وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 18 – 4- 2024 اعتصام أمام البرلمان البريطاني للمطالبة بوقف تصدير السلاح ل"إسرائيل" 7200 جريح "إسرائيلي" احتاجوا للتأهيل منذ بداية الحرب إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات رئيس الإمارات يوجه بدراسة سريعة للبنية التحتية بالدولة ودعم متضرري الأمطار مفوض "أونروا": الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء وزير الخارجية: "إسرائيل" تقود حملة ضد "أونروا" قبل 7 أكتوبر الماضي فرسان التغيير في الاغوار الجنوبيه تطلق الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأجل فلسطين "دمنا دمكم" البرلمان العربي: القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية ممنهجة ومتعمدة غارات إحتلالية على البقاع اللبناني إغلاق ميناء نويبع البحري بسبب سوء الأحوال الجوية بيربوك تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط أحمد أبو السعود أول لاعب جمباز أردني يتأهل إلى الأولمبياد الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع - فيديو مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يقترح تقديم 26.38 مليار دولار ل"إسرائيل"

القسم : مقالات مختاره
ها هي فلسطين أمامك ..
نشر بتاريخ : 10/30/2016 6:50:15 PM
كامل النصيرات

 كامل النصيرات

كنتَ وأنت تمسح عرقك حين ترفع نظرك عن جهة الغرب تقول لصاحبك : هيها ..فلسطين هيها ..! وكنتَ تمسكه من كتفيه و تهزّه هزّة الغاضب : ليش مش قادرين يحرروها ؛ ليش ليش ..؟ كان صاحبك يهرب من قبضتيك ..ويفكّ نفسه هازئاً بك وبكل العرب : اسأل عربك ؛ أنا شو دخّلني ..وما تشد على حالك بلاش يطق لك عرق ..!!

كنّا صغاراً حينها ..لم نكن ننغمس في فقه الواقع ..لم نكن نحلم على المستوى اليومي إلا بباكيت دخان و فنجان قهوة ؛ ولا يهمّ بعدها شيء ..لأن فلسطين كانت الحديث اليومي و الغضب اليومي و الوجع اليومي ..بل فلسطين كانت فلسطين و ليست –مثل الآن- مجرد ذاكرة لا تشتعل حرارتها إلا مع حبوب تنشيط الذاكرة ..!

ها هي فلسطين الآن أمامك ..ها هي بكامل أناقتها و عذاباتها و نواحها و ضحكها تنظر إليك بعد كلّ هذا العمر ..ها هي تراك وأنت لا تفكّر بالسيجارة و القهوة و فيها ؛ بل تفكّر في أولادك الراكضين في الحياة ولا يفكرون إلا ببناطيلهم و موبايلاتهم و بالشوارع التي أعدّت لهم كل مقومات سرقة طفولتهم منهم ..شوارع لا تعطي لهم من فلسطين إلا أسماء قراها و مدنها على محلات تجاريّة تفكّر بالدينار ولا تفكِّر بالثأر و العودة ..!

ها هي فلسطينك يا تائه..أمام ناظريك ..! ماذا تبقّى من حلمك فيها ..؟! هل دمعتاك اللتان تسكبها الآن على أرض خدودك سيشفعان لك عندها ..؟! هل التنازل عن الأحلام الكبيرة بالتحرير و الانخراط بوحل الاستلاب للواقع سيكون عذراً مقبولاً أمام دهشتها لغيابك كلّ هذا العمر ..؟!

ما أجمل أن تتكحّل كلّ يوم بفلسطين ..كما كنتَ تفعل صغيراً ..! والأجملُ ؛ أن تعود لصاحبك ؛ ليهزّك هو من كتفيك و يقول لك غاضباً : مش رح أسألك عن عربك ..بل إنتَ وين كنتَ ..كلكم أشباه بعض ..!

سلام على فلسطين حتى آخر الزمان ..!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023