يدخل العدوان الهمجي لقوات الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ 105 على التوالي، فيما يواصل عدوانه على مخيم نور شمس يومه الـ 92، وسط تصعيد ميداني مستمر يتمثل في مداهمات واسعة وعمليات نسف ممنهجة للمنازل.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية متواصلة على مدار الساعة نحو المدينة ومخيماتها، وتقوم بتسيير آلياتها العسكرية في شوارعها الرئيسية، مصحوبة بإطلاق أبواق بشكل استفزازي متعمد، وتعمد إعاقة حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين في محاولة لترهيبهم وشل حياتهم اليومية.

وفي صباح اليوم الأحد، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أسيد داغر من منطقة ضاحية شويكة شمال المدينة، فيما قامت باحتجاز كل من عبد أبو لبدة من مخيم نور شمس، ومصطفى الخاروف من حارة السلام شرق المدينة، لفترة من الوقت، وذلك بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح وإهانتهما.

وقد شهدت مدينة طولكرم يوم أمس السبت تحركات استفزازية مكثفة لآليات الاحتلال العسكرية وفرق المشاة التابعة له، ترافقت مع إطلاق مكثف لقنابل الصوت باتجاه المارة في الشوارع. تمركزت قوات الاحتلال بشكل ملحوظ في شارع باريس الحيوي، ودوار الشهيد ثابت ثابت، ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وميدان جمال عبد الناصر، وشارع الحدادين ووسط السوق التجاري، حيث أقامت حواجز عسكرية طيارة مفاجئة، تسببت في عرقلة حركة تنقل المواطنين والمركبات، وعرضتهم لعمليات تفتيش دقيقة، وتدقيق في الهويات، واستجواب تعسفي.

كما داهمت قوات الاحتلال عددًا من المقاهي والمحال التجارية المنتشرة في المدينة، وأقدمت على إغلاق بعضها بشكل تعسفي وبدون أي مبرر قانوني، واحتجزت مجموعة من الشبان الفلسطينيين داخل أحد المحلات التجارية، وأخضعتهم لعمليات استجواب مهينة ومطولة.

وفي سياق متصل بالجرائم المتواصلة، تواصل قوات الاحتلال تصعيدها الميداني الإجرامي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، حيث أقدمت يوم أمس السبت على نسف أربع بنايات سكنية تقع في حارة المنشية داخل المخيم. ويتكون كل مبنى من ثلاثة طوابق على الأقل، وقد ترافق تفجير هذه المباني مع سماع دوي انفجارات ضخمة هزت أرجاء المنطقة، وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان في سماء المخيم.

وكان مخيم نور شمس قد تعرض خلال الأسبوع الماضي لعمليات هدم واسعة النطاق استهدفت المباني السكنية، وتركزت بشكل خاص في حارات المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، وذلك ضمن مخطط الاحتلال الإجرامي لهدم 106 منازل وبنايات سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس. ولا يزال التوتر الشديد يسود أرجاء المخيم، وسط حالة من الترقب والقلق تسود الأهالي تحسبًا لموجة جديدة من عمليات الهدم والتدمير.

ووفقًا للتقديرات المحلية، فقد بلغ العدد الإجمالي للمباني التي تم هدمها بواسطة جرافات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي وحده 15 مبنى، شملت عشرات الشقق السكنية التي تم إخلاؤها قسرًا من قبل سكانها بعد حصولهم على تنسيق مسبق بالإخلاء القسري، وتهجيرهم قسرًا من منازلهم خلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيماتها.

كما يواصل الاحتلال الإجرامي الاستيلاء على عدد من المنازل والمباني السكنية الواقعة في شارع نابلس الحيوي، والحي الشمالي المحاذي له في مدينة طولكرم، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية مؤقتة بعد إجبار سكانها الفلسطينيين على إخلائها قسرًا تحت تهديد السلاح. وتتمركز آليات الاحتلال العسكرية بشكل مكثف في محيط هذه المباني المستولى عليها، علمًا بأن بعض هذه المباني لا تزال تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين متواصلين.

وقد أسفر العدوان الإجرامي لقوات الاحتلال وتصعيدها المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا فلسطينيًا، من بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملًا في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات من المواطنين الآخرين، وإلحاق دمار شامل وواسع النطاق في البنية التحتية الحيوية والمنازل السكنية والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة على يد قوات الاحتلال ومستوطنيه.

كما تسبب هذا العدوان الإجرامي المستمر في حركة نزوح قسري واسعة النطاق لأكثر من 4200 عائلة فلسطينية من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما فاق 400 منزل بشكل كامل، وإلحاق أضرار جزئية بـ 2573 منزلًا آخر، إضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما الداخلية بالسواتر الترابية والجدران الإسمنتية، ما حولهما إلى مناطق معزولة تمامًا وخالية من مظاهر الحياة الطبيعية.

الحقيقة الدولية - وكالات