تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
رمال الجنوب
نشر بتاريخ : 6/5/2021 11:58:09 AM
د. بتي السقرات


من الجنوب ،و هل تدرين ما الوجعُ؟!

وهل تبقّى إلى الأحزان متّسعُ؟!

لطالما كانت رياح الجنوب تحمل لي بعض أبيات شعر يؤلمني بعضها و يفرحني الآخر

وكانت تنقل أخبارا و تروي الحكايات عن ماضٍ ليس بالبعيد كان فيه الجنوب حاضنا لعاصمة الأردن الأولى و كان فيه الجنوب انطلاقة لطلائع الدولة الأردنية و كما هي الرياح دوما تسابق في نقل الأخبار فهي تنبىء بالمطر و تنبىء بالأزهار فهي تحمل معها أيضا الشكوى والأنين.

تسألني رياح الجنوب مستنكرة ! لماذا هذه القطيعة مع رمالي ؟ وهي التي تتكشف بسماكات كبيرة و تتميز بنقاء شديد فمليارات الأطنان تتواجد على سطح أرض الجنوب وهناك الأكثر منه بين ثناياها ، رمال السليكا في جنوب الأردن مهملة وهي التي تتميز عملية تعدينها بالسهولة و البساطة و بطرق غير مكلفة نسبيا، أين أبناء الوطن وحكوماتنا والمستثمرين منها؟.

رياح الجنوب و باستنكارها هذا جعلتني أتذكر جهود أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم وزملائي الجيولوجيين الذين درسوا هذه الخامات ومنهم من تغنى فيها  فأذكر ما قاله أ.د. عيسى مخلوف أستاذ الصخور الرسوبية في وصف جميل لهذه الرمال حتى يسهّل على طلبته تذكرها

الرمل أبيض ناصعٌ ....و الصخر يُدعى صخر ديسي .......يزهو برمٍ طيفه .......و يتيه فخراً في الطويسي.

  لكن رمال السليكا والتي تتواجد في الديسي ،رأس النقب ، العقبة وشمال البتراء وفي مواقع أخرى والتي درست وحللت وتغنينا بها لم تستغل وكان الأجدر أن يستثمر فيها فهي ثروة لما لها من دور في صناعات عديدة كالزجاج والألياف الزجاجية ، زجاج البصريات ، فلاتر التنقية ، الدهانات والكثير الكثير من الصناعات التي يمكن أن تكون تنافسيتها في الأسواق العالمية كبيرة جدا .

وهذه المواقع في الجنوب والغنية برمال السيليكا تعد الأفضل أيضا لإمكانية الإعتماد على الطاقة الشمسية و طاقة الرياح لخفض تكلفة توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع

والتي تعتبر عائقا كبيرا في وجه المستثمرين.

رياح الجنوب التي حملت لي بيت الشعر الذي يذكرني بالوجع سمعتها تنادي مذكرة لي بأنها تركت خلفها أكوام وأكوام من تلك الرمال التي تعد الأنقى والأصفى كنقاء و صفاء قلوب أبناء ذلك الإقليم و أبناء الأردن الحبيب و براقة بالسيليكا كبريق أعينهم التي تسعى دوما نحو أمن الوطن وسلامته.

رياح الجنوب جاءت تقول هلموا عودوا إلي لننعم ونستثمر في هذه الثروة ، عودوا لأرضي وما فيها ،للإستعانة بهذه الخيرات لدعم الوطن و أهله في ظل عجز ودين أرهقت الحرث و النسل ، عودوا لهذه الثروة حتى ننتج سوية عشرات الصناعات التحويلية التي ستعود بالخير والنفع على اقتصادنا ولتعظيم القيمة المضافة في إحداث التنمية في الجنوب وتشغيل الأيدي العاملة وخفض معدلات البطالة التي أرهقت شبابنا و قتلت طموحهم.

رياح الجنوب تخاطبني دوما وتعلم أني تلك "الجنوبية الحالمة" التي ترى أن هذه الأحلام ستتحقق يوما ما وسيزدهر الجنوب و تنتقل حبوب اللقاح عبر رياحه لبقية أرجاء الوطن فيزهر كله.

 

* الجامعة الأردنية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023