وفاة جدة موسى التعمري رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء إيقاف ثنائي باريس لنهاية مونديال الأندية.. وعقوبة "مخففة" لمدافع ريال مدريد هویسن توقيع 6 اتفاقيات أردنية - كويتية في السياحة والتعليم والثقافة والعمل الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة انطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" الحكومة تقترض 400 مليون دولار مؤسسة الضمان الاجتماعي توقع مذكرة للتوعية الصحية ومكافحة التدخين البنك الدولي: 950 ألف مستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية في الأردن "الإدارة المحلية" تنفي إدراج اسم شخص متوفى ضمن "مجلس المفرق" مدير "ضريبة الدخل" يحذر من اعداد برمجيات للتلاعب بالفوترة اصابة ٩ اشخاص بحريق منزل في ضاحية الرشيد عشرات الآف المتظاهرين في اسبانيا يشكلون خريطة بشرية لفلسطين - فيديو "محور موراغ".. آخر العقبات المتبقية لإبرام اتفاق وقف النار تمديد إعفاء تذاكر السفر من الضريبة لشركات من مطار الملك حسين في العقبة لـ 3 سنوات

القسم : بوابة الحقيقة
بين “أم المعارك” و”أم القنابل”
نشر بتاريخ : 4/29/2017 11:59:28 PM
أ.د. محمد الدعمي




بقلم: أ.د. محمد الدعمي

لا يخفى حتى على أعضاء الكونجرس الجمهوريين خشيتهم من تداعيات قرار حرب متهور ضد كوريا الشمالية، درجة أنهم لا يستحضرون ما جرته حرب احتلال العراق على الولايات المتحدة والعالم الغربي عامة من ويلات وثبور بسبب مثل هذه التداعيات، الاقتصادية الكارثية. وإذا كان من الصحيح أن العراق لم يتمكن من إرسال صواريخ إلى أميركا ولا إلى أي من حلفائها في المنطقة المجاورة له عبر الشرق الأوسط آنذاك كما كان يعتقد آنذاك، فإن ما يقض مضاجع المراقبين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة هو مفاجأة قد تكون مخبوءة ومدبرة لدى بيونج يانج في حالة نشوب الحرب.

لذا ستحاول إدارة الرئيس الجديد، دونالد ترامب، جاهدة سلوك كل الطرق الممكنة لتجنب أي صدام عسكري يبرهن عبره الكوريون الشماليون عن قدرة ردع عسكري غير متوقعة القوة ولا محسوبة الآثار خاصة بقدر تعلق الأمر بمدن الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية. أما “أم القنابل”، التي سبقتها “أم المعارك”، فلا يبدو بأنها ستكفي لتردع الرئيس الكوري الشمالي الذي استحق الآن ما استحقه الرئيس السابق صدام حسين من نعوت وتوصيفات هدفت إلى الحط من إمكانية توازنه الشخصي، لذا فقد تم استحضار كامل منظومة النعوت والصفات السلبية التي أطلقت آنذاك على الرئيس الكوري الشمالي، وهي ألفاظ من نوع “متهور” و”كتوم” و”تآمري” ولا يمكن ردعه ولا توقع ما قد يفعل.
قد يكون هذا الاستحضار البلاغي مقدمة لشن حرب، إلا أن النتائج غير المؤكدة لعملية إسقاط “أم القنابل” في منطقة غير مأهولة بأفغانستان على حدودها مع باكستان راحت تبتلع فكرة بث الخوف في قلب الرئيس الكوري الجنوبي الذي لا يهمه ما يطلقه عليه الإعلام الأميركي من هجمات شخصية، بقدر ما يهمه المحافظة على ذات الزخم الإعلامي التخويفي الذي لا يقف عند حد، كما يبدو للأميركان.

إنه لمن البداهة بمكان بأن التقريب والتقرب بين واشنطن وبكين إنما يستبق خطة للإجهاز على أقوى وأهم داعم وحليف لكوريا الشمالية. وإذا كانت فكرة تشديد العقوبات الاقتصادية ستساعد على تجنب الحرب الآن، فإن ما أكدته التجربة الأميركية في العراق هو أن العقوبات مهما زادت وتشددت وأُحكمت، فإنها لا بد وأن تترك من الثغرات ما يسمح لكوريا أن لا تتوقف عند حد معين في تطوير برامجها الصاروخية الهادفة إلى اكتساب القدرة على عبور المحيط الهادي إلى مدن كاليفورنيا الرئيسة كلوس أنجلوس.

تكمن المشكلة الآن، بالنسبة للعقل الإداري الأميركي، في إمكانية استدراج الصين العملاقة إلى غياهب أي ارتطام عسكري مع كوريا الشمالية. لذا سيتواصل مسلسل التخويف الكوري/الأميركي والأميركي/الكوري إلى ما لا نهاية حتى يجد الدبلوماسيون فضاءً كافيًا للتصرف، وإلا فإنها ستكون حربًا لا تبقي ولا تذر إن نشبت، لا سمح الله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023