الضمان: تمديد العمل بقرار إلغاء فائدة تقسيط المديونية على المنشآت المدينة وزيرا المياه والطاقة يكشفان عن سلسلة تفاهمات ومباحثات مع سوريا وزير المياه: سد الوحدة شمالي الأردن لم يمتلئ منذ سنوات الخارجية تتابع وفاة 3 أطفال أردنيين بحادث سير في السعودية وزير الطاقة السوري: زيادة كميات الغاز التي سترسل عبر الأردن إلى سوريا الأردن وسوريا يبحثان تشكيل فريق مشترك لرفع قدرة الربط الكهربائي الموافقة على تسوية 858 قضية عالقة بين مكلفين والضريبة انتهاء المهلة القانونية لمنتحلي صفة صحفي أو إعلامي الموافقة على أسس جديدة لغايات منح المستثمرين الجنسية أو الإقامة اللواء الحنيطي يلتقي قائد القيادة المركزية الأميركية مناقشة رسالة ماجستير في إدارة الأعمال الدولية بجامعة جرش للباحث العنزي "هيئة الطاقة" تتلقى 388 طلبا للحصول على تراخيص خلال أيار الماضي وزير الصحة يفتتح مركز صحي الشوبك الشامل رئيس النيابة العامة يقرر حظر النشر في قضية التسمم الكحولي ترامب: "إسرائيل" وافقت على شروط هدنة في غزة مدتها 60 يوما

القسم : بوابة الحقيقة
هل مِن رقابةٍ على الطيور والدواجن الحَيَّة التي تُباع على الأرصفة تحديداً ؟
نشر بتاريخ : 9/1/2021 1:10:33 PM
حنا ميخائيل سلامة


بقلم: حنا ميخائيل سلامة

 

لا أحدَ ينكر الدورَ الذي قامت به الجهات الرقابية الصِّحية والبيئية المختصة في ظل تفشي وباء كورونا الذي اجتاح منطقتنا كما حال العَالَم كله. هذا الدور الذي تبدَّى بتشديد الرقابة على الجانب الصحي، وشمل أيضاً إلزام أفراد المجتمع تطبيق أقصى شروط السلامة الصحية والطبية والمحافظة على النظافة سواء الشخصية أم نظافة البيئة، وما واكبَ ذلك مِن تعليمات اقتضتها الضرورة. وقد قامت الجهات المَعنيَّةِ بالمراقبةِ والتفتيشِ بتطبيقِ القوانين والتعليمات ومخالفة مَن يتجاوزها حفاظاً على الصحة العامة ولمنع تفشي الوباء.

 

غيرَ أنَّ ظاهرة صحية بيئية مُزمِنة ينبغي التنبيه إليها لأهميتها وخطورتها وتتعلق بالطيور والدواجن الحَيَّة التي يُصار إلى عرضها وبيعها على أرصفةٍ مُحدَّدَة لشوارعَ رئيسية وفي مناطق وأحياء مختلفة وقُربَ تجمعات سكانية. ومِن متابعة متواصلة ومشاهدات عن قُرب تبين أنَّ ما يُعْرَضُ ويُباع  على الأرصفة -وليس في محلاتٍ مرخصة -ليس تحت نظر ومتابعة الرقابة الصحية، والصحية البيطرية بما في ذلك الرقابة البيئية على النَّحو المنشود. وقبل أن ينبري مَن يقول هذا الأمر يُجانب الحقيقة ندعوهُ وكمثالٍ واحدٍ مِن عشرات الأمثلة لزيارة وسط عمان ورؤية واقع الحال بالعين المُجرَّدة. حيث يزدحم الدجاج الحيُّ ومثله الديوك والحمام والبط والإِوَزّ المُدجَّن والأرانب وغير ذلكَ في أقفاصٍ ومِن غير أقفاص على الرصيف العام قُبالة مداخل سوق الخضار في شارع الملك طلال دون تطبيق أدنى الشروط الصحية أو المعايير البيئية ودون تعقيم الموقع يومياً حسب الأصول، بحيث تنبعث من تلك المعروضات الحَيَّة ومِن نَفضِ رِيشِها المُستمر وتناثُره ومِن مخلفاتها داخل الأقفاص وخارجها ولمسافة بعيدة روائح كريهة تزكم الأنفاس وخاصةً في فصل الصيف. علماً أن الشارع عينه مطروقٌ ودون انقطاع من السُّياح الذين يَجوبُونه لقربه من المدرج الروماني الشهير. وتراهم يلتقطون الصور ويُسجلون ملاحظاتٍ عن كل كبيرة وصغيرة بما لا يصُبّ والحالة هذه في الجهود الرامية للجذب السياحي لبلدنا.

 

ولن نخوض في باب الأمراض المُعْدِية وخاصة الفيروسية والفطرية والبكتيرية وغيرها التي يمكن أن تنقلها تلك الدواجن والطيور، أو ما تُعانيه أصلاً هي نفسها مِن أمراض. فذلك متروكٌ لأطبائنا من ذوي الاختصاص الذين يمكنهم وبِحُكم خبرتهم الواسعة تبيان الأمراض وإعطاء فكرة عن سرعة تفشيها والاحتياطات الاحترازية والوقائية المفترض اتباعها.

 

وفي السياق، ترى الأطفال الذين يذهبون بمعية ذويهم في جولةٍ وحال مشاهدتهم للطيور الصغيرة المُلَوَّنة وخاصة الصيصان المصبوغة بألوان متنوعة اصطناعية يُلِحُّونَ عليهم شراء بعضها، وما هي إلا ساعتين أو ثلاث ساعات حتى تَنْفُق. وقد يكون السبب مِن جرَّاء الأصباغ أو لبكتيريا وأمراض معينة كما يُرجِّح البعض بما يُشكِّل هذا خطراً عليهم وعلى ذويهم، علماً أن أغلب الدول ومن سنوات طويلة عمَّمَت ومنعت صبغ الطيور، بل تُعاقب مَن يفعل ذلك.

 

ولعلَّ مَن يَبْرُز على ما جاء في سياق المقال ويقول: نقوم بأخذ عينات من الدواجن والطيور الحَيَّة المعروضة للبيع لفحصها مخبرياً.غير أنَّ الرد على قول كهذا يكون بتوجيه سؤالٍ للقائل: تُرى وهل يتم إجراء حجز تحفظي على بقية المعروض مِن الطيور او الدواجن التي أُخِذت عينة منها إلى أن تظهر النتائج؟ ومِن أجل الدقة والشفافية نقول حتى تظهر نتيجة الفحص بعدَ مرور وقتٍ تكون بقية الطيور والدواجن قد بيعت وتوزَّعَ الباعة وتفرقوا لأنهم باعة أرْصِفَةٍ وغير مُرخَّصين ولا عناوين ومعلومات مخزَّنة عنهم! 

 

وإتاحةً لِمن أرزاقهم من تلك التجارة فإن تخصيص أماكن خاصة مًحدَّدة تَجْمَعُ مِن سائر الأرصفة والأحياء والتجمعات السكانية جميع العاملين بتجارة الدواجن والطيور الحَيّة ومعروضاتهم وتكون تحت الرقابة الصحية والبيطرية والبيئية المُشدَّدة مع بياناتٍ رسمية عن الباعة الذين يُفترض حصولهم على شهادات طبية كتلك التي يتم إصدارها للعاملين في مهن أخرى مسألة بالغة الأهمية

         وفي الختام فإن تَتَبُّع أية بُؤَرٍ قد تكون على حينِ غَفْلَةٍ سبباً لانتشار أوبئة وأمراض وإزالتها، أولى مِن الانتظار لحين حصول ما لا نتمناه.. حيث لا ينفع الندم وقتئذٍ ولا تُجدي الأعذار!  

 

[email protected] 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023