تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
لقاح كورونا.. ثقافة وحصانة مجتمعية
نشر بتاريخ : 1/21/2021 7:06:37 PM
د. رهام زهير المومني

الدكتورة رهام زهير المومني

 

في بداية الجائحة كانت الكورونا وهم وخيال إلى أن أصبحت حقيقة وواقع مريرعانت منه البشرية، وما بين البداية والنهاية الكثير من الأحداث التي تُروى والمآسي التي عانينا منها بسبب الجائحة، والتضحيات التي قُدمت ليبقى الجميع بخير، إلى أن سارعت الدول وإجتهد العلماء في أبحاثهم وتجاربهم لتصنيع وإختبار اللقاح الذي أطلق عليه البعض (بنظرية المؤامرة) وإنشغلت المجالس ووسائل التواصل الإجتماعي بموضوع اللقاحات المتوفرة وأنواعها وجودتها ضد الفيروس وآثاره، فكان منهم المؤيدين (الذين آمنوا بالعلم والعلماء) ومنهم المعارضين الذين شكلوا الجزء الأكبر في التشكيك باللقاح.

منذ الأزل والأمراض منتشرة ولم يخلق الله الداء إلآ وأوجد معه الدواء، فكثير من الأمراض المُعدية أفتكت بشعوب، وكم من شعوب شفيت به، والكورونا مثلها مثل باقي الأمراض لكن الفرق هو سرعة الإنتشار، والخطورة تكمن في عدم جاهزية القطاع الصحي والضغط الكبير عليه في الدول الغنية والمتقدمة قبل الفقيرة، وحفاظاً عليه من الإنهيار لجأت الدول إلى حزمة إغلاقات على أثرها إنهار الإقتصاد العالمي وأُغلقت الحدود الجغرافية بين الدول وفقدنا مفهوم العولمة لفترة وكأن العالم عاش بظلام مدقع، ففقد السيطرة وشُّلت الحركة، ولأجل تقليل هذه الآثار السلبية من جراء الجائحة وتقليل سرعة الإنتشار فُرضت القوانين الصارمة وقوانين الدفاع والإلتزام بإجراءات السلامة العامة والتباعد الجسدي وإيقاف كل الفعاليات التي تستدعي وجود تجمعات بشرية حفاظاً على الأرواح وحماية لمجتمعاتنا والتخفيف على القطاع الصحي والأمني وغيره، حيث أن تقدم أي بلد وإزدهاره ونموه يُقاس بمدى قدرة قطاعه الصحي على معالجة المرضى وإستيعاب الأعداد وتجاوز الصعاب.

أننا في الأردن جزء من هذا العالم الكبير بمساحته، لكنه فعليا قريه صغيره منفتحه على بعضها في ظل التقنيات المتاحة من وسائل نقل وإتصالات إضافة لمصالحها المشتركة، وهذا الأمر يدفعنا ويحفزنا دون أي تردد لأن نكون مساهمين فعليا في الجهود التي تُبذل من قبل جميع الدول لمحاصرة الوباء سواء بالإلتزام بشروط السلامة العامة مثل التباعد الجسدي وإرتداء الكمامة والإلتزام بالحياة الصحية المثلى وتغيير العادات السلبية التي تعودنا عليها، أو بتحصين أجسادنا باللقاح الذي أصبح ضرورة ووسيلة للتصدي للوباء، بعد أن أستنزفت جهود العلماء وموازنات بعض الدول في محاولة لإنقاذ البشرية من هذا الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها، لكي نعود ونستمتع بحياتنا ونتواصل جسديا وإجتماعيا بكل راحة وأمان، لنصبح شعوب أكثر وعياً وقدرة على تجاوز الصعوبات والتحديات ولنحول التهديدات الى فرص، كل هذا لن يكفي إذا لم تكن عندنا القناعة والإيمان بقرارات الحكومات التي تأخذها حفاظاً على شعوبها، ولنبقى بخير ونحمي أنفسنا وأوطاننا وأحبائنا يجب علينا أن نتكاتف جميعاً أفرادً وأُسر ومؤسسات وحكومات ونشجع بعضنا لأخذ المطعوم الذي هو مسؤولية الدولة... توفره لمواطنيها حسب الأولوية والحاجة، والتشكيك فيه مرفوض جملة وتفصيلاً فكيف للأم أن تدّس السُّم لأبنائها فهل هذا كلامٌ يعقل؟

قطاعاتنا بمختلف مستوياتها وأصنافها أُغلقت، أعمالنا إنهارت وأصبحت في مرحلة الإنعاش، ولكي لا تفقد الحياة يجب أن نبدأ بأنفسنا بأخذ المطعوم لأنه الحل الأول والأخير، وتلقي اللقاح يكّون أجسام مضادة، وبدأت بنفسي بالتسجيل بالنافذه التي أطلقتها وزارة الصحة على موقعها الإلكتروني مُبيّنة كافة الإجراءات وكيفية التسجيل وإختيار المركز الصحي المراد أخذ اللقاح فيه والوضع الصحي للفرد مروراً إلى الأولوية لمن سيأخذه، ومع أنني أُصبت سابقا بالفيروس، فتكونت لدّي أجسام مضادة، إلا أنني مؤمنة بأن اللقاح هو الحل والأمان، فالقرار لنا لنحمي عائلاتنا والقرار لهم ليعملوا ويجتهدوا بأبحاثهم وعلمهم.

ومن المحيّر توفر عدد كبير من أنواع اللقاح وهذا لا يعني عدم فاعلية وصحة وجودة اللقاح، عندما تتخذ الحكومات قراراً بتوفير أنواع مختلفة منه، فهي تتبع الإجراءات السليمة والممنهجة وتُخضع كل شيء لموافقة منظمة الصحة العالمية، فلا داعي للخوف من اللقاح والآثار الجانبية له لأن حدوث الصداع والتعب وإرتفاع الحرارة أبسط بكثير من خطر الإصابة بالفيروس، فهو طوق النجاة لمعظم دول العالم ونتائج تجارب اللقاح في مراحلة ممتازة وأثبت فعالية عالية.

التشكيك باللقاح وجودته أمر مزعج، فهو تشتيت للجهود المبذولة وتقليل من قيمة العلم والعلماء، وتشكيك بالجهاز الطبي الذي يعمل بجهد وحرفيه على حساب نفسه وعائلته، وتشكيك بالحكومة التي لن تساوم على صحة مواطنيها، فالدولة لا تتاجر بصحتهم دون التأكد من سلامة ونجاعة اللقاح، وقد كان جلالة الملك حفظه الله ومازال قدوة لنا جميعا بقيادته الحكيمة وأخذه للقاح أكبر دليل على سلامته وصحته، فالحكومة لها القدرة على التصرف والنظر بعقلانية وحُب، وتتطلع إلى إنتهاء الجائحة ولن تنتهي إلآ إذا تكاتفنا معنا وأنقذنا أنفسنا بتلقي اللقاح بدلاً من خسارة من نحب.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023