تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الحياة مكلفة.. فماذا عن الموت؟
نشر بتاريخ : 5/28/2020 5:21:29 PM
د. اسعد عبد الرحمن


"تكاليف الحياة" في بلداننا العربية باهظة، والفوارق الطبقية واضحة، ومن يعييه البحث عن أمتار قليلة من الأرض أو شقة ولو بحجم زنزانة أو مدرسة لتعليم أبنائه إلخ... هو بدون شك أكثر العارفين والمقدرين! لكن ماذا عن كلفة الموت؟ ماذا عن المتر ونصف المتر التي تعد متطلبا إجباريا كي يعمل الإنسان ترتيبات ليدفن فيها جسده حين يقع فريسة لمصيدة الموت ويُغادر الحياة؟ هل يمكن القول إن كلفة الموت لا تقل عن كلفة الحياة، أو إن شراء بضعة أمتار للقبر -إن وجدناها- مرهق مثل شراء بضعة أمتار للحياة؟!.

أما الفوارق الطبقية بين الأموات، فهي مدهشة حقاً، فالفقير "يجب" ألّا يموت!، وإن مات، فـ "الويل والثبور وعظائم الأمور" تقع على من يتكفل بلوازم الدفن وسعر القبر وأجرة وتكاليف مكان وأيام العزاء وغيرها... إلخ. وفي هذه الحالة، لا يتوجب على عائلته فقط مواجهة خسارة أحد أحبائها، بل يتحتم عليها ربما الاستدانة أيضا لدفع التكاليف الباهظة لمراسم الجنازة. فأنت، إن توفي أحد أحبائك؛ لن تساوم –بالطبع- على الأسعار وستدفع المبلغ الذي يطلب منك. وإن أنت لم تكن تملك ما يكفي من المال، يتوجب عليك الاقتراض. ويزداد القلق بسبب وقوع الكثير من الناس غير الميسورين تحت وطأة الديون لتسديد التكاليف الباهظة للمآتم، ولكي يظهروا أنهم قادرون على الوفاء بالمعايير التي "حددها" أصدقاؤهم أو جيرانهم وفقا للأعراف الاجتماعية. 

أما الأثرياء، فكل البواكي لهم!، إذ عادة ما "يتفننون" بمسألة الموت؛ من حجز في قاعات فخمة، وسرادقات واسعة، ومقرئين نجوم، وولائم وإعلانات نعي ومشاطرات وذكرى سنوية في الصحف، يزخرفون القبور ويستوردون النعوش وينفقون الآلاف لضمان صورتهم أمام الأحياء قبل الأموات. إنه وطننا العربي –أيها السادة- لا الحياة تفتح ذراعيها للفقير، ولا الموت يريحه من شقائه! أما عند الأثرياء، فقد أصبحت مراسم الجنازات عالية الكلفة، وأحيانا يصعب التمييز بين مأتم وحفل زفاف. الفرق الوحيد هو أن المشروبات الروحية لا تقدم في المآتم!، إذ غالبا ما يقدم النُدل "الضيافة" لمئات (وأحيانا... لآلاف) الأصدقاء والأقرباء والجيران والمعارف والفضوليين في القصور والفلل الفخمة أو في سرادقات تبقى مشرعة أبوابها طيلة ثلاثة أيام وربما أكثر! في السياق، تعرض الشركات المختصة في المراسم والمآتم توفير الخيم والصيوانات والندل والطباخين وهذا دليل على إن المآتم أصبحت تجارة مربحة، خاصة وإن "صناعة" دفن الموتى ناشطة وفي حراك مستمر، بل إن عددا من الشركات تتنافس في تأمين لوازم الدفن والجنائز بشدة فيما بينها! ومن أجل مجاراة "الطلب" الذي يزيد لعوامل عدة، تحرص مثل هذه الشركات على تقديم سلة خدمات/ منتجات جديدة، بحيث تتولى كل ما يتعلق بألفباء الجنائز والمآتم، وكل شيء بثمنه!، وبسبب تطور الخدمات، تطورت الطقوس الاجتماعية ولوازم الدفن، ودائما ما يكون هناك "متطلبات جديدة" تعمل الشركات على تأمينها... فالتجارة، حتى في حالات الموت، أصبحت رائجة! فهل تعيد تداعيات ودروس جائحة فيروس الكورونا بعض الرشد والإتزان والحكمة إلى عقولنا، وبالتالي إلى عاداتنا؟!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023