تنظيم قطاع الاتصالات: توعية مستمرة لحماية المواطنين من الاحتيال الإلكتروني أسعار الذهب ترتفع 70 قرشا في السوق المحلية السبت شهداء وجرحى إثر استمرار غارات الاحتلال على غزة اجواء حارة نسبيا اليوم وانخفاض تدريجي على درجات الحرارة اعتبارًا من الغد بيتكوين تتجاوز 100 ألف دولار بدعم من تفاؤل تجاري أمريكي بريطاني 4 أطعمة صديقة للقولون العصبي تخفف الانتفاخ والانزعاج 5 اختبارات منزلية بسيطة تكشف جودة عسل النحل 8 نصائح ذهبية لتعزيز هرمون التستوستيرون بعد الخمسين السيسي وبوتين يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط يويفا يرفع جوائز دوري الأبطال إلى 2.47 مليار يورو والأندية تتنافس على ملايين الأرباح المكسيك تقاضي غوغل بسبب تغيير اسم "خليج المكسيك" في خرائطها عجز الميزانية الأمريكية يرتفع 196 مليار دولار رغم جهود خفض الإنفاق إيران وأمريكا تستأنفان المحادثات النووية في عُمان الأحد انهيار مبنى في فاس يودي بحياة 9 أشخاص وإصابة 7 آخرين جماهير باريس سان جيرمان تسخر من مبابي بعد بلوغ نهائي دوري الأبطال

القسم : مقالات مختاره
85 % من أوائل التوجيهي'إناث'!
نشر بتاريخ : 8/23/2022 11:32:50 PM
د. ابراهيم البدور

خلال جلسة مع مسؤولين في وزارة التربية؛ حدث نقاش حول نتائج التوجيهي هذا العام، وكان من ضمن الارقام الصادمة أن 85 % من الاوائل على مستوى المملكة هن إناث!

هذه النسبة استوقفتني كما استوقفت الحاضرين في تلك الجلسة، حيث كان فحوى النقاش عن أسباب هذه النسبة المرتفعة بالرغم من ان نسبة الذكور المتقدمين للامتحان متقاربة لنسبة الإناث، ونفس الخدمة التربوية تقدم للطرفين دون تمييز.

عند البحث عن أسباب هذا التفوق «الجندري «تبرز عدة عوامل حاسمة لهذا التمييز؛ حيث إن العوامل الاجتماعية والثقافية والتربوية تلعب الدور الاساسي في تفسير هذه الظاهرة.

واذا تعمقنا في الأسباب بشكل مفصل نلاحظ تأثير المنظومتين الاجتماعية والتربوية، واللتين تظهران جلياً من خلال طبيعة التربية التي تتلقّاها الإناث والمختلفة جذرياً عن نظيرتها عند الذكور؛ حيث هذه التربية تجعل الفتيات يتعوّدن على نوع من الانضباط في السلوك، ما يجعلهنّ بالتالي أكثر انضباطاً من الذكور في المدرسة، ويعود الانضباط عند الاناث إلى كونِهنّ يحظين بتتبّع دائم من طرف أسرهنّ بالمقارنة مع الذكور – ليس في المدرسة فحسب- بل في مختلف مناحي الحياة، كذلك نتائج هذه التربية التي تتلقّاها الفتاة منذ طفولتها تجعلها أكثر قابلية للانتباه والتنظيم وإتمام الواجبات وحسن الإصغاء واتباع التعليمات بدقّة اكثر من الذكور.

التمييز الجندري والمجتمع الذكوري – خصوصاً في عالمنا العربي- يدفع الاناث الى أن يكنّ أكثر إصراراً ومثابرةً وصبراً خلال فترات طويلة، ويدفعهن بالقيام بمجهود مضاعف من أجل إبراز نجاحهنّ وكسب مكانتهنّ باستحقاق، عكس الذكور الذين يشعرون بالتفوق والتميّز لمجرّد أنّه ذكر، الأمرُ الذي لا يدفعه لبذل مجهودٍ كبير لإثبات ذاته ومكانته.

وهنا يبرز سؤال يُطرح بشكل متكرر؛ هل هذا التفوق ناتج عن كون الاناث اذكى من الذكور!، وهل الاناث فسيولوجياً او بحجم الدماغ يعكس هذا التفوق!

الجواب العلمي هو «لا»؛ حيث حجم الدماغ عند الذكور اكبر ووزنه أكثر بحدود 100g، وفسيولوجياً الذكور ليس لديهم هرمونات تتحكم في مزاجهم ونفسيتهم مثل الاناث.

وحسب هذه المعطيات فإن المفروض ان يكون الذكور اذكى وتحصيلهم اعلى ولكن العكس هو الصحيح .

هذه الظاهره تتكرر كل عام وبنسب متقاربة، واذا بقيت هذا النسب لفترة طويلة فإن ذلك سيؤدي الى اختلال في نظام المجتمع وتركيبته، وهذا فعلياً ما أصبحنا نراه في مهن محددة، حيث مهنة التعليم أصبحت فيها بطالة عالية في الاناث مقارنة مع نقص عند الذكور، وحتى المهن الصحية مثل التمريض يلاحظ نقص في الذكور مقارنةً مع زيادة في عدد التمريض الاناث….

ليس المطلوب تقليل نسب تفوق الاناث، ولا محاربة هذا التفوق المستحق لا بل يجب دعمه؛ «لكن» المطلوب في الجانب الآخر هو رفع نسبة تفوق الذكور أيضًا، بحيث نعيد التوازن الذي اختل في آخر فترة.

ولتحقيق ذلك لا بد من التركيز على الدور العائلي في توفير الجو الاسري والبيئة المدرسية الهادفة لزيادة الدافعية عند الذكور للتحصيل والتفوق، ومضاعفة اهتمام اولياء الامور بمشكلات أبنائهم ومتابعة تحصيلهم أولاً بأول، كما على المعلمين في مدارس الذكور استخدام اساليب وطرق وانشطة جاذبة للطلبة في المدارس والاهتمام بهم ومراقبة سلوكهم وتقويمه وبناء صداقات تشكل عامل دفع للطلبة للتفوق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023