التلهوني: تسجيل 21 قضية اتجار بالبشر في الأردن خلال النصف الأول "الحديد والعبداللات" : ضرورة إدراج مادة تعليمية حول الجرائم الإلكترونية في المناهج - فيديو "السعودي وعواد " : " التوجيهي" بحاجة لمراجعة - والتعليم لا يمكن اختزاله في إمتحان - فيديو بدء المرحلة الميدانية لمشروع "المرصد الشبابي لرصد أداء البلديات" في إربد وبني عبيد وصول الدفعة الثامنة من أطفال غزة للعلاج في الأردن - صور 60 شهيدا من منتظري المساعدات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية المعايطة يفتتح سرية الهجّانة الرابعة في مغفر أم القطين التاريخي بعد إعادة ترميمه وتأهيله الأردن يجلي 112 أردنيا ورعايا دول صديقة من السويداء السورية "الأكاديمية الروسية": الزلزال "كامتشاتكا" الذي ضرب روسيا ودول المحيط الهادي أحد أقوى الزلازل في التاريخ اجتماع وزاري سوري "إسرائيلي" جديد في باكو الخميس حول "الوضع الأمني جنوب سوريا" جامعة مؤتة تنظّم يوماً علمياً حافلاً بالأنشطة الثقافية والإبداعية شخصان يعتديان على موظف في "هندسة البلديات" بإربد بعد خلاف على معاملة الزميل حسين عليمات يبارك للمخرج ظاهر الخزاعلة تخرج ابنته أفنان القبض على لص سرق محتويات مضافة عشائرية في إربد مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بوفاة النائب الأسبق الشهوان
القسم : بوابة الحقيقة
لبسوا الكفافي ومشوا
نشر بتاريخ : 5/24/2025 3:19:38 PM
د. حفظي اشتية


بقلم: د. حفظي اشتية

ــ خيبات واقعنا المتكررة تحاصرنا وتكاد تخنقنا، وينحبس فينا الكلام طويلا في انتظار أن ينبجس الأمل، لكنّ المطلب عزيز، والطريق شاقّ وطويل، والفم الغارق بالماء مسجون في سلاسل القهر والقلق، قد عزّ عليه النطق، فيشرد الذهن الكليل نحو تصاوير المعاناة التي تجود بها قرائح فحول الشعراء، يبحث فيها عن التأسي والسلوى، وليأخذ منها قبسةً من نور ونار ترسم بعض ملامح التفاؤل في هذا الليل البهيم.

ــ " طلال حيدر " الشاعر اللبناني المُفلق، ابن بعلبك الذي يغذّ الخُطا نحو التسعين من العمر، لم تثقله، ولم تكبح جماح تمرده، تربّع فوق ثمانية عقود وهو يحمل مشعل الشعر المحكيّ، فصاغه بنبض القلب ندىً ومسكاً يفوح شذىً على ورق الورد. من ذلك مقطوعة متفجرة بالمعاني من كلمات قليلات، تعانق الأخيلة المتعَبَة بالبحث عن الأمل وسط أكوام الأوهام وبريق السراب الغادر.

ــ " لبسوا الكفافي ومشوا.... ما عرفت مينُن هِنْ.... ما عاد رح يرجعوا.... يا قلب حاجي تعِنّ.... لا حصان جايب حدا.... ولا سرج عمْ بِرِنّ.... اضحك سنّك ذهب.... خليه يبان السنّ.... خليك مثل القصب.... كل ما عِتق بِحِنّ........"

ــ تتوارد الخواطر الحائرة العاصفة المشبعة بالأمل والحنين والحزن والقلق الجارف من المجهول وهي ترود رياض هذه المقطوعة، فتثور أسئلة تصطخب بين الجوانح: مَن هؤلاء الغامضون الغرباء الراحلون الذين لبسوا الكفافي؟ وإلى أين مشوا؟ ولماذا ذهبوا ولم يرجعوا وأوجعوا القلب فأَنّ وعَنّ؟ ولماذا غرق المشهد في يأس مرير غاب فيه الحصان العائد بالفارس وتوارى السرج عن صهوته؟ لكنّ الأمل يجب أن يُستنبت من جديد لتشرق ابتسامة سنّ الذهب، والذهبُ النفيسُ الذي يقهر الزمان سيلامس أنفاس القصب كلما عتق عذُب وصاغ أروع الألحان.

ــ لحّن المقطوعة " مارسيل خليفة " الفنان الملتزم بقضية الأمة، وتعاقب على غنائها فنانون مرموقون مثل : " ماجدة الرومي "، و" أميمة خليل "، ثم صفا اللحن، وارتقت الكلمات عاليا بحنجرة " وديع الصافي "، وسَرَتْ نسماتٌ نديّةٌ في أرواحنا العليلة، فرسمتْ بسماتٍ تطل من عيون عربية سوداء تلوح في الخيال، تظلّل أهدابَها الكفافي التي تحضن الشرف العربي، وتكتم أسرار الغياب، لكنها تبوح بوجهتها وهي ترنو بشوق نحو الوطن السليب الجريح، فيتردّد الصدى عبر المدى جيلا فجيلا: لا بدّ من القدس وإن طال السفر، ومهما عظُمتْ التضحيات وغلا المَهر.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025