أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم اندلاع حريق بسفينة حربية أمريكية قبالة سواحل أوكيناوا اليابانية الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي استحداث عيادة لمتابعة مرضى قصور القلب في مستشفيات البشير ضحايا الثراء الرقمي.. منصات وهمية تبتلع عشرات الملايين من أموال الأردنيين وزير الطاقة: غاز المركبات يوفر 50% من كلفة البنزين والديزل "رئيس لجنة جرش" يتفقد عدداً من المواقع الخدمية والرقابية بالمحافظة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في جرش القوات المسلحة تنزل 62 طن مساعدات جديدة إلى غزة مكتبة درب المعرفة بـ"شومان" تنظم مهرجان "العودة إلى المدارس" الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
القسم : بوابة الحقيقة
طريق الاصلاح واضح
نشر بتاريخ : 6/20/2021 12:29:27 PM
د هايل ودعان الدعجة

 

 

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

لا اظن ان احدا يجهل او لا يعرف الكيفية التي يجب ان تكون عليها القوانين والتشريعات الناظمة للعملية السياسية في الاردن ، حتى تستقيم الامور ويتحقق الاصلاح الذي نريد ، بما في ذلك مطبخ القرار الاردني نفسه . في تأكيد على ان تطبيق الاصلاح المنشود مرهون بتوفر ارادة سياسية حقيقية . ولو طبقنا هذا الكلام على قانون الانتخاب وحده مثلا ، بوصفه مفتاح الاصلاح ومحوره وجوهره ، فلربما اكتشفنا او لاحظنا غياب مثل هذه الارادة من خلال طبيعة ونوعية القوانين الانتخابية التي اقرت وجرت على اساسها الانتخابات النيابية منذ مجلس النواب الثاني عشر ١٩٩٣ . وهي القوانين التي كرست كل شيء ليس له علاقة بالاصلاح ولا بتطوير الحياة النيابية وتفعيل دورها في المشهد السياسي والديمقراطي الوطني ، عندما انحرفت بها عن مسار الاصلاح الصحيح ، وجعلتها رهينة الاداء الفردي والمصلحي على حساب الاداء المؤسسي البرامجي الكفيل بانضاج هذا الاداء وتفعيله وتطويره ، وبالتالي تقوية المؤسسة التشريعية ، وتعزيز حضورها في الساحة السياسية الاردنية ، كمكون من مكونات النظام السياسي الاردني ، وكقاعدة دستورية يقوم عليها نظام الحكم النيابي الملكي الوراثي في الاردن . لذلك فقد يكون من المستغرب تشكيل العديد من اللجان او ما هو على شاكلتها وبمسميات مختلفة باسم الاصلاح ، مع ان طريقه واضح ولا يحتاج الى كل هذه المحاولات والاجتهادات . وبما ان التحدي الاكبر الذي يواجه الدولة بمؤسساتها المختلفة يتمثل في زيادة هامش فقدان الثقة الشعبية بها ، فان منطق الامور يحتم عليها اشراك المواطن وادماجه بالعملية السياسية وادارة الشأن العام من خلال قنوات وادوات واضحة مثل الانتخابات ، وجعله يتحمل المسؤولية ، دون تدخلات او عبث بميوله وتوجهاته الانتخابية ، خاصة انها عاجزة عن تحقيق طموحاته وتطلعاته . فكلما زاد تفردها بادارةالمشهد ، كلما اتسعت دائرة عدم الثقة الشعبية بها على وقع فشلها وعدم قدرتها على ادارته . اضافة الى امعانها في التمسك بعناصر وشخصيات معينة في مواقع المسؤولية ، رغم انها لا تحظى بالقبول الشعبي وتحوم حولها الشبهات ، لدرجة اقحام بعضها في منظومة الاصلاح نفسها . وعليه فلا بد من الاستئناس برأي المواطن والاخذ به ، والتعاطي معه كمرجعية عند اختيار المسؤولين ، الذين يفترض انهم يعملون على خدمته ومن اجل تحقيق مصالحه وتطلعاته ، وان من باب اولى ان تكون له كلمة في اختيار من يمثله وينوب عنه ويعمل من اجله ، خاصة وان لديه قاعدة معلومات عن معظم هؤلاء المسؤولين وقد خبرهم ويعرفهم ، ويستطيع ان يقيمهم ويحكم عليهم وعلى ادائهم ومدى اهليتهم لادارة المواقع التي يشغلونها ، والتي لها انعكاسا عليه كمواطن وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والصحية والتعليمية وغيرها . وبالتالي يصبح من المستهجن ان لا يتم مراعاة ذلك والاخذ برأيه واحترامه عند اختيار من يتولى شؤونه ومصالحه ، والضرب بها عرض الحائط من منطلق العناد او المجاكرة ، وان الدولة بمؤسساتها المختلفة لا تعمل تحت تأثير الضغوطات والمطالب الشعبية ولا تخضع لها . مع ان الاصل ان تنظر لها باعتبارها مسألة إصلاحية وديمقراطية اساسها وهدفها المشاركة الشعبية في العملية السياسية وصناعة القرار ومن منطلق ان الامة مصدر السلطات . وهذا يقودنا الى ضرورة اقتناع مطبخ القرار باهمية الاصلاح ومخرجاته ، وبانه يمثل مصلحة وطنية كفيلة بتقوية مؤسسات الدولة وبنظامها السياسي ، وان الاداة الانتخابية بوصفها احد اهم ادواته من شأنها رفد المشهد الوطني بعناصر جديدة اساسها الكفاءة والجدارة وتوسيع هامش الخيارات الكفيلة بادارة هذا المشهد بما يضمن تحقيق الصالح العام ، وسط حالة  من الرضا الشعبي والثقة الشعبية بمؤسسات الدولة المختلفة .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025