وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
حسابات مصلحية في أزمات المنطقة
نشر بتاريخ : 9/3/2017 6:28:00 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

سيأتي اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقة .. حقيقة ما يجري على الساحتين السورية والعراقية من حروب واقتتال بحجة محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ، التي تحولت الى حجة واهية بعد ان جرى توظيفها من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتصارعة في تحقيق مصالحها الخاصة ، وفقا لاسس وحسابات مصلحية (ميكافيلية ) في تبرير انحطاطها وانحدارها الأخلاقي والقيمي والحضاري والانساني ، وهي ترتكب افظع الانتهاكات والممارسات الجرمية الوحشية تنفيذا لمخططات ومؤامرات نفوذية توسعية غاياتها وأهدافها تبرر وسيلتها القمعية البشعة ، ومتى .. ؟ في عصرنا الحديث الذي اوهمونا انه عصر الحضارة والاخلاق والقيم الإنسانية والأخلاقية التي حمل لواءها الغرب بشعاراته المزيفة الكاذبة حتى بات قتل النفس البشرية هو الهدف الاسهل القابع خلف شعاراته المشبوهة . يدعون محاربة الإرهاب في سورية والعراق مع ان هذا (الطعم ) لاصطياد الفريسة يقبع في اخر اجنداتهم المصلحية ، إذ لا احد يستهدف هذه الافة الخطيرة التي تحولت الى أداة ( تسترية ) تخفي اكثر واعظم مما تظهر ، تنفيذا لسيناريوهات شيطانية رسمت واعدت في غفلة من أصحاب الأرض التي تجري فيها معركة المصالح والنفوذ في توظيف خبيث لما يسمى بالإرهاب ، حتى اذا ما تم استهداف منطقة جغرافية معينة في الدول التي تشهد الحروب والصراعات تم التمهيد لذلك عبر تأمين الطرق والممرات الامنة للتنظيمات الإرهابية للسيطرة عليها واحتلالها ، عندها تنطلق العمليات العسكرية وتتحرك الجيوش النظامية التابعة للأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي اعدت هذه السيناريوهات المضللة والخادعة ، لتحكم سيطرتها على هذه المناطق بعد تحريرها من التنظيمات الإرهابية ، التي عليها اخلاء هذه المناطق والتوجه الى مناطق أخرى وفقا للخطة والدور المطلوب منها ، فالهزيمة بالنسبة لهذه التنظيمات تعني الانتقال الى محطة جغرافية أخرى حسب الخارطة ( النفوذية ) المعدة لذلك .

من هنا يمكننا ان نقرأ الصفقات التي عقدها تنظيم حزب الله الذراع العسكرية الطائفية لإيران في لبنان وسورية مع مسلحي القاعدة وفتح الشام ( جبهة النصرة سابقا ) التي تقتضي بالسماح لهؤلاء المسلحين بالخروج من الحدود اللبنانية ـ السورية ( القلمون الغربي وعرسال ) الى الحدود السورية ـ العراقية ( دير الزور ) والحدود السورية ـ التركية ( محافظة ادلب ) لمهاجمتها بحجة محاربة الارهاب من خلال ممرات أمنة تخترق هذه مساحات جغرافية واسعة وعلى مرأى من القوات الأميركية والروسية والإيرانية والتركية والسورية والتحالف الدولي والعالم اجمع . ما يعيدنا الى توظيف ايران لادواتها وميليشياتها الطائفية ممثلة بحزب الله والحشد الشعبي وغيرها  من الميليشيات في تمكين التنظيمات الإرهابية من احتلال المناطق السنية تحديدا في سورية والعراق ، ومن ثم تطهيرها طائفيا باحلال المكون الشيعي محل المكون السني بعد ان تكون ايران قد  حررتها من هذه التنظيمات !! .

وهكذا هي لعبة الأدوار وتقاسم النفوذ بين اطراف الصراع في دول المنطقة التي تشهد أزمات وصراعات داخلية . فالولايات المتحدة ترى في المنطقة وسيلة لتأكيد احقيتها بقيادة المنظومة الدولية وضمان أمن إسرائيل  من خلال تدمير دول عربية مؤثرة كسورية والعراق وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية ، وروسيا تسعى الى استرداد هيبتها ومكانتها الدولية والوصول الى المياه الدافئة وسواحل البحر المتوسط لضمان احتكارها لتصدير الغاز الى دول أوروبا ، وايران تستهدف تأمين مشروعها البري الاستراتيجي من حدودها الى لبنان والبحر المتوسط عبر الأراضي العراقية والسورية ، واحكام سيطرتها الطائفية في المنطقة ، وتركيا تريد ضمان تمددها الإقليمي وتحقيق مصالحها وتأكيد حضورها ونفوذها كقوة إقليمية ، بينما بقية الأطراف هي مجرد أدوات في خدمة مصالح الأطراف الخارجية الإقليمية والدولية . فالكل يمارس دوره في لعبة تقاسم النفوذ في المنطقة ، ويصفق للانتصار بما في ذلك المهزوم !! .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023