أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم اندلاع حريق بسفينة حربية أمريكية قبالة سواحل أوكيناوا اليابانية الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي استحداث عيادة لمتابعة مرضى قصور القلب في مستشفيات البشير ضحايا الثراء الرقمي.. منصات وهمية تبتلع عشرات الملايين من أموال الأردنيين وزير الطاقة: غاز المركبات يوفر 50% من كلفة البنزين والديزل "رئيس لجنة جرش" يتفقد عدداً من المواقع الخدمية والرقابية بالمحافظة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في جرش القوات المسلحة تنزل 62 طن مساعدات جديدة إلى غزة مكتبة درب المعرفة بـ"شومان" تنظم مهرجان "العودة إلى المدارس" الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
القسم : بوابة الحقيقة
انفجار الزَّرْقاء التفسير الإعْلامِي الرقمي لنشر الأخبار الكاذبة
نشر بتاريخ : 9/11/2020 5:48:05 PM
د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

التفسير العلمي – من الناحية الإعلامية الرقمية- للمسارعة فِي نشر أخبار كاذبة، وغَيْر مثبتة بِسَبَب حادثة الانْفِجَار الَّتِي حصلت فِي الزَّرْقاء أمس مرده إلى وفرة عالية فِي أدوات بث الـمُحْتَوى (منصات التواصل الاجتماعي، وأدوات الاتصال الـمُخْتَلِفَة)، مُقابِل قلة وندرة فِيما يُمْكِنُ للمرء أن يناقشه فِي هَذِهِ الْوَسائِل، فيؤدي بِهِ إلى التقاط أي مَعْلُومَة بغض النظر عَن صحتها، وَمُحَاوَلَة إيجاد تفسير لَهَا، فيسرع إلى بثها مُدَّعِيًا أن لَدَيْهِ الحَقِيقَة، وَالـمَعْلُومَات الصحيحة.

 

ولتقريب الصُّورَة أكثر، لنفرض أن شخصًا وجد نَفْسه فَجْأةً وسط كَمِّيَة هائلة من أشهى الطَّعَام، وَبِطَرِيقَة لَمْ يتوقعها فِي حياته، سيقع فِي مفارقة أن حاجته لِلْطَعامِ محدودة، وقليلة، والمتوفر كثير، وهَذَا سيؤدي فِي بَعْض الأحيان إلى تناوله كميات هائلة من الطَّعَام تقوده إلى التهلكة، وهَذَا ما يَحْصل مَعَنَا فِي حَيَاتنَا الواقعية بِسَبَب منصات التواصل الاجتماعي وَعَلَى رأسها الفيس بوك والتويتر، عِنْدَمَا يَجِد المواطن العادي فَمهِ مَفْتوحًا ولا كَلام موجود فِي رأسه ليقوله، فيلجأ إلى خياله الَّذِي يخلط جزءًا من خزعبلاته مَع الوَاقِع الصحيح، فينتج لَدَيْنا محتوى كاذب من الدرجة الأولى، وقابل للتصديق أيضا للأسف.

 

فَهَذِهِ الـمَنَصات، والأدوات وفرت لأيّ إنسان القُدْرَة عَلَى البث الْمُباشر، ونشر أي محتوى بأيِّ وَقْت، وَدونَ تكلفة تذكر، وَدونَ وُجُود أي رقيب أوْ حسيب، وَفِي الـمُقَابِل لَمْ يَتِمّ تأهيل من يَقُوُم باستعمال هَذِهِ الـمَنَصات والأدوات – ولا يُمْكِنُ أن يَكُون هَذَا متوفرًا فِي الـمُسْتَقْبل القريب- فنتج عَن ذلِكَ حُصُول فيض كَبِير فِي الـمَعْلُومَات المتناقضة، وتشويش أكبر عِنْدَ المتلقي.

 

لَنْ يتوقف سيل الأكاذيب، وفيض التضليل، وَالـمَعْلُومَات المتناقضة عَن الظهور فِي أي فُرْصَة سانحة، وخاصة أثناء الحوادث الخطيرة، وَلِلأسَفِ فإن وَسَائل الإعلام الرسمية فِي بلادنا، ونتيجة ظروف مُعَيَّنَة لا تَسْتَطِيع مجاراة شغف، وَحُبّ النَّاس لِلْحُصولِ عَلَى الـمَعْلُومَات، وحسب القاعدة المعروفة، فإن كل شَيء لا يقبل الفراغ، وإذا لَمْ يقم المختصون (الإعلاميون المؤهلون) بتعبئة الفراغ، وَفُضُوُل النَّاس لِلْحُصولِ عَلَى الـمَعْلومَة، فإن مغامري العالم الرقمي هم الأقدر والأسرع عَلَى سد هَذِهِ الثغرة الخطيرة، وهم مثل الدواء غير المجرب، يعالج عَرضًا صغيرًا، وَلكِنَّهُ قَدْ يأخذ روح الإنسان فِي طريقه. فَهَلْ يعي المسؤولون فِي بلادنا ذلِكَ؟ 

 

* أستاذ الإعلام الرقمي جامعة الشرق الأوسط

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025