مهرجان جنى العسل ومنتوجاته في جرش مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة المهيرات حلم النادي تبخر.. أرضية ملعب البقعة غير صالحة وتهدد سلامة اللاعبين! خطة من 3 مراحل للعدوان "الإسرائيلي" على غزة.. وجيش الاحتلال يفتح ممراً لتهجير سكانها الوزير المتطرف سموتريتش: غزة ثروة عقارية هائلة ونبحث تقسيمها مع الأميركيين الأردن يتقدم على مؤشر الابتكار العالمي 2025 الاتحاد الأوروبي يقدّم 250 مليون يورو مساعدات مالية للأردن صحيفة فرنسية: ماكرون سيعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية الاثنين المقبل أمير قطر: مباحثات بنَّاءة مع أخي الملك عبدالله وزارة الصحة: ارتفاع عدد حالات تسمم الطلاب في إربد إلى 42 الملك يغادر الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مستشفى المقاصد يُعالج 392 مريضًا مجانًا في الكرك موقف تاريخي.. إسبانيا تهدد بمقاطعة كأس العالم إذا شارك منتخب الإحتلال الإسرائيلي جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم المعرض الخامس لتوزيع الملابس المجانية في الكرك المفرق: اجتماع لمناقشة خطة طوارئ فصل الشتاء
القسم : بوابة الحقيقة
أسود مثلي.. نحن والأمريكيون السود
نشر بتاريخ : 6/2/2020 7:39:59 PM
د. سامر أبو رمان

تعاملت مع أمريكيين من ذوي البشرة السوداء أو الأفارقة في مرحلة مبكرة من حياتي أثناء الدراسة في مدارس أمريكية منتصف الثمانينات، ودرسنا وقتها الرواية الواقعية المشهورة "أسود مثلي" "Black Like Me"، والتي ترجمت لعشرات اللغات وحولت لفلم سينمائي، وبيعت منها أكثر من 10 ملايين نسخة. 

تسجل الراوية تجربة مؤلفها جون غريفن John Griffin، في نهاية خمسينات القرن الماضي، كرجل أبيض متعلم، قرر القيام بتجربة فريدة ليتعرف بنفسه على المعاناة اليومية للرجل الأسود في بيئة تطفح عنصرية وكراهية، فقام بتغيير لون بشرته الى السواد بما في ذلك من ألم، وقرر أن يتوجه الى مسيسبي معقل العنصرية آنذاك، ويسجل تجربته بطريقة مشوقة برغم معاناتها!

أستمر رابطي مع هذه الفئة بعلاقات أكاديمية وبحثية، بهدف التعرف على آرائهم، في كتابين: "الصراع العربي الإسرائيلي في استطلاعات الرأي الأمريكية" و" كيف ينظرون إلينا: الإسلام والمسلمون في استطلاعات الراي العالمية"، وقد كانت الأرقام باستمرار تشير إلى تعاطف هذه الفئة مع العرب والمسلمين وقضاياهم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، رغم أنهم أقل معرفة بالنواحي السياسية من البيض، بما فيها تلك المتعلقة بالشأن العربي.

تركت هذه النتائج أثرها بنفسي، فزادت من تعاطفي مع قضاياهم، والتعامل معهم، ولا أخفي سراً بفرحي بالتعامل مع الموظفين السود، على الرغم من ودية التعامل والاحترام التي يتصف بها الأمريكيون بشكل عام.

يشعر الأمريكيون السود بالظلم والتهميش، فرغم أنهم يشكلون 12.5% من المجتمع، إلا أنهم لا يحظون بتمثيل سياسي أو حصة في الثروة القومية بما يتناسب مع هذه النسبة، وهم الأكثر معاناة من مشاكل الفقر والبطالة.

 يبدو أن تعرض الأمريكيين السود للاضطهاد والتهميش قد كان من أسباب التعاطف مع حقوق الشعب الفلسطيني وكفاحه ضد الكيان الصهيوني، واعتبار نضاله جزءاً من معركة عالمية ضد الإمبريالية ومزاعم تفوق الجنس الأبيض، وهو الأمر الذي فصل فيه كتاب " حركة القوة السوداء وفلسطين: دول اللون العابرة للقوميات"، والذي بحث في العلاقة بين نضال حركة “القوة السوداء” الأمريكية من أجل إقرار الحقوق المدنية للأمريكيين السود ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى إحساس الأمريكيين السود بأنهم "شعب محتل" يعاني من ازدواجية المعايير، تماماً كحال الشعب الفلسطيني!

إن معاناة الأمريكيين السود، المستمرة منذ زمن بعيد، ومواقفهم المتعاطفة مع القضايا العربية، لا تبرر لنا فقط بل وتلزمنا باتخاذ مواقف متعاطفة ومؤيدة لهم ولحقوقهم، وإدانة الحوادث المتكررة للاعتداء على وجودهم وإنسانيتهم، والتي كان أخرها مقتل الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة في مدينة مينيابوليس، والذي أشعل موجة احتجاجات في مختلف المدن الأمريكية ما زالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور، والتي قد تزيد من سياسات ترامب العنصرية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025