الأحد .. أجواء صيفية اعتيادية في اغلب المناطق طلبة التوجيهي يواصلون التقدم لامتحان الثانوية العامة 3944 طنا من الخضار والفواكه وردت للسوق المركزي الأحد الجيش يحبط تهريب مخدرات بطائرة مسيرة على الواجهة الغربية وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه

القسم : بوابة الحقيقة
«فنون» إخفاء المجازر إسرائيلياً
نشر بتاريخ : 8/27/2022 10:15:00 AM
د. اسعد عبد الرحمن

منذ العام 1948، يد إسرائيل موغلة في الدماء، بدءاً من مجزرة دير ياسين مروراً بمجزرة الطنطورة التي يعرفها الفلسطينيون تماما والتي اعترف الإسرائيليون بها مؤخراً، وليس انتهاء بمجزرة كفر قاسم، وغيرها الكثير، وصولاً إلى عمليات القتل شبه اليومية بذرائع وحجج واهية، فضلا عن مخططات التطهير العرقي وإجراء عمليات ترانسفير... وهذه كلها الهدف منها واحد وفق الآلية الإسرائيلية القديمة/ الجديدة: «أرض (يهودية) أكثر» و"عرب أقل!!».

 

فيما يخص مجزرة الطنطورة، نحن أمام واحدة من أخطر المحاولات في تاريخ «إسرائيل» ليس لإخفاء جريمة حرب بل إسكات النقاش، إسرائيليا، حول هكذا جرائم. هنا، تلجأ إسرائيل للعديد من الأكاذيب وإن لم يكن لنفي المجزرة، فالتقليل من عدد الضحايا باعتبار أن القتلى كانوا من المقاتلين في المعركة، مع تجاهل تام لما حدث بالفعل في الطنطورة في 23 أيار/ مايو 1948، وكيف تم حجب الأحداث عن المجتمع الإسرائيلي حتى اليوم. وبذلك، فإن «إسرائيل» لا تسعى فقط للتستر على مجزرة الطنطورة أو غيرها من المجازر الكبرى في التاريخ الفلسطيني الحديث بل هدفها الأساس هو محاولة إخفاء النكبة برمتها.

 

لقد «اعتادت» الدولة الصهيونية، وبشكل منهجي، على إخفاء أدلة طرد العرب عام 1948، ونحن لا نحتاج إلى اعتراف إسرائيلي بما حدث في الطنطورة في عام النكبة، أو حتى في أي مجزرة غيرها. ففلسطين التاريخية، كلها، ومنذ العام 1948 مناطق تواجه واقعا سياسيا واحدا، هو مضمون الصراع على الأرض، الصراع على الوجود في وجه حركة استعمارية/ «استيطانية"/ إحلالية تسعى حثيثا لاقتلاع الفلسطيني من أرضه وإحلال الغريب فيها. لكن اعتراف عدد من المجندين في «لواء ألكسندروني» في العصابات الصهيونية والخاص بتنفيذ عناصر من اللواء مجزرة رهيبة في أهالي القرية الأبرياء، وإجبارهم مجموعة من رجال القرية لاحقا على إعداد حُفر عديدة لدفن جثث القتلى في قبور جماعية، وطمس معالم المنطقة التي تحولت مع مرور الزمن إلى موقف للسيارات قرب شاطئ الطنطورة، يفسد على «إسرائيل» ما تخفيه من جرائم حرب في العام 1948، مع أنه للأسف لم يقم الفلسطينيون بأي خطوة لجعل هذه المجزرة أو غيرها لحقت بالشعب الفلسطيني سلاحا سياسيا.

 

"فنون» إخفاء المجازر إسرائيليا هدفه إلغاء الرواية الفلسطينية منذ العام 1948. لذلك، لا تيأس «إسرائيل» من محاولات نفي أي من البحوث والدراسات التاريخية وحتى الأدبية، التي تتطرق إلى الرواية الفلسطينية لكنها تواجه هجمات الإنكار صهيونيا. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن «طواقم سرية تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، بدأت منذ مطلع 2010 بإجراءات مسح شامل لأرشيفات في أنحاء «إسرائيل» وتقوم بإخفاء وثائق تاريخية، خاصة تلك المتعلقة بأحداث وقعت أثناء النكبة عام 1948، في إطار عملية منهجية لطمس أدلة على النكبة». وبحسب تقرير نشرته «هآرتس": «هذه الطواقم تنقل الوثائق وتحتجزها في خزنات خاصة، وأن المسؤول عن حملة إخفاء هذه الوثائق هو جهاز سري داخل جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي تعتبر نشاطاته وميزانيته سرية، وأنها أخفت وثائق تحتوي على شهادات جنرالات في الجيش الإسرائيلي حول قتل فلسطينيين وهدم قرى».

 

اليوم هناك اعترافات إسرائيلية بشأن مجزرة الطنطورة كمثال. فهل الفلسطينيون مستعدون للتحرك من أجل تحويل هذه الاعترافات إلى قوة ضاغطة من أجل إحداث تغيير في التعاطي العالمي، ولم لا الإسرائيلي أيضًا مع الرواية الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023