تسمم غذائي يطال 23 طالباً في إربد بعد تناولهم الفلافل من مطعم هل استخدمت الحكومة "حيلة" لرفع فواتير المياه؟ فيديو لا فواتير "هواء".. والمياه توضح لـ "الحقيقة الدولية": تصريحات الوزير فهمت بشكل خاطئ ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة ثانية تاريخية الحسين يحقق فوزا ثمينا على سباهان الإيراني في مستهل مشواره الآسيوي أمير قطر يحلُّ ضيفا على الأردن اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت- فيديو اربد : تسمم 5 طلاب إثر تناولهم وجبات من مطعم وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء17 -9 -2025 بسبب خلاف على اصطفاف سيارة - وفاة بمشاجرة في منطقة طبربور إعلان الدفعة الرابعة من مرشحي بعثات الدبلوم العالي للمعلمين - رابط الحسين إربد يستهل مشواره الآسيوي بفوز على سباهان الكرك .. جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم معرض للملابس المجانية أرسنال يعبر أتلتيك بلباو في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا الحوثيون: استهدفنا هدفا "اسرائيليا" حساسا في يافا
القسم : بوابة الحقيقة
بين “أم المعارك” و”أم القنابل”
نشر بتاريخ : 4/29/2017 11:59:28 PM
أ.د. محمد الدعمي




بقلم: أ.د. محمد الدعمي

لا يخفى حتى على أعضاء الكونجرس الجمهوريين خشيتهم من تداعيات قرار حرب متهور ضد كوريا الشمالية، درجة أنهم لا يستحضرون ما جرته حرب احتلال العراق على الولايات المتحدة والعالم الغربي عامة من ويلات وثبور بسبب مثل هذه التداعيات، الاقتصادية الكارثية. وإذا كان من الصحيح أن العراق لم يتمكن من إرسال صواريخ إلى أميركا ولا إلى أي من حلفائها في المنطقة المجاورة له عبر الشرق الأوسط آنذاك كما كان يعتقد آنذاك، فإن ما يقض مضاجع المراقبين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة هو مفاجأة قد تكون مخبوءة ومدبرة لدى بيونج يانج في حالة نشوب الحرب.

لذا ستحاول إدارة الرئيس الجديد، دونالد ترامب، جاهدة سلوك كل الطرق الممكنة لتجنب أي صدام عسكري يبرهن عبره الكوريون الشماليون عن قدرة ردع عسكري غير متوقعة القوة ولا محسوبة الآثار خاصة بقدر تعلق الأمر بمدن الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية. أما “أم القنابل”، التي سبقتها “أم المعارك”، فلا يبدو بأنها ستكفي لتردع الرئيس الكوري الشمالي الذي استحق الآن ما استحقه الرئيس السابق صدام حسين من نعوت وتوصيفات هدفت إلى الحط من إمكانية توازنه الشخصي، لذا فقد تم استحضار كامل منظومة النعوت والصفات السلبية التي أطلقت آنذاك على الرئيس الكوري الشمالي، وهي ألفاظ من نوع “متهور” و”كتوم” و”تآمري” ولا يمكن ردعه ولا توقع ما قد يفعل.
قد يكون هذا الاستحضار البلاغي مقدمة لشن حرب، إلا أن النتائج غير المؤكدة لعملية إسقاط “أم القنابل” في منطقة غير مأهولة بأفغانستان على حدودها مع باكستان راحت تبتلع فكرة بث الخوف في قلب الرئيس الكوري الجنوبي الذي لا يهمه ما يطلقه عليه الإعلام الأميركي من هجمات شخصية، بقدر ما يهمه المحافظة على ذات الزخم الإعلامي التخويفي الذي لا يقف عند حد، كما يبدو للأميركان.

إنه لمن البداهة بمكان بأن التقريب والتقرب بين واشنطن وبكين إنما يستبق خطة للإجهاز على أقوى وأهم داعم وحليف لكوريا الشمالية. وإذا كانت فكرة تشديد العقوبات الاقتصادية ستساعد على تجنب الحرب الآن، فإن ما أكدته التجربة الأميركية في العراق هو أن العقوبات مهما زادت وتشددت وأُحكمت، فإنها لا بد وأن تترك من الثغرات ما يسمح لكوريا أن لا تتوقف عند حد معين في تطوير برامجها الصاروخية الهادفة إلى اكتساب القدرة على عبور المحيط الهادي إلى مدن كاليفورنيا الرئيسة كلوس أنجلوس.

تكمن المشكلة الآن، بالنسبة للعقل الإداري الأميركي، في إمكانية استدراج الصين العملاقة إلى غياهب أي ارتطام عسكري مع كوريا الشمالية. لذا سيتواصل مسلسل التخويف الكوري/الأميركي والأميركي/الكوري إلى ما لا نهاية حتى يجد الدبلوماسيون فضاءً كافيًا للتصرف، وإلا فإنها ستكون حربًا لا تبقي ولا تذر إن نشبت، لا سمح الله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025