تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ملف المرأة الاردنية.. اين الخلل؟ .
نشر بتاريخ : 3/12/2019 5:02:51 PM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

ما يزال التعاطي الاردني الرسمي والشعبي مع ملف المرأة يعاني من خلل كبير في ظل النظرة الى المرأة الاردنية باعتبارها حالة واحدة ومستوى واحدا وظروفا واحدة ، دون الاخذ بعين الاعتبار الفروقات والاختلافات الواضحة في الظروف والمستويات المجتمعية ، التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية وغيرها بين النساء الاردنيات في المحافظات والمناطق المختلفة . مما يجعل من هذا الملف الوطني الحيوي والهام  مشوبا بعيب غياب الاسس والمعايير الموضوعية في التعاطي معه والحكم عليه ، والذي علينا مراعاته عند تناولنا لقضايا المرأة ، وذلك قبل الحكم على الحيز الذي تشغله في المشهد الوطني ، وما اذا كان ينصفها ويرتقي الى مستوى تطلعاتها وطموحاتها ام لا .. على اعتبار ان الخلل يكمن في معيار التقييم بداية ، الامر الذي سيقود الى نتائج خاطئة وغير موضوعية بالضرورة ، طالما الخطأ او الخلل يكمن في الاساس المعتمد في دراسة الاشياء والحكم عليها . فالملاحظ انه ورغم هذه الفروقات المجتمعية ، الا ان التركيز منصب على فئة معينة ومحددة من النساء الاردنيات ، وفي العاصمة وفي جزء منها ، ممثلا بغرب عمان تحديدا ، من اللواتي يعشن ظروفا حياتية ومجتمعية متقدمة على نظرائهن في بقية محافظات ومناطق المملكة ، بحيث يتم اختزال واختصار ملف المرأة الاردنية وتقييمه والحكم عليه في هذه الفئة الاجتماعية بعينها  . لدرجة ان هذا الوضع انعكس على تفكير مطبخ القرار الاردني في اقتصاره التعيينات في الوظائف الحكومية والرسمية الهامة والمتقدمة عليها ، بدليل تضمين الحكومة الحالية عند تشكيلها سبع نساء من لون ومستوى وبيئة وثقافة معينة ، تمثل جزءا من عمان ، وتتجاهل المرأة الاردنية في الجزء او الاجزاء الاخرى منها ، وفي بقية المحافظات والمناطق والمجتمعات المحلية  ، التي ما زلنا نتعامل معها بلغة الاحسان والجمعيات والمشاريع الخيرية ، ومراكز الخياطة والحرف اليدوية والمهنية في تكريس واضح لهذه الفوارق الطبقية المجتمعية في مجتمعنا الاردني . مما يجعل المرأة الاردنية غير ممثلة تمثيلا حقيقيا ( من قبل المرأة نفسها ) عند تناول ومناقشة القضايا والملفات التي تخصها  .. إذ كيف لفئة تنعم بالظروف والفرص الحياتية والمجتمعية الملائمة ، ان تعبر عن مصالح فئات أخرى لا تتوفر لها مثل هذه الفرص والمزايا . تأكيدا على التفاوت في المستوى الثقافي والاجتماعي بينهما . مما يعني عدم وجود حالة من الانسجام والتوافق حول قضايا المرأة الاردنية ، وبالتالي عدم وجود من يحمل همها ويتكلم بأسمها على قاعدة من العدالة والمساواة ، لضمان وصول رسالتها الى كل من يهمه الامر بموضوعية . وذلك لعدم وجود ممثلات حقيقيات قادرات على تمثيلها والتعبير عن مصالحها في المناطق الاردنية المختلفة . مما يتطلب توفير قيادات نسائية في كافة البيئات المناطقية ، كما هو الحال في انتخاب نساء في المجالس النيابية والبلدية والمحلية ومجالس المحافظات ،تفعيلا لدورهن في المشاركة في عملية صنع القرار وادارة شؤون الدولة ، مع ضمان توفير قنوات اتصال وتواصل وتفاعل ومتابعة ، ومد جسور من التعاون والتنسيق بين مختلف القيادات النسائية للوصول الى توافقات وتفاهمات وقواسم مشتركة حول قضايا المرأة المراد بحثها وطرحها للنقاش والدفاع عنها  ، بعد ان تكون الصورة عن هذه القضايا قد اكتملت اركانها وحظيت بالاحاطة الشاملة وتوحدت لغة الخطاب بشأنها ، بحيث لا تكون مقتصرة على فئة نسائية معينة ، تتحدث باسم المرأة الاردنية وهي غير ملمة بكافة تفاصيل المشهد النسوي الممتد على كامل الجغرافيا الاردنية . لذلك علينا التوقف عن كيل  الاتهامات وتوجيهها الى التقاليد والاعراف والانماط والموروث الثقافي والاجتماعي ، وتحميلها مسؤولية الاخفاق في التعامل مع ملف المرأة ، طالما ان مثل هذه المسؤولية تقع بالاساس على عاتق المرأة  الاردنية نفسها ، حتى انها لم تنجح باقناع المرأة بانتخاب المرأة . اضافة الى فشلها في تكوين رأي عام اردني نسوي يتبنى قضاياها ويدافع عنها  ، وعجزها ايضا عن توحيد كلمتها ورأيها حول هذه القضايا ، بحيث تضمن وجود لغة واحدة مشتركة ومعبرة عن مصالحها ومواقفها قبل الخوض في غمار معركة المطالبة بالعدالة والمساواة . في تأكيد على ان المرأة الاردنية مطالبة باعادة ترتيب بيتها اولا من خلال التنسيق والحوار والتواصل ، للوصول الى قواسم مشتركة ، تعينها في الدفع بقضاياها الى الواجهة المجتمعية ، لتكون في دائرة اولويات واهتمامات الدولة الاردنية بكافة مكوناتها ومؤسساتها .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023