أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم اندلاع حريق بسفينة حربية أمريكية قبالة سواحل أوكيناوا اليابانية الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي استحداث عيادة لمتابعة مرضى قصور القلب في مستشفيات البشير ضحايا الثراء الرقمي.. منصات وهمية تبتلع عشرات الملايين من أموال الأردنيين وزير الطاقة: غاز المركبات يوفر 50% من كلفة البنزين والديزل "رئيس لجنة جرش" يتفقد عدداً من المواقع الخدمية والرقابية بالمحافظة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في جرش القوات المسلحة تنزل 62 طن مساعدات جديدة إلى غزة مكتبة درب المعرفة بـ"شومان" تنظم مهرجان "العودة إلى المدارس" الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
القسم : بوابة الحقيقة
لبنان ضحية الطائفية
نشر بتاريخ : 10/24/2019 9:42:06 PM
د هايل ودعان الدعجة

ربما لم يتفاجأ احد من التظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها لبنان ، طالما أنه ينتمي إلى المنظومة العربية التي تتشارك بها الكثير من الدول العربية وتتقاسم فيها نفس الهموم والمعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  ، وقد استمدت سماتها المتشابهة تقريبا  من تأثرها بنفس بيئة الأنظمة السياسية التي تحكمها وتقودها بعيدا عن الأجواء الديمقراطية الكفيلة بافراز أنظمة سياسية قريبة من الشارع وأكثر تمثيلا له وتعبيرا عن مصالحه   .. لذلك ليس من المستغرب أن تكون شعوب دول المنطقة ضحية الفساد والظلم والقهر الجاثم على صدورها منذ أن ولدت في حضن دولها . ولأن لبنان الذي يمكن القول بأنه أخذ مؤخرا قسطا من الراحة بعد أغراقه في الفساد والأزمات والحروب الداخلية والطائفية والعربية والإقليمية انعكاسا لبيئته الطائفية والحزبية والسياسية الهشة والمقسمة  داخليا وخارجيا لدرجة توظيف بعضها لخدمة أجندات إقليمية خارجية ، جعلت من التركيبة السياسية اللبنانية تعاني  تناقضات عجيبة تتداخل فيها أنظمة إقليمية ، رغم هوية لبنان العروبية .. الأمر الذي يمكن ملاحظته من الدور الذي يقوم به حزب الله الطائفي المجند ايرانيا لخدمة الأجندات الإيرانية في لبنان والمنطقة العربية  .. والذي وكما دلت الوقائع والأحداث المختلفة التي مر بها لبنان على أنه حزب لا يمكنه العيش في البيئة السياسية السلمية التي تجنح إلى السلم والهدوء ، كونها تتناقض مع طبيعة دوره الفوضوي الذي يتماهى وطبيعة المهمة الطائفية التي يقوم بها .. ما يفسر سنوات الفوضى وعدم الاستقرار التي عاشها لبنان بسبب هذا الحزب الطائفي الذي طالما حول الساحة اللبنانية إلى ساحة حروب وصراعات . 

لا بل وساهم بتأخير تشكيل الحكومات  والقرارات الحكومية لعدة أشهر ، وفي أكثر من مناسبة ، لفرض التركيبة والتحالفات الحكومية التي يريد ،  تفعيلا لدوره كثلث معطل في الحياة السياسية والحكومية اللبنانية .  إضافة إلى تعطيله لعمل المؤسسة البرلمانية  ، حيث ارجأ الكثير من جلسات مجلس النواب ،  ولاكثر من 40 جلسة في بعض الأوقات  من خلال تعطيله النصاب القانوني وعدم اكتماله لفرض الرئيس اللبناني الذي يريد والبيئة السياسية التي يريد ايضا . مما يؤشر ان الشعب اللبناني هو ضحية للطائفية وللخلافات التي تنشأ من حين لآخر بين القوى السياسية المتناحرة التي يدين بعضها  كحزب الله بالولاء والانتماء إلى الخارج إلى  إيران وليس إلى لبنان .. لتصبح هذه الطائفية المقيتة التي تم تكريسها في النظام  السياسي اللبناني كأمر واقع ، المسؤول المباشر عما يعانيه لبنان من فساد وفقر وبطالة وأوضاع اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة ، قادت الشعب اللبناني للخروج موحدا وبكافة أطيافه وفئاته وطوائفه إلى الشارع للاحتجاج عليها .. ليرسل رسالته الواضحة إلى كافة القوى السياسية الموظفة والمجندة لتنفيذ أجندات طائفية وخارجية على حساب حياته المعيشية والاقتصادية حتى أوصلته إلى هذه المرحلة الصعبة والحرجة التي دفعت به للنزول الى الشارع .. بانه شعب واحد وهمه ومصيره ومستقبله واحد .. مطالبا بتخليصه من هذا المرض اللعين الذي نخر جسده وأصابه بالضعف والهوان عبر إسقاط هذا النظام السياسي الطائفي والاستعاضه عنه بنظام ديمقراطي كفيلا بإيجاد قوى وتيارات سياسية وحزبية قلبها على لبنان وممثلة للشارع اللبناني تمثيلا حقيقا ، بحيث يكون همها الأول والاخير مصلحة لبنان واللبنانيين .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025