نشر بتاريخ :
13/07/2025
توقيت عمان - القدس
10:27:56 PM
الحقيقة الدولية - يواجه جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة
إرهاقاً عسكرياً وجسدياً متصاعداً، نتيجة طول فترة الخدمة العسكرية التي تجاوزت 21
شهراً منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لدرجة أن عدداً كبيراً من الجنود لم يغادروا
الميدان منذ أكثر من 300 يوم.
ونقل موقع /واللا نيوز/ العبري، عن بيانات لجيش الاحتلال،
كشفت عن ارتفاع مقلق في حالات الانتحار بين الجنود خلال الفترة الممتدة بين عامي
2023 و2024، حيث تم تسجيل 38 حالة انتحار، بينها 28 وقعت بعد بدء العدوان على قطاع
غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويشير الموقع في تقرير ترجمته "قدس برس"، إلى
أنه بالمقارنة مع عام 2022، الذي شهد 14 حالة انتحار، و11 حالة فقط في 2011، فإن
الزيادة الحالية تمثل ارتفاعاً يقارب أربعة أضعاف خلال عامين فقط.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى التعبئة الاستثنائية لجنود
الاحتياط، الذين تجاوز عددهم 300 ألف جندي، وتعرضوا لمستويات قصوى من العنف والضغط
النفسي جراء المشاركة في العمليات العسكرية في غزة.
أرقام مقلقة
يكشف التقرير، نقلاً عن مصدر في شعبة القوى البشرية
بالجيش، أن الانتحار بات يحتل المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة في صفوف الجنود،
بعد الوفيات الناتجة عن العمليات العسكرية المباشرة.
ففي عام 2023، سجلت 558 حالة وفاة، منها 512 خلال العمليات
القتالية، و17 حالة انتحار، و10 حالات وفاة لأسباب طبية. أما في عام 2024، فقد تم
تسجيل 363 وفاة، بينها 295 خلال العمليات، و21 حالة انتحار، و13 وفاة بسبب أمراض.
واستناداً إلى مقابلات أجراها الموقع مع عائلات الجنود
القتلى، فإن 11 جندياً أقدموا على الانتحار بسبب معاناتهم من ضغوط نفسية مرتبطة
بالخدمة العسكرية، حيث لم يغادر بعضهم ميدان المواجهة في غزة لمدة عام كامل.
الانتحار حرقاً
تشير طرق الانتحار إلى حجم المعاناة النفسية التي يواجهها
الجنود، ومنها قصة الجندي دانيئيل إدري، أحد جنود الاحتياط، الذي أضرم النار في
نفسه داخل سيارته بالقرب من مدينة صفد، بعد مشاركته في العمليات العسكرية في غزة
ولبنان.
وتحول إدري من منفذ للعمليات إلى ضحية تطارده صور الجثث
المتفحمة، التي لم يتمكن من نسيانها.
تقول والدته إنه كان يعاني من عذاب داخلي مستمر، حيث لم
تفارقه روائح اللحم المحترق وصور الضحايا، وكان قد عبّر عن حاجته للعلاج النفسي
قبل انتحاره بأيام، لكنه واجه فترات انتظار طويلة للحصول على الرعاية.
وفي مثال آخر، أورد التقرير قصة الجندي إليران مزراحي، من
جنود الاحتياط الذين خدموا في غزة، حيث أقدم على الانتحار بعد أشهر من المعاناة
النفسية، إثر تلقيه استدعاءً جديداً للخدمة. وقالت والدته لشبكة /سي إن إن/
الأمريكية: "لقد خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه أبداً"، في إشارة إلى
الأثر العميق للتجربة القتالية.
اضطرابات نفسية وهروب من الخدمة
لا تقتصر الأزمة على حالات الانتحار فقط، بل تتسع لتشمل
زيادة في أعداد الجنود الذين تهربوا من أداء الخدمة العسكرية بسبب اضطرابات نفسية
دفعتهم إلى التخلي عن واجبهم، بحسب التقرير.
ففي الشهر الأول من 2024 فقط، خضع 1600 جندي لعلاج من
اضطراب ما بعد الصدمة، في حين احتاج 75% من المحاربين القدامى، الذين يشكلون
العمود الفقري للقيادة العسكرية، إلى دعم نفسي مستمر.
وللتعامل مع هذه المعضلة، اتخذ الجيش إجراءات طارئة، من
بينها تقديم خدمات المساعدة النفسية، حيث أوعز رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، بإنشاء
وحدة متخصصة لتلقي مكالمات الدعم من الجنود المتضررين نفسياً.
وقد تلقت هذه الوحدة، خلال الفترة من تشرين الأول/أكتوبر
2023 وحتى كانون الثاني/يناير 2024، أكثر من 3900 مكالمة، في حين سُجلت 800 جلسة
دعم نفسي في تلك الفترة.
ورغم هذه الجهود، يشير التقرير إلى وجود نقص حاد في
الاستجابة النفسية، حيث وصفت عائلات الجنود والمنظمات الحقوقية نظام الدعم بأنه
"عاجز عن مواكبة الطلبات"، في ظل موجة من المعاناة النفسية العميقة التي
يمر بها الجنود العائدون من ميادين غزة ولبنان.
وكالات