الملك وبايدن يعقدان اجتماعًا خاصًا الأسبوع المقبل الاتحاد الأوروبي يدين هجوم مستوطنين على قافلتي مساعدات أردنية متجهتين إلى غزة وفاة عشريني غرقًا في سد كفرنجه رويترز: حماس تؤكد أن وفدها سيزور القاهرة السبت (ميتفورمين) يقلل كمية فيروس كورونا في الجسم مشاركة عزاء من اللواء مأمون أبو نوّار بوفاة الداعية د. عصام العطار حزب العمال البريطاني يطالب بانتخابات تشريعية بعد تفوّقه في المحلية الحسين إربد يجتاز الأهلي ويحافظ على الصداره الملك يهاتف رئيس دولة الإمارات معزيًا بوفاة الشيخ طحنون الأردن يتقدم 14 مرتبة في مؤشر الحريات الصحفية مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن جمعية سواعد الاخاء بجرش تكرم عمال الوطن بمناسبة يوم العمال الملكة تستنكر "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الفلسطينيين وزيرة التنمية ترعى افتتاح سوق الكرك الاسبوعي التراثي الحرفي - سوق جارة القلعة - صور قصف على رفح وحماس تحضر ردها على مقترح الهدنة

القسم : بوابة الحقيقة
غياب الموضوعية في تحليلاتنا ومواقفنا
نشر بتاريخ : 2/17/2021 1:02:38 PM
د هايل ودعان الدعجة

اكثر ما يميز الاحداث التي شهدتها المنطقة والعالم في السنوات الأخيرة ، سخونتها وكثرتها وشموليتها ، والحيز الاعلامي الذي شغلته عبر محطات ووسائل اعلام مختلفة . كان اللافت فيها التغطية الشعبية معبرا عنها في منصات التواصل الاجتماعي ، التي وضعتنا بصورة كيف يتعامل المواطن مع هذه الاحداث ويقيمها ويتابعها ويعلق عليها ، ولأن التفاوت وعدم التوافق في الاراء والمواقف حيالها شكلا سمة بارزة ، بات من المنطقي الاقرار بصعوبة الوصول الى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لفهم الكيفية التي يفكر بها هذا المواطن ويحكم من خلالها على الامور ، منطلقا من خلفيته الفكرية والثقافية ودورها في تحديد موقفه او رأيه مما يجري حوله . مما يجعل من الاحكام والمواقف المسبقة ( والشخصية ) هي السمة الغالبة  . وهي تمثل صفة مشتركة بين الكثير من الفئات والشرائح المجتمعية وتحديدا في مجتمعنا ، وذلك بغض النظر عن مستواها التعليمي او الثقافي او السياسي . لذلك لا نستطيع ان نطلق وصف تحليل علمي وموضوعي على ما يقوله او نسمعه من الاشخاص تعليقا على الاحداث الجارية عبر وسائل الاعلام المختلفة خاصة منصات التواصل ، والتي هي اقرب ما تكون من اراء ووجهات نظر شخصية لها علاقة بمواقفهم او بخلفياتهم منها اصلا .

الامر الذي يمكن اسقاطه على الندوات والمحاضرات واللقاءات والحوارات التي يتم تنظيمها لمناقشة هذه الاحداث ، وحتى الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية المختصة بالعلوم السياسية تحديدا ، التي سيكون فيها الطالب او المتلقي تحت رحمة المعلومة التي يقدمها له الشخص المحاضر والتي تعكس وجهة نظره الشخصية من القضية المطروحة . وهنا ستثار بعض الاسئلة .. كيف سيتم التعاطي الجامعي في مجال العلوم السياسية والدراسات الدولية مثلا مع القضايا الراهنة .. وكيف سيتعلم الطالب .. وكيف سيجيب عن اسئلة الامتحان .. وهل يمكنه التعبير عن رأيه .. ام انه سيكون مقيدا برأي استاذه الذي يعكس موقفه الشخصي من المادة موضوع الدراسة من اجل الحصول على العلامة ..  وكيف سيكتسب معلومة ترتقي الى مستوى المعلومة المفيدة والتحليلية والحيادية ؟ .

والحال ينطبق عند تداول ( ومناقشة ) احداث وقضايا محلية وعربية واقليمية ودولية مختلفة على منصات التواصل من واتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها .. فكل طرف يتناول الموضوع المثار من وجهة نظره الشخصية ، ويريد تسويقها على الاخرين بوصفها الحقيقة .. وان ما يقوله ويطرحه هو الصواب .. وغيره غلط ، دون مراعاة للرأي الاخر واحترامه . ويصل به الامر حد التناقض مع نفسه .. ففي الوقت الذي   يطالب فيه بالديمقراطية واحترام الرأي .. والرأي الاخر ، فهو ابعد ما يكون عن تطبيق ذلك وقد تجد في داخله ( معشعش ) دكتاتور ، جعل منه شخصية قمعية ، اسيرة العصبية والغضب وهي تهاجم الاخر وتنكر عليه حقه في التعبير عن رأيه او موقفه ، متأثرة بافكار وطروحات التيارات والمذاهب والايديولوجيات والمؤسسات السياسية والفكرية والحزبية والتنظيمية التي تنتمي لها .. وتريد فرضها على الآخرين ، .. ومن موقع الواثق الذي لا يشق لرأيه غبار . وهكذا هو تعاطينا مع القضايا والملفات التي تخصنا ، والتي من الصعب ان نعالجها ونجد  حلولا لها ، طالما لا يوجد بيننا تفاهمات وتوافقات حولها ، مما جعل منها بيئة خصبة لترويج الاشاعات واثارة الخلافات والانقسامات بيننا  .. وهذا ما يراهن عليه اعداؤنا وخصومنا في هذه الايام .. واظنهم - ومع كل الأسف - نجحوا في ذلك .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023