا التي تطال مستقبلهم مع الحرص على المصلحة الوطنية التي نسعى لها كرياضيين نشميين ونشميات، لا من أجل البحث عن مكاسب جهوية أو فئوية أو حتى شخصية، أو لمجرد المناكفة وبث شعور الإحباط واليأس ونزع القيمة الحقيقية من أي توجه تحديثي وإصلاحي نحتاجه، ولا يمكن أن نتحدث عن المستقبل من دونه.

 

المهمة كبيرة إن تمت - يمكن وصفها بالتاريخية فعلاً- فنحن أمام منعطف كبير في مسيرة الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين، لا بديل عنه للعبور للمستقبل الذي يشارك فيه الجميع ويشعر بأنه جزء منه ومن صياغته وصناعة القرار فيه، وفي طليعة هؤلاء الرياضيون ذوو الإعاقة. فهنالك ما يستدعي أن نكون جميعاً بحجم تطلعات وطموحات ذوي الإعاقة في وطننا الحبيب، وهذا يتطلب من الجميع - وفي مقدمتهم الغيورون على مستقبل رياضات ذوي الإعاقة - العمل الحثيث على شرح وتوضيح مبررات إيجاد اللجنة البارالمبية الأردنية  وإشهارها خلال المرحلة القصيرة القادمة.

 

لقد حان الوقت لإيلاء اتحاد رياضة المعاقين الاهتمام الـذي يستحقه وبلورة سياسات تصحيحية تصب في الجهود الإصلاحية في المجالات المختلفة. لم يُعد بوسعنا ترك الأمور كما هي عليه الآن.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023