تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
نريد برنامج سنع!
نشر بتاريخ : 12/28/2019 4:32:39 PM
د. عماد الحسبان

 أول ما يتبادر للقارئ ويشد انتباهه  هو كلمة  السنع, وما هو برنامج السنع وما المقصود به , قبل ان اضطلع على التجربه الأمارتيه في موضوع السنع لم اكن اعرف ما معنى هذه الكلمه ولكن بعد البحث والمتابعه اكتشفت ان المراد  بهذه الكلمه هو جملة العادات والتقاليد المتعارف عليها، والتي   تشمل معرفة القواعد والآداب العامة في التصرف مع الآخرين، ومراعاة شعورهم وتحديد أسلوب التعامل بينهم للارتقاء بالقيم المجتمعية، بمعنى اخر الموروث المجتمعي  والاخلاقي من جانب التعامل والمعاملات وليس فقط من جانب اللباس والزي  والأكلات  والمهن والادوات والحرف , اعجبني ما قرأت  قبل يومين عن اطلاق دولة الامارات العربيه الشقيقه برنامج السنع في المدارس  من خلال مظلة وزارة التربيه والتعليم وبدعمها  بهدف  انعاش وغرس القيم والأخلاق والسلوكيات المتوارثة عن الآباء والأجداد  في قيم وسلوكيات الطلبه ، للتمسك بها واعادة احيائها  في ظل عداء  العولمة ومحاولتها القضاء على هذه المنظومه الاخلاقيه والقيميه الموروثه , و يندرج تحت  مفهوم السنع الكثير من الآداب والعادات التي تكرس السلوكيات الطيبة قولاً وفعلاً، كآداب السلام « المصافحه القويه » وآداب الحديث، واداب تقديم القهوه الساده وطريقتها  واستقبال الضيوف، وآداب الزيارة ، واحترام كبار السن، وحسن التعامل مع الضيوف والقيام بواجبهم، العلاقات الاجتماعية والتراحم والاحترام بين الكبير والصغير والجيران والاقارب .

 

وانطلاقا من حرصنا في الاردن بالمحافظه على تراثنا من جانب  اللباس  التراثي الشعبي  ومن جانب المحافظه على موروثنا  من الاكلات الشعبيه  ومن جانب محافظتنا على  الاثار القديمه  التي ما زالت صامده  ، كان لا بد ايضا من   زيادة حرصنا  في المحافظة على القيم وأخلاقيات التعامل التي ورثناها من اجدادنا ، والثبات عليها لتعزيز هويتنا وتاكيدها وحمايتها والتميز يها والفخر بها  , ومن هذا المنبر الاعلامي  فانني ادعوا وزارة التربيه والتعليم  في تبني اطلاق برنامج مماثل لبرنامج السنع الاماراتي  للطلبه  في  الاردن  نظرا لاهميته في خلق جيل  واعٍ متزن أخلاقياً محافظ على تراثه القيمي  وموروثه الشعبي , ولكي نرسخ هويتنا الاردنيه الاصيله في قيم كل الاجيال القادمه ولكي نتميز بهذه القيم التي ورثناها عن اجدادنا والتي كان منبعها عقيدتنا الاسلاميه السمحه الشامله , لا نريد ان ينحصر  موروثنا الشعبي  في اللباس وتماثيل المتاحف  البدويه الصامته  التي لا تحدثنا عن شيء , بل نحتاج الى ورش عمل وسرد حكايات وقصص لموروثنا الشعبي القيمي  لاعادة ترسيخه في اذهان الاجيال ليعاد توارثه قبل ان يموت ويندثر للابد بلا عوده , ما زال السنع متوارث في الاردن ولكن بمسؤولية  من طرف الاسره فقط فالاباء والامهات وخاصه في المناطق ذات البداوه ما زالوا يحافظون على العادات والقيم الاخلاقيه المتوارثه ويغرسونها في ابنائهم , اما في المدن الكبيره ذات الطابع المدني  يكاد يكون هذا المورث القيمي انعدم تماما .

 

 ما احوجنا في الاردن الى مثل هذا البرنامج وخاصه في  ظل ظروف الانفتاح العالمي  وغياب القيود في دخول وخروج المعلومات  والعادات وفي ظل تعدد وتخالط الجنسيات والثقافات المختلفه على ارض الوطن , وللفهم الخاطئ للحريات وتجاهل حدودها  وأطرها , هنا ياتي دور مؤسسات المجتمع المحلي والنقابات والجمعيات ووزارة التربيه  والتعليم في اعادة احياء السنع في المدن لأهميته في المحافظه على الهويه الأردنيه ولأهميته في انشاء جيل متزن ذو خلق ودين( جيل النشامى ),  ولا ننسى دور السنع  في تقوية اللحمه المجتمعيه وترسيخ الانتماء للأوطان ومنع الجرائم  ومساهمته في المحافظه على المكتسبات  الوطنيه والبناء.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023