تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
صعود اليمين المتطرف في أوروبا
نشر بتاريخ : 12/17/2016 6:26:55 PM
د هايل ودعان الدعجة


بقلم: د هايل ودعان الدعجة

لا ندري بماذا نفسر الموجات المتطرفة التي اجتاحت المجتمعات الغربية مؤخرا بشكل أخذ يهدد أنظمتها الديمقراطية ومنظومتها القيمية الليبرالية بالانحسار وربما بالانهيار في ظل صعود الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة في هذه المجتمعات ، وزيادة شعبيتها وفرص فوزها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في بلدانها واحتمال فوزها بمقاعد اضافية في الاتحاد البرلماني الاوروبي بشكل لافت ومؤثر ، وذلك على وقع تصاعد حدة خطاب الكراهية والخوف والعنصرية لدى هذه الأحزاب التي تتصف بالتعصب القومي والديني من خلال مناهضتها للهجرة ومعاداتها وتحريضها ضد الإسلام ، ومحاولة تعزيز النزعة القومية والانفصال عن اوروبا ، حيث استطاعت التأثير في الناخب الغربي وميوله ، وجعلته يؤيد طروحاتها وبرامجها وافكارها الراديكالية ، التي قد تنسف الصروح الديمقراطية التي شيدتها هذه المجتمعات واستغرقت في سبيل انجازها أزمنة طويلة  ، حتى غدت نماذج حضارية تطلع شعوب الدول الأخرى الى الاقتداء بها وتطبيقها . وان ما يبعث على الحيرة والاستغراب الاستجابة الشعبية السريعة مع هذه الافكار المتطرفة ، وفي مجتمعات أعتقدنا انها محصنة ديمقراطيا وحضاريا وانسانيا . فاذا بنا امام حالة متناقضة تستحق التوقف في ظل هذا التحول المفاجىء في ذهنية المواطن الأوروبي الذي اعتقدنا أنه نشأ على المفاهيم والمبادئ الديمقراطية من تسامح وحرية وتعددية وقبول الاخر ، وباتت من مكونات شخصيته (الحضارية) ، وذلك قبل ان يسقط في ظلمة خطاب الكراهية بمجرد ان وجد نفسه امام اختبار حقيقي لبيان مدى استعداده وتقبله لممارسة شعارات الديمقراطية والإنسانية التي تبناها وأطلقها وحمل لواء الدفاع عنها على ارض الواقع ، فاذا به يفشل في هذا الاختبار الواقعي ، عندما تكشفت الامور وتبين انه لا يستطيع تطبيق ما يطلبه من غيره على نفسه وفي بلده المنتمي للمنظومة الغربية ، التي طالما رهنت إقامة علاقات مع الدول الأخرى ‘ خاصة دول العالم الثالث ، على مدى مراعاتها واحترامها وتطبيقها لهذه الشعارات ، حتى انها كانت تشترط تقديم المعونات والمساعدات وتبدي استعدادها لشن الحروب ، دفاعا عن هذه القيم وضمان نشرها في أكبر عدد من الدول التي تعتبرها متخلفة . فاذا بنا امام معطيات ومواقف متناقضة ومخادعة سرعان ما تبين زيفها امام هذه الوقائع العنصرية الصادمة .

 لقد لاحظنا انه وبمجرد الإعلان عن فوز دونالد ترامب بأنتخابات الرئاسة الامريكية على وقع خطاب شعبوي غير معهود يثير المخاوف من الأقليات والهجرة واللاجئين ، وانسحاب بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي ، فقد جرى توظيف هذين الحدثين من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا في توسيع قاعدتها الانتخابية واجتذاب المواطن الأوروبي للتصويت لصالحها بعد ان زرعت فيه الخوف على مستقبله وهويته وثقافته ووجه اوروبا الديني (المسيحي) وخريطتها الديمغرافية من خلال تأليبه وتحريضه ضد الاقليات والهجرة واللجوء الى القارة الأوروبية التي زادت نتيجة ثورات الربيع العربي ، ومعاداة التعددية والتنوع والعولمة واليورو والوحدة الأوروبية ، والتعاطي معها كأسباب للازمة المالية العالمية 2008 ، وتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع حجم البطالة في أوروبا ، نتيجة الضغط الذي تشكله على سوق العمل . في إشارة الى ان صعود اليمين المتطرف ، وتأييد خطابه العنصري يمثل احتجاجا على السياسات الحكومية التقليدية ، وتغيرا في المزاج العام الاوروبي ، ويعبر ايضا عن مخاض سياسي جديد في المجتمعات الغربية قد يقود الى احداث تغيرات في الخارطة السياسية لهذه المجتمعات ، بطريقة قد تؤثر في مستقبل الأنظمة السياسية والمنظومة القيمية الديمقراطية فيها في ظل الزيادة اللافتة في شعبية هذه الأحزاب المتطرفة ، كحزب الجبهة الوطنية في فرنسا ( زعيمته مارين لوبان من المرشحين الاوفر حظا بالفوز في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها العام المقبل) ، وحزب البديل في المانيا ( حل ثانيا وتقدم على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في الانتخابات الإقليمية في شمال شرق البلاد في ثلاث ولايات ) ، وحزب الحرية في النمسا ( خسر رئيسه نوربرت هوفر الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا بفارق 16الف صوت حيث حصل على 49.7% ، وحصل الحزب على 40 مقعدا من اصل 183 مقعدا في المجلس الوطني ) ، وحزب الفجر الذهبي في اليونان ( حل ثالثا في الانتخابات التشريعية )  وحزب الشعب في سويسرا ( حصل على حوالي 30% من الأصوات في الانتخابات التشريعية ) ، وحزب الحرية في هولندا ( زعيمه خيرت فيلدرز المعادي للاسلام ) وحزب الاستقلال في بريطانيا  . ما يؤشر الى انتشار خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف في المجتمعات الغربية بصورة قد تشعل الصراعات الحضارية والدينية في الساحة العالمية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023