تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
غياب الموضوعية في تحليلاتنا ومواقفنا
نشر بتاريخ : 2/17/2021 1:02:38 PM
د هايل ودعان الدعجة

اكثر ما يميز الاحداث التي شهدتها المنطقة والعالم في السنوات الأخيرة ، سخونتها وكثرتها وشموليتها ، والحيز الاعلامي الذي شغلته عبر محطات ووسائل اعلام مختلفة . كان اللافت فيها التغطية الشعبية معبرا عنها في منصات التواصل الاجتماعي ، التي وضعتنا بصورة كيف يتعامل المواطن مع هذه الاحداث ويقيمها ويتابعها ويعلق عليها ، ولأن التفاوت وعدم التوافق في الاراء والمواقف حيالها شكلا سمة بارزة ، بات من المنطقي الاقرار بصعوبة الوصول الى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لفهم الكيفية التي يفكر بها هذا المواطن ويحكم من خلالها على الامور ، منطلقا من خلفيته الفكرية والثقافية ودورها في تحديد موقفه او رأيه مما يجري حوله . مما يجعل من الاحكام والمواقف المسبقة ( والشخصية ) هي السمة الغالبة  . وهي تمثل صفة مشتركة بين الكثير من الفئات والشرائح المجتمعية وتحديدا في مجتمعنا ، وذلك بغض النظر عن مستواها التعليمي او الثقافي او السياسي . لذلك لا نستطيع ان نطلق وصف تحليل علمي وموضوعي على ما يقوله او نسمعه من الاشخاص تعليقا على الاحداث الجارية عبر وسائل الاعلام المختلفة خاصة منصات التواصل ، والتي هي اقرب ما تكون من اراء ووجهات نظر شخصية لها علاقة بمواقفهم او بخلفياتهم منها اصلا .

الامر الذي يمكن اسقاطه على الندوات والمحاضرات واللقاءات والحوارات التي يتم تنظيمها لمناقشة هذه الاحداث ، وحتى الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية المختصة بالعلوم السياسية تحديدا ، التي سيكون فيها الطالب او المتلقي تحت رحمة المعلومة التي يقدمها له الشخص المحاضر والتي تعكس وجهة نظره الشخصية من القضية المطروحة . وهنا ستثار بعض الاسئلة .. كيف سيتم التعاطي الجامعي في مجال العلوم السياسية والدراسات الدولية مثلا مع القضايا الراهنة .. وكيف سيتعلم الطالب .. وكيف سيجيب عن اسئلة الامتحان .. وهل يمكنه التعبير عن رأيه .. ام انه سيكون مقيدا برأي استاذه الذي يعكس موقفه الشخصي من المادة موضوع الدراسة من اجل الحصول على العلامة ..  وكيف سيكتسب معلومة ترتقي الى مستوى المعلومة المفيدة والتحليلية والحيادية ؟ .

والحال ينطبق عند تداول ( ومناقشة ) احداث وقضايا محلية وعربية واقليمية ودولية مختلفة على منصات التواصل من واتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها .. فكل طرف يتناول الموضوع المثار من وجهة نظره الشخصية ، ويريد تسويقها على الاخرين بوصفها الحقيقة .. وان ما يقوله ويطرحه هو الصواب .. وغيره غلط ، دون مراعاة للرأي الاخر واحترامه . ويصل به الامر حد التناقض مع نفسه .. ففي الوقت الذي   يطالب فيه بالديمقراطية واحترام الرأي .. والرأي الاخر ، فهو ابعد ما يكون عن تطبيق ذلك وقد تجد في داخله ( معشعش ) دكتاتور ، جعل منه شخصية قمعية ، اسيرة العصبية والغضب وهي تهاجم الاخر وتنكر عليه حقه في التعبير عن رأيه او موقفه ، متأثرة بافكار وطروحات التيارات والمذاهب والايديولوجيات والمؤسسات السياسية والفكرية والحزبية والتنظيمية التي تنتمي لها .. وتريد فرضها على الآخرين ، .. ومن موقع الواثق الذي لا يشق لرأيه غبار . وهكذا هو تعاطينا مع القضايا والملفات التي تخصنا ، والتي من الصعب ان نعالجها ونجد  حلولا لها ، طالما لا يوجد بيننا تفاهمات وتوافقات حولها ، مما جعل منها بيئة خصبة لترويج الاشاعات واثارة الخلافات والانقسامات بيننا  .. وهذا ما يراهن عليه اعداؤنا وخصومنا في هذه الايام .. واظنهم - ومع كل الأسف - نجحوا في ذلك .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023