"هدنة غزة".. تصريحات إسرائيلية وأميركية متفائلة عن انفراجة خلال أيام طقس حار في أغلب المناطق السبت إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة

القسم : بوابة الحقيقة
الأميّـة عند طلاّب المدارس الثّـانويّة
نشر بتاريخ : 9/20/2017 1:54:40 PM
سامي الوحش
بقلم: سامي الوحش

إنّ التّـعبير بلغة سليمة يحتلّ منزلة كبيرة في حياة المتعلّـم وغير المتعلّـم ، فهو ضرورة من ضرورات الحياة ، إذ لا يمكن الاستغناء عنه ؛ لأنّـه وسيلة الاتّـصال بين الأفراد ، وهو الّـذي يعمل على تقوية الرّوابط الفكريّـة والاجتماعيّـة ، وبه يتكيّـف الفرد مع مجتمعه ، وبه ينتقل التّـراث الإنسانيّ من جيل إلى جيل . 

والتّـعليم هو أنْ يصبح المتعلّـم قادرًا على أداء المطالب أو الوظائف والمهام الّـتي يتطلّـبها المجتمع . 

ومعنى هذا أنّ مراحل التّـعليم العام ينبغي أنْ تتجه لتعليم اللّغة ، وتمكين الطّـلبة من أداء جميع ألوان النّـشاط اللّـغويّ ؛ محادثة ومناقشة وكتابة وقراءة ، لذا يجب أنْ نلجأ إلى تغيير جوهريّ في منهج تعلُّـم اللّـغة العربيّة في مراحل التّـعليم المختلفة وربطها في ميادين الحياة المختلفة ، ومواكبة التّـقدُّم العلميّ والتّـكنولوجيّ الهائل . 

لقد لمستُ من خلال تجربتي كمدير لإحدى مدارس التّـعليم العام ضعفـًا كبيرًا عند الطّـلاّب في اللّـغة العربيّـة قراءة وكتابة ومحادثة ، لقد أثارت هذه الملاحظة شجوني ، ودفعتني مقتديـًا بمقولة جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظّـمة :" ... لذا أدعوكم أيّـها المعلّـمون الأفاضل أنْ تقودوا النّـهضة التّـعليميّة من داخل صفوفكم ، وأنْ تمدّوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم ... لتدعوهم إلى المشاركة بنهضة التّـعليم " ، فدفعتني إلى البحث حول أسباب هذه الظّـاهرة ، فلاحظتُ مجموعة من الأسباب تقف وراء هذا الضّـعف ، وهي : 
بيئة البيت ، حيث يؤثّـر فقدان الطّـالب لأحد الوالدين أو كليهما على مستوى الطّـالب الدّراسيّ في مرحلة التّـعليم الأساسيّ  . 
التّـوتّر والمشاحنات بين الوالدين تؤثّـر على مستوى تحصيل الطّـالب . 
تدنّـي مستوى الدّخل للعائلة ( الفقر ) . 
تدنّـي مستوى تعليم الأبوين . 
عدم التّـحدّث باللّغة العربيّة واستخدام لغة أجنبية داخل المنزل . 
عدم متابعة الأهل للطّـالب والتّـواصل مع المعلّـمين . 
التّـرفيع التّـلقائيّ للطّـالب بدون إتقانه للمهارات الأساسيّة في اللّـغة . 
عدم متابعة المعلّـم في مراحل التّـأسيس لأخطاء الطّـالب القرائيّة والكتابيّة وتصويبها . 
جمود المنهاج وعدم ربطه في الحياة اليوميّة والاحتياجات الّـتي تهمّ الطّـالب . 
إهمال بعض الحالات المرضية وعدم علاجها أو الانتباه لعلاجها متـأخّرًا ، مثل ضعف البصر وضعف السّـمع . 
عدم وجود أنشطة داعمة في المدارس ، كالنّـشاط الثّـقافيّ أو الإذاعة المدرسيّة وإن وُجِدَ فهو غير كافٍ . 
استخدام اللّـغة العاميّـة عِوَضـًا عن الفصحى خلال الحصص الصفيّـة . 
هذه بعض الأسباب الّـتي وجدتها بعد دراسةٍ للمشكلة ، وأُحِبُّ أنْ أقترح بعض الحلول لهذه المشكلة ، لعلّ وعسى أُسْـهِمُ بإيجاد حلٍّ لهذه المشكلة ، ومن هذه الحلول : 
إعادة دراسة مناهج اللّـغة العربيّة ليجذب الطّـالب أكثر ويعطيه زخمـًا أكبر من الفائدة . 
تشجيع التّـواصل بين الأهل والمدرسة لخدمة الطّـالب . 
إعادة النّـظر ببرنامج التّـرفيع التّـلقائيّ وإعطاء أهميّـة خاصّـة لإتقان اللّـغة العربيّـة قراءة وكتابة من خلال امتحانات خاصّـة تُـلزم الطّـالب على إتقان اللّـغة العربيّة قراءة وكتابة قبل الانتقال إلى صفٍّ جديد . 
زيادة متابعة معلمي اللّـغة العربيّـة وخاصّـة في مرحلة التّـأسيس من قبل وزارة التّـربية والتّـعليم ، وتدريب المعلّـمين بشكل مستمرّ . 
زيادة البرامج والأنشطة الدّاعمة للّـغة العربيّة لجذب الطّـلاّب للغتهم الأمّ . 
التّـشجيع على القراءة خاصّـة لطلاّب المرحلة الأساسيّة عن طريق العودة إلى المكتبة المدرسيّة ، وعدم التّـأثّـر بالأجهزة الإلكترونيّة . 

فأرجو من الجميع الاهتمام بهذه القضية الحساسة ، والّـتي تُـشكِّل حاجزًا كبيرًا أمام تقدُّم أبنائنا الطّـلبة في المرحلة الثّـانويّة ، فهذا واجب أخلاقيّ ووطنيّ ، علينا أنْ نوليه جُـلَّ الرّعاية والاهتمام .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023