وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء – 1- 7 – 2025 العين القضاة: مادة "الميثانول" ترهق الجهاز العصبي وهي مادة خطرة جداً - فيديو ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 228 بلدية الرمثا تباشر المراحل الأخيرة من شارع الأربعين بعد انتظار لعقود - فيديو انطلاق معسكر "الصحة والشباب" في بيت شباب البترا رئيس الوزراء يستقبل رئيس الهلال الأحمر الأردني البريزات يبحث تعزيز التعاون السياحي مع منظمة السياحة العالمية في مدريد جلسة لمجلس محافظة الكرك لمراجعة مشاريع المحافظة ٢٠٢٥ مجلس محافظة جرش تقرير راصد مجحف رئيس بلدية كفرنجه يصف تقرير راصد بأنه غير دقيق انطلاق فعاليات المراكز الصيفية القرآنية في جرش النائب المشاقبة : بحاجة لخطط عابرة للحكومات ورؤية واضحة لتحقيق نجاح بالتعليم تعيين سيدة “متصرف لواء” لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية اكتشاف خاصية خطيرة لـ"أوميغا 3"! واشنطن تعيد موظفيها ودبلوماسييها تدريجيا للعمل بالمنطقة عقب حرب الـ12 يوما

القسم : بوابة الحقيقة
هل نحتاج لسردية إعلامية سياسية متواصلة في هذه المرحلة؟
نشر بتاريخ : 3/31/2024 11:37:11 AM
أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل


بقلم: أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل

 

عزيزي القارئ ، الدستور الأردني في إحدى  مواده الدستورية ما ينصّ على حرية الرأي والتعبير المنضبط  فقط ، في حين لم يفسح مجالاً واحداً أو يمنح مساحة واحدة من النص الدستوري أو من روح هذا النص لفوضى الرأي والتعبير الخارج عن النص الدستوري ،  وعليه ، فهنا لا بُدّ من  مقاومة الرأي والتعبير الفوضوي بالطرق السلمية والوسائل السليمة عبر الحوار البنّاء والحوار المثقف وجهود الماكينة الإعلامية الرسمية بالتحديد ، لأن فوضى الخطاب وحِمم الألفاظ والتعابير توذي شامات الوطن ، ولسنا  بحاجة للتعابير المراهقة ولا للمزايدات على الموقف المعلن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة ، بل ومنذ خمسة وسبعين عاماً ونيف لم يتغير موقف الأردن من القضية الفلسطينية في عدالة هذه القضية، ولسنا في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية بموطن الدعايات الشخصية والشعبوية ومعارضها أمام الجماهير ، ولسنا - أيضاً-في حلبة منافسات من يُحرّض الشارع أكثر من الآخر ، فاتجاه بوصلتنا الصحيح يعرفونه أشقائنا في غزة جيداً ،فلا أعتقدُ أن سكان غزة مع تهديد  أمن الوطن واستقراره وأمنه وأمانه وسلامته و سكينته واطمئنانه وجماله ، وتاريخه وثقافته وحضارته ونسيجه المجتمعي من جهة ثانية .

 

فماذا بعد  شُكر ائتلاف شباب محافظات قطاع غزة لجلالة الملك عبدالله الثاني على ما يقدّمه شخصياً ، وما تقدمه المملكة بتوجيهاته اليومية المباشرة من دعم لقطاع غزة في ظل العدوان البغيض ، بل هذه رسالة قوية لها مدلولاتها وأبعادها الإيجابية للحفاظ على سلامة الأردن وحفظه أمنه واستقراره، فهو متنفس فلسطين ورئتها الثانية .

 

ومن معرفتي بمجتمعنا  الأردني الأصيل  بخاصّة ، فإنه لا يقبل ولا يرضى بإيديولوجيات تفرق ولا تجمع ، ومثل  هذه الغوغائيات غير المنضبطة والتعابير المنفلتة والشعارات الفضفاضة غير المحسوبة فهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً ، وعلى مجتمعنا المترابط والمتراحم والمتفاهم والمتواصل كالجسد الواحد يشد بعضه بعضاً  وكصورة البنيان المرصوص خلف  قيادتنا الهاشمية الحكيمة تارة ، وخلف روابطنا المشتركة : كالدين واللغة والتاريخ والفكر والأخلاق والقيم والمبادئ تارة أخرى ، ناهيك عن سيادة القانون الذي يحمي الوطن والمواطن والمجتمع الذي أجمع على تنفيذه وتطبيقه شعبنا الموحد .

 

ولتفادي مثل الأخطار السلبية وصناعة الأزمات التي تبعدنا عن الهدف الأسمى وهو الوقوف خلف الملك وجهوده الكبيرة في دفع العدوان على أشقائنا في غزة ووقف هذه الحرب الهستيرية والمجنونة والفاقدة لوعيها على أهلنا في قطاع غزة ، فإن مواطننا  الأردني يحتاج إلى سردية إعلامية سياسية مشتركة في سبيل تعزيز لحظة التنوير والانفتاح على جهود سيد البلاد في تغيير مواقف سياسية وإنسانية  دولية وعالمية، ودعوته المستمرة في سبيل وقف الحرب المستعرة على غزة من جهة ،  وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية والدوائية والطبية وغيرها عبر المعابر البرية والإنزالات الجوية المباشرة التي لا تتوقف من خلال أبطال سلاح الجو الأردني أو عبر إنزالات جوية بالاشتراك مع دول عربية وأجنبية ، منها لم تكن لديها دراية وعلم عن الخطوة الأردنية في كيفية نقل وإيصال المساعدات أو طرق  على تأمين هذه المساعدات المختلفة .

 

عزيزي القارئ ومرةً أخرى ، فإنّ الدور الأردني كبير ومواقفه السياسية والإنسانية أكبر ، فلماذا لا  يقوم إعلامنا الرسمي  بتقديم سردياته  بشكل دائم ؟ لماذا لا يعقد إعلامنا مؤتمراً صحفياً أسبوعياً لهذه الغاية؟ فأنا لستُ مع مؤتمر المناسبة فقط  ، لماذا لا تشرح  وجهة نظر الدولة للمواطنين ومواقفها الكبيرة بشكل دائم ؟ لماذا لا  تسجل حضوراً إعلامياً يومياً  في مقرات الأحزاب السياسية القديمة النشأة والحديثة حول مسارات الدعم الأردني اليومي  لأشقائنا في غزة والضفة الغربية. مثلاً ؟

بتقديري ، لو فعل إعلامنا الرسمي ما طرحته  من أسئلة حائرة فلسوف لا نشاهد  إشغالات لقوى الأمن العام وأجهزتنا الأمنية، ولحركة المرور مثلاً في المدن الأردنية الكبرى  ،في الوقت الذي تنشغل فيه الدولة الأردنية لوقف العدوان بطرقها السياسية والدبلوماسية ومواصلتها الضغط المستمر لوقف الحرب على غزة بصورة فورية .

 

إنّ الدور الإعلامي التواصلي والتفاعلي في هذه المرحلة الدقيقة مهم ، بل في غاية الأهمية بمكان لحساسية المرحلة ولدقتها وخطورتها ، فالحرص كل الحرص والحذر كل الحذر  على أمننا الداخلي وجبهتنا الداخلية وتراصها ؛ نظراً لإيماني الكبير بأنّ قوة الأردن اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً هو قوة لأهلنا في قطاع غزّة من جهة ، وللقضية الفلسطينية برمتها من جهة أخرى.

 

نعم ، نحتاج إلى سردية إعلامية سياسية متواصلة استثنائية وحصرية و رسمية ذكية تُعنى بالظرف الحالي الذي تمر به المنطقة ، فالموقف يستدعي لإظهار حجم دورنا الأردني الرسمي على كافة المستويات السياسية والإنسانية، وهي وسيلة لإغلاق الطريق وقطعها بشكل نهائي على صُنّاع الفتن وإثارة البلبلة والشعبويات المكشوفة والدعايات الشخصية لمستقبل هذه الشخصيات القادم على حساب ما هو أهم .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023