تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
استعادة الثقة بمجلس النواب مرهونة بتفعيل دوره الرقابي
نشر بتاريخ : 12/14/2020 4:25:34 PM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

اللافت في اداء مجالس النواب تركيزها على البعد التشريعي على حساب البعد الرقابي . ورغم ذلك فان المواطن لا يكون بصورة النقاشات والجهود الكبيرة التي تبذلها اللجان النيابية ، التي باتت تشكل مطبخ التشريع ، وتشهد النقاشات المختلفة المتعلقة بالتشريعات والقوانين وتشبعها بحثا من خلال اللقاءات النقاشية والحوارية المتعددة التي تعقدها مع الاشخاص والجهات ذات العلاقة . وذلك بسبب عدم تغطية هذا الدور التشريعي الكبير الذي تقوم به اعلاميا ، وبالتالي فان من الطبيعي ان يكون الحكم على الاداء النيابي في هذا الجانب التشريعي مقتصرا على ما يتم عرضه وتداوله من قبل اعضاء المجلس ، والذي بالكاد يذكر اذا ما قورن بما تقوم به اللجان بوصفها مطبخ التشريع من جهد ونشاط كبيرين . عدا عن العقدة او النظرة السلبية وما يصاحبها من تعليقات ( ساخرة ) من قبل بعض المواطنين لكل شيء يتعلق بالتصويت تحت القبة ، خاصة عندما تكون نتيجته بالموافقة . يترافق ذلك مع ما يمكن ملاحظته من عدم اهتمام ومتابعة من قبل الشارع الاردني للجانب التشريعي على اهميته اصلا ، وميله أكثر الى ما يتم من نقاشات ومداولات حول قضايا وملفات اخرى تحت القبة ، وما قد يصاحبها من مناكفات ومشادات وخلافات واشكاليات احيانا . وان هذه النقاشات غالبا ما تثار بفعل الدور الرقابي الذي يمارسه مجلس النواب من خلال الادوات الرقابية التي يمتلكها في تعامله مع الحكومة ومتابعته لأدائها واليات عملها ، كالأسئلة والاستجوابات وطلبات المناقشة والمذكرات المختلفة ( وبند ما يستجد من اعمال ) وغيرها ، والتي تمثل ضوابط ومعايير من اجل ضبط اداء الحكومة وتوجيهه الى المسار الصحيح ، بطريقة تجعلها تشعر بانها تحت مجهر رقابة المجلس ، الذي سيشعر نتيجة لذلك باهتمام القواعد الشعبية ورضاها عن أدائه . الامر الذي يتطلب من رئاسة المجلس ايلاء الدور الرقابي الكثير من الاهتمام عبر تكثيف الجلسات الرقابية ومساواتها بالجلسات التشريعية مثلا ، وتفعيل الادوات الرقابية التي تعكس اهتماما نيابيا بقضايا وطنية مختلفة ، يفترض ان يكون المجلس بصورتها ، وبصورة موقف الحكومة وسياستها منها وكيفية تعاطيها معها .

 

مما يتطلب من رئاسة المجلس ايضا ، مطالبة الحكومة والزامها بالاجابة على الأسئلة النيابية والرد عليها ، وكذلك تحديد موعد المناقشة في الاستجوابات ضمن الفترة الدستورية المحددة ، وادراجهما على جدول اعمال الجلسات الرقابية اولا باول دون تأخير او تأجيل حتى لا تفقد تأثيرها وأهميتها ، والحال ينطبق ايضا على طلبات المناقشة التي تنطوي على طرح قضايا وطنية للمناقشة والحوار وتبادل الراي مع الحكومة ليطلع المجلس على سياسة الحكومة تجاهها ، والعمل على تخصيص جلسات لها باسرع وقت ، خاصة اذا ما كانت تتعلق باحداث وقضايا الساعة . كذلك فان الوظيفة الرقابية وتوظيفها بالشكل المطلوب من شأنها الاسهام باستعادة المجلس لثقة المواطن ، خاصة عند مراقبته ومتابعته لاداء الحكومة وخططها وسياساتها وبرامجها ، المتعلقة بالمشاريع التنموية والرأسمالية والخدمية المرتبطة بالبنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في الصحة والتعليم والنقل والطاقة والحماية الاجتماعية وغيرها . شريطة ان يحرص كل نائب على شمول المنطقة الانتخابية التي يمثلها بهذه المشاريع والخدمات ، الامر الذي سيكون موضع اهتمام المواطن الذي سيقابله بالرضا والارتياح ، وبصورة سوف تنعكس ايجابيا على نظرته لهذا النائب وتقييمه والحكم على أدائه  .

 

ان مثل هذه الاجواء الايجابية المصاحبة لتفعيل الدور البرلماني الرقابي ، ستجعل الحكومة تحسب حسابا للمجلس عند حضورها الجلسات الرقابية تحديدا ، بحيث تكون مستعدة لكل الاحتمالات الممكنة التي تمليها الاجواء الرقابية ، مما سيرفع من سوية اداء مجلس النواب ، ويغير من الانطباع السلبي المأخوذ عنه من قبل القواعد الشعبية التي تراجعت ثقتها به في السنوات الاخيرة ، كما تعكس ذلك نسبة الاقبال الضعيفة على المشاركة في الانتخابات النيابية . فاذا ما اراد المجلس تحسين صورته واستعادة ثقة المواطن وتعزيز حضوره كمؤسسة دستورية وطنية لها كيانها ومكانتها في النظام السياسي الاردني ، فعليه تفعيل دوره الرقابي بعيدا عن توظيف ادواته الرقابية في المناكفات والابتزازات والاستفزازات لتحقيق مصالح ضيقة واجندات خاصة .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023