وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
صراع الغاز في شرق المتوسط (٢-٢)
نشر بتاريخ : 12/22/2019 11:17:36 AM
د هايل ودعان الدعجة

بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

 

استكمالا للمقال السابق حول صراع الغاز في شرق المتوسط ، فلا بد من الاشارة الى ان التطورات التي يشهدها ملفا ليبيا وشرق المتوسط من شأنهما الدفع بالمنطقة الى مزيد من الصراعات والتوترات ، بعد ان تحولت الى ساحة مشروعة للنزاعات الاقليمية والدولية ، مدفوعة بمصالح الاطراف المتنازعة والمتصارعة وحساباتها المختلفة ، خاصة مع دخول كل من تركيا وروسيا ( والولايات المتحدة ) الساحة من بوابة المنافسة على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية ، التي باتت مرتبطة بامنها القومي وحضورها ونفوذها في الساحة العالمية . دون ان نغفل التقارب بين مصر وقبرص اليونانية واليونان واسرائيل ، الذي اثمر عن توقيع اتفاقيات لاعادة ترسيم الحدود بينهم بغية الاستفادة من غاز شرق المتوسط واستخراجه ، بصورة قادت المشهد الى مزيد من التعقيد والتأزيم خاصة بعد عقد منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة ، بهدف التضييق على تركيا الساعية الى التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، والحد من الدور الروسي في تصدير الغاز الى اوروبا . مما دفع تركيا الى توقيع اتفاقية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية ، تتيح لها التنقيب عن الغاز قبالة السواحل الليبية والقبرصية ايضا لسد احتياجاتها المتزايدة من الطاقة ، التي انفقت عليها اكثر من ٤٠ مليار دولار العام الماضي . في حين دخلت روسيا على الخط من البوابة الليبية  لمواجهة اي محاولات اقليمية تستهدف توفير امدادات غاز بديلة عنها الى اوروبا ، والذي تعتبره بمثابة خط احمر  . . مما دفع البعض بادراج تدخلها في سورية في هذا الاطار ، نظرا للاهمية الاسترتيجية التي تحتلها سوريا ( الى جانب تركيا ) نتيجة احتلالها موقعا هاما تمر من خلاله امدادات الطاقة من ايران ودول الخليج الى اوروبا . حيث وقعت روسيا عقود استثمار للتنقيب عن الغاز الطبيعي في السواحل والمياه الاقليمية السورية ، لتشارك في مشاريع الطاقة المستقبلية لحوض المتوسط . اضافة الى استعداد روسيا للتعاون مع تركيا في قطاع الطاقة شرق المتوسط لضمان احكام سيطرتها على السوق الاوروبية . مما قد يضع التقارب الروسي التركي في مواجهة منتدى غاز شرق المتوسط . الامر الذي قد تكون له تداعياته على موقف البلدين من المشهد الليبي ، وذلك رغم التباعد والتناقض في موقفهما من طرفي الصراع في ليبيا ، حيث تدعم روسيا قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ، بينما تساند تركيا قوات حكومة الوفاق ، ولكنهما بنفس الوقت يطمحان للاستفادة من غاز ليبيا ونفطها ، بطريقة قد تدفع بهما بتكرار السيناريو السوري في شمال سوريا بادلب وشرق الفرات وتطبيقه في ليبيا ، خاصة ان تركيا عازمة على تعزيز حضورها وموقفها في ليبيا ، مما قد يشكل ورقة ضغط لها امام روسيا ويحقق نوعا من توازن القوى في المنطقة ، بشكل قد يؤدي الى توافقات وتفاهمات بينهما لتسوية الوضع في ليبيا على غرار التوافق بينهما في الملف السوري .  اخذين بعين الاعتبار حالة القلق التي تغلف الموقف الاميركي من هذا التدخل التركي والروسي في منطقة تمثل اهمية استراتيجية للولايات المتحدة ، التي قد تجد نفسها مضطرة لاعادة تفكيرها بموقفها السلبي من الازمة الليبية من خلال وضع ليبيا في دائرة اهتماماتها واولوياتها . اضافة الى التفكير بتفعيل دورها عبر الدخول بعقد صفقات والحصول على امتيازات للتنقيب عن الغاز والنفط شرق المتوسط من خلال الشركات التابعة لها ، بشكل قد ينعكس سلبيا على الحسابات التركية والروسية . لدرجة ان ان هناك من يرى بان اميركا ربما تكون قد اعطت تركيا الضوء الاخضر في تركيا لتحجيم مساعي روسيا والحد من طموحاتها في حوض المتوسط على وقع القلق الذي ينتابها من احتمالية وجود تفاهم ولغة مشتركة بين تركيا وروسيا على تقاسم المصالح والادوار وتوزيع مناطق النفوذ من البوابة الليبية ومنطقة شرق المتوسط .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023