تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
لماذا يخشى المسؤول التغيير؟
نشر بتاريخ : 2/6/2021 1:50:02 PM
د هايل ودعان الدعجة

لا اعتقد ان هناك مشكلة في تشخيص الحالة الاردنية ، وما يعتريها من تحديات وصعوبات ، بدليل ما يتم طرحه ووضعه من حلول وخطط وبرامج تجعلك تشعر ان الجهات الحكومية والرسمية التي طرحتها ووضعتها بصورة هذه الحالة  . ومع ذلك تبقى هذه الافكار  والخطط حبرا على ورق ودون ترجمة ، ودائما ما تنتهي باستقالة الحكومات التي اعدتها  .. وهو ما يعتبر قاسما مشتركا بين معظم الحكومات تقريبا، التي عدا عن افتقارها للاليات الكفيلة بترجمة هذه التصورات والطروحات على ارض الواقع ، فانها ايضا تؤكد على عدم امتلاكها الارادة الحقيقة  لاحداث التغيير المطلوب . ربما لان في ذلك مخاطرة او مجازفة قد تجعلها تصل الى قناعة بعدم الخوض فيها ، طالما ان الحكومات المتعاقبة لم تجازف بذلك ، ودون ان يترتب عليها اي مسؤولية او تخضع لمحاسبة او مساءلة عن عدم تنفيذها لوعودها والتزاماتها . وقد يذهب بعض المسؤولين بتفكيره بعيدا لدرجة القناعة او الاطمئنان بان فرصة العودة الى المناصب تبقى قائمة حتى لو انه استقال دون ان يقدم اي انجاز او ان يطبق ما وعد به ،  وان المحاسبة والمساءلة معطلة .. وان الذاكرة ضعيفة ايضا . وبذلك يكون قد اختار الطريق المضمون كما يعتقد ،  الذي يبقي عليه في دائرة الاسماء المتداولة والمرشحة لتولي المناصب الرسمية والحكومية دون اي عناء ، وحتى بعد الاستقالة ، التي هي اشبه ما تكون باستراحة يكون حريصا خلالها ايضا على الالتزام بالصمت ، حتى وان كان يمتلك المعلومة او الحقيقة الكفيلة بالاجابة او بالرد او بتوضيح ما يثار من اشاعات حول قضايا محلية تحديدا على وسائل الاعلام المختلفة خاصة منصات التواصل الاجتماعي .

هو هنا ليس بحاجة الى من يقنعه بجدوى ( السكوت ) ، حتى وان كان ذلك على حساب مصالح البلد وسمعته وامنه ، طالما انه اتخذ قرار الصمت من واقع  تجربة شخصية او بنصيحة غيره ممكن سبق له ان خاض نفس التجربة .

الامر الذي يفسر صعوبة تغيير النهج الذي نطالب به ، وحرص بعض المسؤولين على ابقاء الوضع على ما هو عليه ، بعد ان علق في تفكيره ان التغيير او المبادرة به ،  قد يكون مكلفا وينطوي على ثمن باهظ هو في غنى عن دفعه .

عندها سيفضل او يميل الى عدم المجازفة وسوف يختار الطريق الافضل والاكثر امانا بالنسبة له الى المناصب او مداورتها ، وهي طريق التزام الصمت ( وعدم التدخل فيما لا يعنيه ..!!! ) ، طالما ان مصلحته تتقدم على مصلحة الوطن .. وطالما ان هناك من كرس لديه وغرس في ذهنه مثل هذا الانطباع السلبي المغاير  للحس الوطني والمسؤولية الوطنية .. لذلك ليس مستغربا ان لا يلبي نداء الواجب اذا ما احتاجه الوطن .. وقد اعتاد ان يأخذ منه لا ان يعطيه او يفتديه .. وطالما ان طريق المناصب او العودة لها مضمونة ، وذلك رغم مواقفه وادواره السلبية .

الامر الذي يتطلب من مطبخ القرار الاردني وضع حد لهذه الظاهرة السلبية ( المعشعشة ) في عقلية بعض المسؤولين ، والتي تحد من التغيير والتجديد والتطوير ، والتأكيد على ان مواقع المسؤولية ليست للصامتين والمتفرجين والمتخاذلين  ، وانما هي لمن يعمل ويجتهد ويراعي المصلحة الوطنية ويؤمن ويمتلك ارادة التغيير كعنوان للعطاء والانجاز  ، ويتعاطى مع القضايا الوطنية من موقع المسؤول المتفاعل والمشارك والمدافع عنها في وجه الاشاعات والاساءات . كما ولا بد من تفعيل دور المؤسسات الرقابية وفي مقدمة ذلك المؤسسة البرلمانية عبر تفعيل ادواتها الرقابية الدستورية على اداء الجهات الحكومية والرسمية واعمالها ، وضمان الوصول الى هذه الفئة من المسؤولين التي اتخذت من الصمت والتخاذل  والهروب من المسؤولية طريقا لها لتولي المناصب والعودة لها .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023